Site icon IMLebanon

“مصير التلوث في معمل الزوق الحراري “

Pollutionzouk
عقد رئيس اتحاد بلديات كسروان -الفتوح ورئيس بلدية زوق مكايل نهاد نوفل مؤتمرا صحافيا حول “مصير التلوث في معمل الزوق الحراري ” في بيت الحرفي – زوق مكايل، بحضور توفيق سلوم ممثلا النائب العماد ميشال عون، وزير الطاقة والمياه ارتور نظريان، شاكر سلامة ممثلا الرئيس امين الجميل والنائب سامي الجميل، النائب فريد الياس الخازن، شوقي الدكاش ممثلا رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع، النائب السابق منصور البون، متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك المطران كيرللس بسترس، المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، قائمقام كسروان – الفتوح جوزف منصور، الدكتور سهيل مطر والمجالس البلدية في كسروان – الفتوح.

نوفل
استهل المؤتمر بكلمة لنوفل قال فيها: “في الخامس والعشرين من آذار الماضي في هذا المكان بالذات، اطلقنا الصرخة عالية في مؤتمر صحافي لانقاذنا من سموم معمل كهرباء الزوق وأضرارها السرطانية على صحة الإنسان وعلى بيئته، ووزعنا يومها الكتاب الأسود وفيه شرح لجميع المراحل التي مرت بها مراجعاتنا منذ 1983 حتى اليوم، أي طيلة ثلث قرن من الزمن، مبرزين الأضرار القاتلة التي لحقت بالإنسان والممتلكات في بحث عن حلول لهذا التلوث الخطير الذي يضرب الإنسان والبيئة وعلى بعد أكثر من عشرين كيلومترا خط هواء من دواخين معمل الزوق. وكنا في كل مرة نلقى وعودا بموافقة الحكومة: في 17 كانون الثاني 1996 على اقتراحات وزارة الموارد المائية والكهربائية بحل مشكلة التلوث. وفي العام 2007، بموافقة رئيس الحكومة على اقتراح بلدية زوق مكايل بنقل المعمل الى المنطقة الصناعية في حامات على أرض استملكتها مؤسسة كهرباء لبنان لهذه الغاية”.

اضاف: “بقي الوعدان بلا طائل، بل أكثر: كان قرار الدولة بتكبير معمل الزوق متجاهلة أضراره التي عززناها بالصور وبالتقارير وبالمقترحات العلمية المحلية والدولية التي أوردتها هذه التقارير لمنع هذا التلوث أو الحد منه، فكانت الصرخة العارمة. واليوم، نشكر من ضم صوته عاليا الى تلك الصرخة، بصرخة أكبر، كان صداها قويا لدى المسؤولين. وكان لصوت الدكتور سمير جعجع في مؤتمراته الصحافية، ولصرخة الشيخ سامي الجميل إبان المؤتمر الصحافي وفي مناسبات رسمية عديدة، ولنواب التيار الوطني الحر في كسروان الحاضرين معنا جميعا ومطالبتهم عاليا بالحل بتوجيه من دولة الرئيس العماد ميشال عون، ولرؤساء المجالس البلدية في كسروان – الفتوح الحاضرين في المؤتمر وعلى رأسهم نائب رئيس الاتحاد الدكتور ابراهيم حداد الاثر الكبير، في فتح باب المعالجة فشكرا لهم جميعا”.

