Site icon IMLebanon

“حزب الله” هل يريد عون رئيساً للجمهورية؟

كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار”:

كثرت الأقاويل في الأيام الأخيرة عن قرار مضمر لـ “حزب الله” في موضوع رئاسة الجمهورية. فهو أعلن مراراً أنه متمسك بترشيح العماد ميشال عون، لكنه في المقابل لم يحرّك ساكناً لإيصاله الى سدّة الرئاسة، ولم يحسم الموقف بين حليفيه المرشحين عون و”نور العين” النائب سليمان فرنجية، في الوقت الذي يزداد التباعد والشرخ بينهما.

كل جلسة تمرّ من دون انتخاب رئيس للجمهورية، تزداد الشكوك حيال دعم “حزب الله” لمرشحه الأساسي العماد عون، ذلك أن التأخير في بت الاستحقاق يفتح باب الاجتهاد الذي يجب أن يقف على عتبة هوية المرشح، ثم إن “حزب الله” أفهم الجميع، بمن فيهم النائب فرنجية، وفق مصادر مطلعة، أن مرشحه لرئاسة الجمهورية هو العماد عون. لكن المرشح شيء والاستحقاق شيء آخر. وإذا كان من المحتّم والمؤكد أن مرشح الحزب هو العماد عون، وهذا ما يجزم به الطرفان معاً من دون أي لبس أو تشكيك أو اجتهاد، يبقى ان السؤال المحوري الآخر هو: هل يريد “حزب الله” اليوم رئيساً للجمهورية، وليس هل يريد العماد عون رئيساً؟

من المنطقي أن يكون الجميع مستعجلاً لحصول الاستحقاق الرئاسي، نظراً الى عوامل عدة، لا سيما العوامل اللبنانية المتعلقة بمقومات الدولة والملفات العالقة، الا أن هذا الاستعجال لا يعني الاختزال، لأن العماد عون وفريقه السياسي وحليفه الجديد في المكوّن المسيحي (“القوات اللبنانية”) لا يرغبون في سلق الاستحقاق على حساب هوية الرئيس ومواصفاته انطلاقاً من مكوّنه. لذلك تستبعد المصادر المطلعة أن يصار الى انتخاب رئيس رغم القوة التمثيلية للعماد عون في مكوّنه، ليس فقط لأن “حزب الله” يدعم عون ويبدو متردداً في حسم الاستحقاق بل لأن المكوّن المسيحي أيضاً لا يرغب في أي استحقاق يأتي بأي رئيس. أما طرق حسم الاستحقاق التي يعتبرها المطلعون متاحة أمام الحزب فهي على الأقل اثنتان: الأولى، حمْل النائب فرنجية على سحب ترشيحه. والثانية، التفاهم مع الرئيس نبيه برّي على المرشح العماد عون.

أما لماذا لا يسلك “حزب الله” أياً من هذين الطريقين، فتجيب المصادر بان التفاؤل واجب وجائز، لكن الإجابة تكمن في ما سبق من أن “حزب الله” لم يحسم أمر الاستحقاق بعد. فالحزب الذي دخل الاقليم ميدانياً يجري قراءة متأنية للواقع اللبناني في ضوء التطورات في المنطقة، أي ما استجدّ من هدنة في سوريا وسلوك النظام والمعارضة المسلحة خريطة طريق السلام المنشود وفق روزنامة ستافان دو ميستورا واتفاق كيري – لافروف، كما في ضوء استرداد العراقيين المحافظات والمدن من “داعش” بقوة السلاح. يعرف الحزب ان المعركة ضد “داعش” و”النصرة” وسائر التنظيمات الارهابية هي معركة مفتوحة، الا أنه يعرف أيضاً أنه بمجرد دخوله الإقليم، أصبح لاعباً أساسياً في المنطقة ولبنان. فإذا ما بدأت معالم الحلّ السوري تترسّخ في سوريا والحل الميداني العراقي يترسخ في العراق والحل اليمني يكرّس مشاركة الحوثيين في السلطة والقرار في يمنٍ موحدة أو منقسمة على ذاتها، يكون “حزب الله” قد ربح أكثر من رهان في المنطقة، وبالتالي يأمن لظهيره ووظيفة سلاحه وكوادره في التركيبة اللبنانية الجديدة. وهذه هي رهانات الحزب الحقيقية.

لكن هل عامل الوقت هو لمصلحة العماد عون، مرشّح “حزب الله” و”القوات اللبنانية”؟ تجيب المصادر بأنه قد لا يكون ذلك في مصلحته ما يجعله يرفع الصوت والسقوف للمطالبة بالميثاقية وفق اتفاق الطائف، وما يجعله أيضاً متحصّناً بموقف يحميه من التراجع ويأسر الغير من الخارجين على الميثاق ويحصّنه ضد الآثار السلبية لعامل الوقت.

… أما الكلام الأخير للنائب فرنجية في جلسة الحوار واتهامه العماد عون بأنه أتى بالطائف من جراء أخطائه، فتكتفي مصادر مقرّبة من الرابية بالقول إنه سبق للعماد عون أن قال إن سليمان فرنجية يتمتّع بفروسية، “والفارس كثيراً ما يضطر الى أن يكبو مع جواده، فكيف إذا كان الجواد أو الحصان موقع الرئاسة الأولى؟ إلا أن الفارس ينهض من جديد عند أول مناسبة، ونحن نراهن على نهضته من كبوته”.