Site icon IMLebanon

مسؤول بالخارجية الأميركية في بيروت قريباً

ذكرت الوكالة “المركزية” أنّه على رغم انهماكها بالملف السوري الذي يتصدّر اهتماماتها، وانشغالها بمتابعة رزمة قضايا اقليمية ساخنة أبرزها الوضع في العراق واليمن والملف النووي والعلاقات مع دول الخليج ومع حليفتها الدائمة اسرائيل، ورغم انطلاق صافرة الانتخابات الرئاسية والسباق الى البيت الابيض، تحرص الولايات المتحدة الاميركية على إظهار الاهتمام بالواقع اللبناني الذي يزداد تعقيدا يوما بعد يوم. وللغاية، يستعد مساعد وزير الخارجية الأميركية توماس شانون، لزيارة بيروت في الأيام المقبلة.

وتشير مصادر دبلوماسية عربية مقيمة في واشنطن عبر “المركزية”، الى أنّ زيارة شانون، الرجل الثالث في الخارجية، والتي سيتخللها جولة على المسؤولين اللبنانيين، تأتي تحت عنوان عريض الا وهو التأكيد على ان واشنطن لم تترك لبنان وتقف الى جانبه، كما انها لم تترك مسيحييه المغيّبين اليوم عن اللعبة السياسية بقوّة بفعل الشغور الرئاسي. وانطلاقاً من هنا، سيركّز الدبلوماسي الاميركي على حضّ من يلتقيهم من القيادات، على العمل لانجاز الاستحقاق في أسرع وقت ممكن وعدم انتظار كلمة السر من الخارج، وسيحثّهم على تكثيف الجهود والاتصالات اللبنانية ـ اللبنانية لانتخاب رئيس، لما لهذا الانجاز من تداعيات ايجابية على الصعد كافة، سياسيا لينتظم عمل المؤسسات، كما اقتصادياً وأمنياً، سيما وأنّ الغرب يريد ان يكون لبنان نموذجا يحتذى في الحلول التي تنسج للنزاعات القائمة في المنطقة، ومن الضروري أن يقدّم مثالا جيدا في هذا الاطار، لا ان يستمر متخبّطا في أزماته، متوقعة انّ تؤسس لقاءات شانون لمرحلة جديدة من التعاطي الدولي مع لبنان تنتقل فيه الدول الكبرى من مرحلة الاكتفاء بالاستقرار، الى البحث في سبل وقف تقهقره، الامر الذي يبدأ بانتخاب رئيس، على ان تزخّم الحركة الدبلوماسية تجاه لبنان، لتحقيق هذا الهدف.

واذ تأتي الزيارة في أعقاب جولة الوفد النيابي اللبناني الاميركية حيث سمع تأكيدا ان القرار الصادر عن الكونغرس للتضييق على “حزب الله” ماليا لا يستهدف ابدا المصارف اللبنانية، تلفت المصادر الى ان الكلام نفسه سيكرره المسؤول الاميركي في بيروت، متوقفاً عند ركيزتين أساسيتين يقوم عليهما التعاون بين لبنان والولايات المتحدة هما “البنك المركزي” الذي أثبت جدارة عالية في المحافظة على الاستقرار النقدي والمالي، والمؤسسة العسكرية. وفي هذا الاطار، تؤكد المصادر انّ شانون سيجدد دعمه الجيش اللبناني الذي أظهر قدرة لافتة في التصدي للارهاب تضاهي قدرة أقوى الجيوش العربية والغربية، وسيعلن مضي واشنطن في مدّه بالعتاد والاسلحة المتطورة التي يحتاج لإبقاء الساحة اللبنانية مستقرة.

وأوضحت المصادر ان واشنطن التي أبلغت مسؤولين سعوديين انزعاجها من التدابير المتشددة التي اتخذتها أخيراً وطاولت المؤسسات اللبنانية سيما الجيش، ماضية قدما في مساعداتها للجيش وقد رفعت قيمتها الى نحو نصف مليار دولار، ذلك أنه كسب ثقتها من جهة، وتعتبر تعزيزَه جزءا من الضرورات المطلوبة لابقاء التوازن في البلاد ومنع اختلاله لصالح “حزب الله”. وسيلفت شانون الى ان بلاده تميّز في تعاطيها مع لبنان بين “حزب الله” المدرج على لائحة الارهاب، والدولة اللبنانية، بدليل أن أيا من القرارات التي تتخذها في حق الحزب لا تشمل المؤسسات اللبنانية المطلوب تفعيلها. واذ تكشف ان الولايات المتحدة ستواصل اتصالاتها مع دول الخليج سيما السعودية، لاعادة النظر في قرارتها تجاه لبنان، انطلاقا من خشيتها على رمي لبنان في حضن طهران، ترجّح المصادر ان يساهم اي تواصل ايراني ـ سعودي في المرحلة المقبلة، وهو ضروري لنجاح الحلول التي ترسم للمنطقة، في تبريد الاحتقان الذي يسود اليوم العلاقات اللبنانية ـ الخليجية.