وتابع: “نشكر الصرخة التي اطلقتها نقابة المحامين في بيروت حرصا على حقوق الانسان في بيئة صحية سليمة والبيانات التي أصدرها النقيب آنذاك الأستاذ جورج جريج متوجها إلى دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري للمساعدة في الانقاذ، والبروفسور انطوان بستاني نقيب أطباء لبنان في مواقفه وحضوره المؤتمر اعلانا لموقف مجلس نقابته. وأشكر النائبين السابقين الشيخ منصور البون والشيخ فريد هيكل الخازن على مواكبتنا مشيا في المسيرة الى المعمل، وكل ذلك كان له الأثر الفعال في تحريك الاعلام المرئي والمكتوب والمسموع. فشكرا بنوع خاص لمحطة الــ MTV ولرئيس مجلس إدارتها الأستاذ ميشال المر الذي واكب صرختنا منذ الانطلاق واستمر، وكذلك المؤسسة اللبنانية للارسال LBCI ورئيسها الشيخ بيار الضاهر، وسائر المحطات والإذاعات والصحف تحسسا منهم بأهمية الموضوع وضرورة تدارك أخطاره. وواكبتنا صلوات الأسقفين الحاضرين معنا في المؤتمر: النائب البطريركي على أبرشية جونيه سيادة المطران نبيل عنداري، والنائب البطريركي على أبرشية صربا المطران بولس روحانا. ورافق المسيرة عدد وفير من أهالي الزوق والمنطقة مطلقين الصرخات: لا للموت نعم للحياة”.

واردف: “تبعا لهذا التحرك دعا رئيس لجنة الطاقة والمياه النائب الأستاذ محمد قباني إلى جلسة للجنة في المجلس النيابي دعاني إليها فأوضحت فداحة الأضرار الصحية والبيئية والسرطانية التي تتسبب بها سموم دواخين معمل الزوق. وبنتيجة هذا الإجتماع شكل النائب قباني لجنة نيابية فرعية لمتابعة الموضوع وإيجاد الحلول. فشكرا له على أمل أن نصل من كل ذلك الى نتائج إيجابية مرضية”.

وقال: “الشكر الكبير، وعن حق، لمعالي وزير الطاقة الأستاذ ارتور ناظريان الذي خصص الوقت الكثير لاجتماعات متتالية معنا في مكتبه لسماع صرختنا وتفهمها بكل محبة ومشاركته في حلها. والشكر الكبير اليوم أيضا لسعادة رئيس مجلس إدارة – مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان الدكتور كمال حايك للمساعي الإيجابية التي قام بها بعد هذا التحرك، ولنا الثقة بأن هذه المساعي ستستمر لحل المعضلة نهائيا لما فيه خير الإنسان والبيئة. وكانت لنا إجتماعات عديدة مطولة تجاوزت الخمس مرات بحضوره مع كبار مسؤولي مؤسسة كهرباء لبنان في كل قطاعاتها، مما ساعد على خلق أجواء التفاهم في خلال جلسات المعالجة. والنتيجة كانت ان توصلنا إلى مبادئ أولية، هي منطلق للحلول الشافية، والى خطة لاستكمال معالجة التلوث ومتابعة مراحلها التنفيذية من اجراءات عاجلة، الى اجراءات على المدى المتوسط والى اجراءات على المدى الأبعد. وكل ذلك نظم في وثيقة تم التفاهم عليها وبوشر بتنفيذها”.

اضاف: “الإجراءات العاجلة تكون “بالمعالجة الكيمائية لمادة الفيول أويل بعد ان أثبتت نجاحها في تخفيض انبعاثات الغبار الملوث وأول أوكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وثالث أوكسيد الكبريت. وقد تم استدراج عروض لاستكمال هذه المعالجة لفترة ثلاث سنوات. واطلقت المؤسسة استدراج عروض بتجهيز مجموعات الانتاج في معمل الزوق بمواد كيماوية لتكييف الفيول أويل وتخفيض الانبعاثات السامة. – بتركيب أجهزة لقياس نسبة الأوكسيجين في الدخان المنبعث من المعمل ولقياس كثافة الدخان لتحسين عملية الحريق ومن المتوقع ان يساهم هذا الاجراء في تخفيض الدخان الأسود بنسبة كبيرة. وتركيب اجهزة لقياس كثافة الدخان لزوم مراجل المجموعات الأربع (Opacimetre – Oxygene Analyser)، بالعمل على تحسين مواصفات الفيول أويل واستعمال العالي الجودة منه بأقل من واحد بالمئة كبريت للتخفيض الجزئي لعدد من العناصر الملوثة وأبرزها الرماد وذلك من أجل تحسين نوعية الانبعاثات. واستحداث محطات خاصة لقياس جودة الفيول يمكن إجراء مراقبة دائمة للانبعاثات (Continuous Emission Monitoring) توضع على كل مرجل بخاري. وتعهدت المؤسسة بتأمين الصيانة اليومية وقطع الغيار والتشغيل الدائم. وهذا ما كنا نشكو منه وكان من أسباب التلوث. وبالنسبة للمعمل الجديد تعهدت المؤسسة التقدم بالترخيص مع دراسة الاثر البيئي. وهذا ما حصل”.

