كتبت جنى جبور في صحيفة “الجمهورية”:
لم يعد اللجوء لعمليات التجميل يقتصر فقط على وجه المرأة، فالاهتمام بجمال الجسد بات مطلوباً في الموضات الحديثة، حيث إنه أصبح التركيز أكثر على بنية الجسد وتقسيماته، فبعد عملية تكبير الصدر، زاد الاقبال حالياً على عملية تكبير المؤخرة، فانتشرت هذه التقنية بشكل سريع، وأصبحت أكثر عمليات جراحة التجميل رواجاً.بعد أن ازداد الطلب على عمليات تكبير الأرداف في العالم أجمع وفي لبنان أيضاً، كان لـ«الجمهورية» حديث خاص مع أخصائي الجراحة التجميلية والترميمية في مستشفى ريفرسايد (Riverside) في لندن، وفي «Clinica Parioli» في روما، وعضو الجمعية الدولية لجراحة التجميل والترميم ISAPS والاستاذ المحاضر في جامعة الروح القدس – الكسليك الدكتور بسكال لحود، ليخبرنا عن هذه التقنية.
استهلّ لحود حديثه قائلاً إنّ «شعبية عملية تكبير الأرداف ارتفعت لانه زاد ميل اللواتي يرغبن في الحصول على جسد ممتلئ وممشوق وأرداف انسيابيّة، في محاولة منهنّ للتشبّه ببعض الفنانات اللواتي يتمتعن بمؤخرات كبيرة مثل نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان، ومغنية الراب الأميركية نيكي ميناج وغيرهنّ كثيرات من أصحاب القوام اللافت.
ارتفعت نسب الاقبال على عملية تكبير المؤخرة بنسبة 80 في المئة في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 2013. وفي العام 2014، سجلّت الولايات المتحدة تنفيذ 13 ألف عملية لتكبير الأرداف، من أصل 15 مليون عملية تجميل جراحية، من بينها 1863 لزرع الحشوات و11505 لنقل الدهون وحقنها في المؤخرة.
الطرق غير الجراحية
ومع اجتياح موضة الملابس الضيّقة الأسواق العالميّة، أصبحت مواصفات المرأة الجميلة ترتكز على الخصر الصغير والمؤخّرة الكبيرة، فتعدّدت طرق تكبير المؤخرة وشدّها لتتناسب مع الموضة.
يعتمد قسم من النساء طرقاً طبيعية كالتمارين الرياضية والغذاء لتكبير مؤخرته، أو إلى بعض الاختراعات التي تخلو من المخاطر والتي تبرز المؤخرة من دون اللجوء إلى العمليات المؤلمة والمكلفة كارتداء الكعب العالي الذي يعمل على إبراز المؤخّرة وجعلها تبدو أكبر، أو ارتداء السروال الداخلي المحشو بالإسفنج المناسب لتكبيرها، أو الاعتماد على سروال الجينز الـ Push-up المحشو بالإسفنج لإبرازها وضمان طلّة ممشوقة.
إلّا أنّ بعضهنّ يلجأ الى العمليات الجراحية التجميلية لتكبير أردافهنّ، فتطبّق لهنّ إمّا عملية إضافة الحشوات أو عملية نقل الدهون وحقنها في منطقة المؤخّرة لزيادة حجمها حسب الطلب.
الحشوات
يفصّل د. لحود الطريقتين قائلاً: «تُعتمد الطريقة الأولى على وضع مادة السيليكون تحت أو فوق أو ما بين عضلات المؤخرة (gluteal muscles)، وتستغرق هذه الخطوة حوالى ساعتين من الوقت تحت التخدير العام، أو الموضعي».
لا تخلو هذه العملية من العوارض الجانبية أو حتى من المخاطر، ويشرح أنّ «آثار الكدمات ستكون واضحة بعد العملية بالاضافة الى التورّم وعدم الشعور بالراحة».
مضيفاً: «تكمن مخاطر هذه العملية بامكانية تمزّق الحشوات المزروعة وفي تفقّع المحفظة (فتشكّل ندباً حول الغرسة)، أو في نزيف، أو عدوى، أو سوء وضع الحشوة في غير مكانها، وإلى تغيّر موضع الحشوة».