وعن الإجراءات على المدى المتوسط قال:” عند موافقة مجلس الوزراء على مضمون كتاب معالي الوزير بتخصيص مبلغ /000 000 220/د.أ. من الصندوق الوطني للتنمية الاقتصادية، حصل تعهد بأن يتم تأهيل/ تجديد وحدات الانتاج في المعمل الحالي ومنها كل مشكلة التلوث. وبالفعل، في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، تمت الموافقة على هذا القرض. وينتظر المباشرة بتأهيل وتجديد وحدات الانتاج في المعمل الحالي. وبلغنا انه يتم التفاوض مع العارض الوحيد Insaldo في مناقصة مشروع تأهيل معمل الزوق. ولكن في حال عدم البت بمشروع التأهيل ستقوم المؤسسة بإجراء الصيانات الضرورية على مجموعات الانتاج، لا سيما المراجل، وذلك بعد الحصول على الموافقات اللازمة من سلطة الوصاية. وتتضمن عملية تأهيل هذه المراجل استبدال الحراقات بأخرى جديدة تخفض الانبعاثات بنسبة كبيرة، اضافة الى تأهيل وتجديد كل التجهيزات المرجلية المتعلقة بموضوع الملوثات بهدف تخفيضها الى المستويات الدنيا”.

اضاف: “التعهد بتركيب فلاتر لتنقية الانبعاثات وسيتم المباشرة بتلزيم استشاري لاختيار نوع الفيلتر الأنسب بين ال Centrifugal Filter والـ Electrostatic Precipitator أو Bag House على ان يصار بعد ذلك الى تحضير دفتر الشروط واطلاق مناقصة لتركيب الفلتر المناسب لمعالجة الدخان الأسود المتصاعد من الدواخين”.

وعن الاجراءات على المدى الأبعد اشار الى انه “تم البحث مع المراجع المعنية في امكانية انشاء محطة عائمة للغاز السائل قبالة معمل الزوق لتشغيل المعمل الجديد على الغاز الطبيعي الأكثر ملاءمة بيئيا. وفي حال الحفاظ على المعمل الحالي: الابقاء عليه كإحتياط استراتيجي واشغاله عند الضرورة بعد انشاء المعامل الجديدة المقترحة.
وتأكيد مؤسسة كهرباء لبنان اعتماد ما يلزم من الخطوات لمعالجة التلوث في معامل الانتاج، ومنها معمل الزوق الحراري، على ضوء الدراسات العلمية والتقنية التي سترفع الى مؤسسة كهرباء لبنان من هيئات متخصصة موثوق فيها في مجال الانبعاثات الهوائية الملوثة. وتبعا لذلك، كلفت بلدية زوق مكايل لجنة متخصصة من كبار أساتذة الجامعة الأميركية إختيروا من خريجي الجامعات الأميركية المتخصصين بالإنبعاثات الهوائية الملوثة، رفاق دراسة مع المدير العام للمؤسسة الدكتور كمال حايك للتنقيب المحلي على الأرض عن التلوث وأسبابه ومعالجته. وبالفعل، بعد ثلاثة أشهر من البحث، قدموا دراسة علمية مطولة الى مؤسسة الكهرباء نبهوا فيها الى الأخطار البيئية والسرطانية والى العلاجات الممكنة في الوضع الراهن للعمل رفعتها بلدية الزوق الى المدير العام. كما ان مديرية الانتاج – معمل الزوق في صدد الإعداد لاجراء فحص في مختبرات الجامعة الأميركية في بيروت لمادة الــ Bap (Benzo-a-Pyrenne) للتحقق من نسبة هذه المادة في الانبعاثات الخارجة من المعمل، على ضوء تقرير الجامعة الأميركية بشأن التلوث في منطقة الزوق”.

ولفت الى انه “تم الاتفاق مع المؤسسة بأن يكون للسلطات المحلية في الزوق (بلدية زوق مكايل واتحاد بلديات كسروان الفتوح) الحق في الدخول الى المعمل القديم والجديد عند الحاجة برفقة خبراء متخصصين بالتنسيق مع مؤسسة كهرباء لبنان وبحضور مدير المعمل و/أو الفنيين المعنيين من مستخدمي معمل الزوق لاجراء الدراسات ومراقبة التطور البيئي على ضوء ما يكون أنجز من إجراءات وجرى تركيبه من معدات محددة في هذا البيان لتخفيض الانبعاثات. أما مطلب البلدية نقل معمل الزوق الحراري إلى مكان آخر فكان مطلبا أساسيا، تفهمنا صعوبة البت به في الوقت الحاضر والظروف غير الملائمة لذلك. ولهذه الأسباب تم ترحيل المطلب الى الوقت المناسب. بعدها، أصرت البلدية على مطلب رفع الضرر عن الأهالي والتعويض عليهم بمساواتهم بالتقنين بالنسبة لبيروت الكبرى وجاءنا الجواب من معاليه بأن هذا الموضوع مرتبط بمجلس الوزراء ويقتضي العودة الى هذا المجلس بالموضوع”.

وتوجه الى رئيس الحكومة تمام سلام، والوزراء بالقول: “من حق أهالي زوق مكايل المعرضين للأمراض السرطانية في بيئة غير صحية وغير سليمة بفعل معمل مؤسسة الكهرباء، ان يستجابوا لمطلبهم هذا دون سلوك الطرق السلبية التي اعتدنا عليها”.

وختم: “أخيرا، وباختصار، يلوح لنا أن الملف الأسود أصبح رماديا على أمل أن ينتقل ليصبح الملف الأبيض بفعل النيات الحسنة والتجاوب الذي لقيناه من معالي وزير الطاقة ومدير عام المؤسسة وكبار المسؤولين، على أمل أن يستمر هذا التعاون لما فيه خير ومصلحة الانسان وحقه في بيئة سليمة”.

نظريان
ثم القى نظريان الكلمة الآتية: “نحن مجتمعون اليوم في أرض كسروان العزيزة، ونلتقي معكم جميعا من إدارات محلية ومسؤولين وفعاليات وأهالي المنطقة، للنظر في أفضل السبل للتغلب على المشكلات البيئية الناتجة عن الإنبعاثات الغازية لمعامل إنتاج الكهرباء والتي تطال صحة المواطن بشكل مباشر، ومن أجل إطلاعكم على الخطوات التي نتعاون في إستكمالها مع مؤسسة كهرباء لبنان ضمن خطة متكاملة للعمل على معالجة التلوث في موقع معمل الذوق الحراري، ومتابعة مراحلها التطبيقية على أرض الواقع”.

اضاف: “لطالما شكل معمل الذوق هاجسا بيئيا لأهالي المنطقة وسكانها، قررت وزارة الطاقة والمياه ونتيجة مسؤوليتها الوطنية وحرصها على صحة المواطنين أن تعالجه بكافة الوسائل المتاحة، وقد إتخذت لذلك سلسلة من الإجراءات العملية لرسم حلول وقائية وعلاجية لأزمة التلوث في هذه المنطقة، وأقرت مجموعة من تدابير التطوير على معمل الإنتاج القائم في الذوق، وإضافة مجموعات إنتاج جديدة على المعمل الجديد تعمل بتقنيات عصرية متطورة وصديقة للبيئة لتحل تدريجيا مكان وسائل الإنتاج الحالية من معامل قديمة، ومولدات عشوائية، منتشرة بين البيوت وغير خاضعة لأية رقابة بيئية”.