التعافي
بعد العملية يجب على المريض التقيّد ببعض التعليمات، ويقول لحود في هذا الخصوص: «خلال الساعات الـ72 التي تلي العملية، يجب على المرضى تفادي الجلوس قدر الإمكان، وينبغي عليهم الاستلقاء على وجوههم او الوقوف معظم الوقت. ويمكنهم الجلوس ولكن بوضع وزنهم على الجزء الخلفي من أفخاذهم بدلاً من التركيز على منطقة المؤخرة بحدّ ذاتها».
كما يجب عليهم ارتداء المشدّات، والابتعاد من ممارسة الرياضة ورفع الأوزان خلال الأسابيع الـ6 الأولى من تنفيذهم العملية.
أمّا عن نتائج هذه الطريقة، فيشير إلى أنها «جيدّة وتستمرّ لمدّة طويلة، ولكننا غالباً ما ننصح المريض يتغيير الحشوات بين الـ 10 و15 سنة بعد وضعها».
وعن كلفة هذا الاجراء، أوضح لحود أنها «تعتمد على الطبيب وعلى المستشفى التي أُجريت فيها العملية، لكنها اجمالاً تراوح بين الـ 4000 و6000 دولار أميركي».
نقل الدهون
أمّا الطريقة الجراحية الثانية لتكبير الأرداف فتعتمد على نقل الدهون من منطقة ثانية في الجسم وحقنها في منطقة المؤخرة، ويشرح لحود أنه «لا يمكن للنحيفات اللجوء الى هذا النوع من العمليات، بسبب عدم توفّر الدهون الكافية لاستخراجها من اجسادهنّ وحقنها في مؤخراتهنّ».
أمّا عن طرق تطبيقها، فيقول إنّ «هذه الطريقة تعتمد على شفط الدهون من الجسم نفسه (لا يجوز ذلك من أجسام أخرى) فيمكن استخراجها من البطن والخاصرتين أو من الفخذين، وبعد تصفية الأخيرة، يتّم حقنها في المؤخرة في طبقات مختلفة».
العوارض والمخاطر
يعتمد وقت اجراء هذه العملية على المناطق المانحة وكميّة الدهون التي نحتاجها للحقن، وتستغرق هذه العملية عادة ما بين الساعة والساعتين. وكما في الطريقة الأولى، لا يخلو نقل الدهون من العوارض والمخاطر، ويشرح أنه «بعد نقل الدهون، تظهر عوارض مختلفة كالتورّم، والكدمات، والحكّة، والألم، وعدم الراحة».
ويعدّد المخاطر قائلاً: «قد تذوب الدهون من طرف أكثر من الطرف الآخر ما يسبّب عدم تساوٍ بين الجهتين، كما قد تلتهب الدهون المحقونة نتيجة تلوّث المنطقة بالبكتيريا، أو نتيجة حقن كميّة كبيرة مرصوصة من الدهون الذاتية، بالاضافة الى امكانية التعرّض للعدوى أو النزيف».
الكلفة
وكشف لحود أن «كلفة عمليات جراحة تكبير الأرداف بواسطة تقنية حقن الدهون تتراوح ما بين 3000 و4000 دولار أميركي».
مضيفاً: «في حين تسجل نسبة الوثوق بعملية شفط الدهون 100 بالمئة، من المهم معرفة أنه خلال عملية نقل الدهون، 50 في المئة من الدهون المنقولة، يمكن أن تختفي مع مرور الوقت، عندها يمكن الاتجاه لحقن المزيد من الدهون للمحافظة على شكل المؤخرة».
ناصحاً في نهاية حديثه «بضرورة تنفيذ جميع هذه العمليات داخل المستشفى من قبل جراحين مختصصين، ومن ذوي الخبرة والذين ينتمون الى «LSPRAS» (الجمعية اللبنانية لجراحة الترميم والتجميل) لأنّ لديهم الخلفية المناسبة لتطبيق هذه الاجراءات، وإلّا سيعرّض المريض نفسه الى مخاطر مختلفة بين الأيادي التي تفتقر إلى الخبرة».