وتابع: “إن أهم الإجراءات التي وضعتها الوزارة على سكة التنفيذ أو هي في قيد الدراسة في ما يخص المعمل القديم تلخص كما يلي:
– تجهيز مجموعات الإنتاج في معمل الذوق بوحدات ضخ مواد كيماوية لتكييف الفيول أويل بهدف تحسين عملية الحرق ولتخفيض الإنبعاثات الغازية.
– تركيب أجهزة قياس كثافة الدخان الصادر عن المعمل ونسبة الأوكسجين فيه وتجهيز وحدات الإنتاج بأجهزة مراقبة دائمة للانبعاثات بهدف تحسين وسائل مراقبة الحريق والتحكم بنوعيته.
– تخفيض نسبة الرماد في الفيول أويل من خلال تحسين مواصفات الشراء من المصدر بهدف تخفيض نسبة الغبار في الإنبعاثات الغازية.
– تكرير الفيول أويل في الموقع بهدف تحسين نوعيته قبل الحرق وبالتالي تخفيض الإنبعاثات.
– إجراء عملية تأهيل شامل للمراحل وتطوير لمعدات الحرق بهدف تحسين فعاليتها وتخفيض الإنبعاثات.
– التعمق في دراسة إمكانية وضع فلاتر على الإنبعاثات الغازية في المساحة المتاحة ومن ضمن التقنيات المجدية.

وقال: “في الختام تشكل هذه الإجراءات خطوة عملية وحقيقية لمعالجة مشكلة الإنبعاثات الغازية المزمنة مما ينعكس إيجابا على جميع القطاعات في منطقة ساحل كسروان وهو حق للمواطنين علينا، ونعدكم أننا سنتابع العمل بكل شفافية، ومن المعلوم أننا في وزارة الطاقة والمياه نعتمد سياسة الأبواب المفتوحة على كل الأفكار لتلقيها بإيجابية لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة”.

وختم: “نتمنى أن يكون لقاؤنا القادم في إطار افتتاح مشروع إنمائي للمنطقة يعزز من إمدادات الطاقة وزيادة ساعات التغذية وتخفيض الحاجة إلى المولدات الخاصة لأنها تشكل في مجموع انبعاثاتها تجاوزا” لما يصدره أي معمل حراري”.

وشكر القيمين على هذا اللقاء، متمنيا “النجاح لنا جميعا والإستمرار بالعمل للوصول الى أفضل الحلول سويا لما فيه مصلحة أبناء كسروان والجوار والمصلحة الوطنية عموما”.

حايك
والقى حايك كلمة جاء فيها: “إن مؤسسة كهرباء لبنان لم تكن يوما بعيدة عن هموم ابناء كسروان وهواجسهم البيئية، ولطالما سعت للقيام بواجباتها على هذا الصعيد، خصوصا بعدما كثرت المباني السكنية في المنطقة المجاورة لمعمل الذوق الحراري. فمنذ العام 2011، وبتوجيهات من معالي وزير الطاقة والمياه آنذاك المهندس جبران باسيل، باشرنا العمل بشكل جدي وعلمي لمعالجة التلوث الناجم عن معمل الذوق، منطلقين من دراسات بيئية علمية دقيقة قامت بها شركات استشارية عالمية من بينها Kema وMVV decon. وبالفعل توصلنا من خلال المعالجة الكيميائية إلى نتائج إيجابية أكثر مما كان متوقعا، حيث تم تقليص الملوثات بنسب عالية وصل بعضها الى حدود الـ 90%”.

اضاف: “ومع استلام معالي الوزير الأستاذ آرثيور نظريان مهام وزارة الطاقة والمياه، واصلنا بتوجيهاته الجهود لتخفيض التلوث. وبعد ثمانية اجتماعات عقدت بين وزارة الطاقة والمياه (بعضها في حضور معالي الوزير) ومؤسسة كهرباء لبنان واتحاد بلديات كسروان – الفتوح ممثلا بالرئيس نهاد نوفل، حيث شرحنا الإجراءات التي باشرنا بها واستمعنا الى مختلف الاقتراحات، توصلنا إلى ورقة تفاهم وافق عليها مجلس إدارة المؤسسة في العاشر من كانون الأول الفائت وسيتم توقيعها اليوم، وهي بمثابة خطة عمل لاستكمال معالجة التلوث الناجم عن معمل الزوق”.

وتابع: وقد قامت المؤسسة بعدة خطوات تنفيذية للبنود الواردة فيها، أبرزها اتخاذ مؤسسة كهرباء لبنان عدة إجراءات عملية لتخفيض التلوث على المدى القريب ومنها ما كانت قد بدأت به سابقا كالمعالجة الكيميائية. (Slide 1)، فقد أطلقت المؤسسة في أيار 2015 استدراج عروض من اجل استكمال المعالجة الكيميائية بعدما ثبت نجاحها في تخفيض الملوثات، والمؤسسة حاليا في صدد الإعداد لتوقيع العقد مع العارض المؤهل من الناحيتين الفنية والإدارية. وتم تضمين استدراج العروض شراء وتركيب محطات خاصة لمراقبة دائمة للانبعاثات معروفة باسم (C.E.M.) (Continuous Emission Monitoring) (Slide 2) توضع على كل من المراجل البخارية، بما يسمح بمراقبة متواصلة على مدار الساعة للانبعاثات. علما أن قياس الملوثات يتم حاليا بشكل يومي بالنسبة لأوكسيد الكربون CO وأكاسيد النيتروجين NOx، وبمعدل مرتين في الأسبوع بالنسبة للغبار الملوث P.M و ثالث أوكسيد الكبريت SO3 “.

واشار الى ان “تجهيز مجموعات الإنتاج في معمل الذوق بوحدات ضخ مواد كيماوية (additives) انطلقت في كانون الأول 2012، واليوم أصبح المعمل بفعل هذه المعالجة مطابقا للشروط البيئية كما يظهر في الجدول أمامكم (Slide 3)، حيث ساهمت هذه المعالجة في تخفيض أكثر من: 80% من نسبة أول أوكسيد الكربون CO لتصبح حوالى 340 ملغ/ م3 . 10% من أكاسيد النيتروجين NOx لتصبح حوالى 430 ملغ/م3. ويمكن أن تصل هذه النسبة الى أكثر من 50% مع تأهيل المعمل وتركيب حراقات مخفضة لأكاسيد النيتروجين Low NOx Burners علما أن النسبة الحالية هي ضمن المعايير البيئية لوزارة البيئة والبنك الدولي. وفي حال عدم البت بملف التأهيل في مجلس الإنماء والاعمار، ستقوم المؤسسة بتركيب هذه الحراقات من ضمن موازنتها. 60% من نسبة الغبار الملوث Particulate Matters (P.M) لتصبح 75 ملغ/م3. 90 % من ثالث أوكسيد الكبريت SO3 لتصبح حوالي 0.85 ملغ/م3.

ولفت الى انه “تم مؤخرا تركيب ستة أجهزة لقياس كثافة الدخان Opacimeters وستة أجهزة لقياس نسبة الأوكسجين Oxygen Analyzer (Slide 4) على المجموعات الأولى والثانية والثالثة في المعمل، وسيتم قريبا تركيب الأجهزة الأربعة الأخرى على المجموعة الرابعة. وتتيح هذه الأجهزة مراقبة انبعاث الدخان الأسود فور حصوله بما يسمح بالتدخل السريع لمعالجته وتقليص فترة تصاعده في بعض الحالات. وهذا ما يفسر انخفاض نسبة الدخان الأسود الصادر عن المعمل الذي من المفترض أن يكون أهالي ساحل كسروان وسكانه قد لاحظوه منذ حوالي الشهر”.

وقال: “وقعت المؤسسة عدة عقود لتنفيذ صيانات جزئية في معمل الذوق، حيث باشرنا بإجراء صيانة جزئية على مرجل المجموعة الرابعة، على أن يتم خلال فترة سنة تقريبا البدء بإجراء صيانة جزئية على مرجل المجموعة الثانية أيضا. وحاليا يقوم مجلس الإنماء والإعمار بالتفاوض مع العارض الوحيد Metka / Ansaldo Energia في مناقصة مشروع تأهيل معمل الذوق، ليصار إلى البت بهذا المشروع على ضوء نتيجة المفاوضات”.

اضاف: “يذكر أن تأهيل المعمل يمكن أن يساهم في تخفيض الدخان الأسود بنسبة لا تقل عن 95%، ذلك أن هذا الدخان يصدر لدى تشغيل مجموعات الإنتاج وعند حصول عطل على هذه المجموعات ناتج عن تغيير مفاجئ في الحمولة أو عطل معين في المراوح، وهذه المسببات تنتفي بعد عملية التأهيل. إلا أنه، وفي حال عدم البت بهذا الملف، فقد أعدت مؤسسة كهرباء لبنان خطة متكاملة لاستكمال عملية تأهيل وتجديد مجموعات الإنتاج تدريجيا لا سيما المراجل (مصدر الانبعاثات الرئيسي)، وقد تم لحظ الاعتمادات اللازمة لهذه الصيانات في مشاريع موازنات المؤسسة للأعوام القادمة”.

وتابع: “اما على المدى المتوسط – القريب: فإن مؤسسة كهرباء لبنان، وفي إطار مذكرة التفاهم التي سيتم توقيعها اليوم، أصبحت في المراحل النهائية من دراسة جدوى استخدام فلاتر من نوع centrifugal (Slide 5) تمهيدا لإطلاق استدراج عروض لتوريد هذه الفلاتر وتركيبها، وذلك بنتيجة التواصل والتباحث مع شركات رائدة في هذا المجال. ومن شأن هذه الفلاتر تخفيف الرماد (Ash) في مادة الفيول أويل المستخدمة بنسبة تتخطى الـ 40%. وأشير في هذا السياق الى أننا درسنا إمكانية تركيب أنواع أخرى من الفلاتر كالـ Electrostatic precipitator (ESP) (Slide 6) والـ Baghouse والـ Wet Scrubber وغيرها، حيث اتضح لنا التالي: أن الفلاتر لا تزيل كل الملوثات كأوكسيد الكربون CO وثالث أوكسيد الكبريت SO3 التي لا يمكن تخفيضها سوى بالمعالجة الكيميائية وهو ما نفعله حاليا. تحتاج هذه الفلاتر الى مساحات كبيرة تصل الى حوالى 400 م2 لكل فلتر وارتفاع 25 مترا (Slide 7) وهي مساحات غير متوفرة في معمل الذوق(Slide 8). لم ينصح الاستشاري العالمي Kema في دراسته من حيث المبدأ بتركيب Baghouse (Slide 9) نظرا للخطورة التي يشكلها على مجموعات الإنتاج بسبب امكانية اشتعاله وسرعة انسداده.

واردف: “أما فلتر الـ Wet Scrubber (Slide 10) فلا حاجة له لأن الفيول المستورد يحتوي على نسبة تقل عن 1% من الكبريت، وبالتالي فإن نسبة ثاني أوكسيد الكبريت SO2 هي أقل بكثير من المعايير العالمية. يذكر ان الاستشاري Kema أوصى بضرورة تأهيل معمل الذوق، مشيرا إلى أن عملية التأهيل قد تغني عن استخدام الفلاتر من أي نوع كانت. ورغم ذلك، باشرت المؤسسة كما ذكرت بالإجراءات اللازمة لدراسة تركيب فلتر Centrifugal في حال ثبتت الحاجة إليه”.

وقال: “من جهة أخرى، التزمت مؤسسة كهرباء لبنان وستواصل القيام بما يلزم من خطوات لمعاجلة التلوث في معمل الذوق على ضوء الدراسات التي ستجريها هي ووزارة الطاقة والمياه مع الاخذ بعين الاعتبار الدراسات العلمية والتقنية اتي سترفع إليها. وفي هذا الإطار، أرسلت المؤسسة بتاريخ 24 شباط الفائت عينات للفحص في مختبرات الجامعة الأميركية في بيروت لمادة الـ Bap (Benzo-a-pyrene) للتحقق من نسبة هذه المادة في الانبعاثات الخارجة من المعمل، وذلك على ضوء تقرير الجامعة الأميركية بشأن التلوث في منطقة الذوق المودع من قبل بلدية ذوق مكايل. وعلى ضوء النتائج، ستقوم المؤسسة باتخاذ ما يلزم من إجراءات”.

اضاف: “على المدى الأبعد، تواصل المؤسسة ووزارة الطاقة والمياه البحث مع المراجع المعنية في إمكانية إنشاء محطة عائمة للغاز السائل FSRU (Slide 11) قبالة معمل الذوق لتشغيل المعمل الجديد على الغاز الطبيعي”.

وعن المعمل الجديد (Slide 12) قال: “في ما يتعلق بالمعمل الجديد العامل على المحركات العكسية في الزوق، أطمئن أهالي كسروان الفتوح أنه قد تم اعتماد جميع الإجراءات البيئية بشأنه، سواء من خلال دراسة الأثر البيئي التي قام بها الاستشاري العالمي MVV decon ودراسة تشتت الهواء Air dispersal study Cumulative على المعملين القديم والجديد التي أوصى بها الاستشاري المذكور وقامت بها الشركة الملتزمة BWSC، والتي تم بنتيجتها تعديل ارتفاع الدواخين لتكون مطابقة بيئيا. علما ان دفتر الشروط يفرض على الشركة الملتزمة متابعة بيئية أثناء التشغيل لفترة سنتين، كما ان اتفاق التمويل مع الجهة الممولة EKF يفرض متابعة بيئية خلال ثلاث سنوات”.
اضاف: “كذلك، فإن المؤسسة بصدد عقد صفقة مع استشاري عالمي من بين مهامه متابعة الانبعاثات ومراقبتها في المعمل الجديد وإصدار التقارير الدورية بشأنها وتقديم الاقتراحات للمعالجات اللازمة في حال حصول أي تباين أو عدم مطابقة مع الشروط البيئية. وبالمناسبة، أذكر أنه سيتم أيضا اعتماد ما يلزم من الخطوات المذكورة أعلاه لمعالجة التلوث في معمل الجية الحراري. وقد جرى التواصل مع بلديات المنطقة وفاعلياتها لإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة الانبعاثات الصادرة عن هذا المعمل”.

وتابع: “إن مؤسسة كهرباء لبنان، وتأكيدا على الشفافية في أدائها، وحرصا على التكامل والتفاعل مع السلطات المحلية التي تمثل المواطنين، أفسحت المجال لبلدية ذوق مكايل واتحاد بلديات كسروان- الفتوح للدخول إلى المعملين القديم والجديد برفقة خبراء متخصصين ساعة يشاؤون، لإجراء الدراسات ومراقبة التطور البيئي على ضوء ما يكون قد أنجز من إجراءات وجرى تركيبه من معدات محددة في خطة العمل لتخفيض الانبعاثات.

وختم: “أجدد التأكيد ان مؤسسة كهرباء لبنان لم ولن توفر جهدا لتجنيب أهالي كسروان- الفتوح ولا سيما الساحل الكسرواني مضار التلوت. وكما أبدت في الفترة السابقة فعلا وليس قولا انفتاحها على كل الأفكار والاقتراحات الجدية والعلمية، ستواصل المؤسسة هذا الانفتاح للمساهمة قدر استطاعتها في الحفاظ على صحة أبناء هذا القضاء العزيز والأقضية المجاورة وسكانها”.