أبدت شركات فرنسية قلقها من تراجع حجم المبادلات التجارية مع المغرب، لصالح إسبانيا، التي دخلت في منافسة مع فرنسا والدول الأوربية الأخرى كشريك تجاري للملكة.
وقال، بيير كاتاز، رئيس حركة شركات فرنسا، التي تمثل مصالح رجال الأعمال إنه “منزعج” من تراجع تجارة بلاده مع المغرب. ويقود كاتاز وفدا من رجال الأعمال الفرنسيين إلى المغرب، خلال لقاء جمع في اليومين الأخيرين حوالي 400 مشارك.
وجاءت زيارة رجال الأعمال الفرنسيين للمغرب في سياق الاستعداد لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، الذي ستحتضنه مدينة مراكش في خريف العام الجاري، حيث جرى التباحث حول المشاريع الممكن إنجازها بين مستثمري البلدين في مجال التنمية المستدامة.
ويعكس تصريح رئيس رجال الأعمال الفرنسيين، القلق الذي ينتاب فرنسا من المنافسة التجارية، التي تتعرض لها في المغرب، رغم تأكيدها أنها تظل الشريك الأول للمملكة على مستوى الاستثمارات التي تقدر بنحو 12 مليار دولار.
وتتطلع فرنسا إلى استعادة مكانتها كشريك تجاري رئيسي للملكة، التي تعاني من عجز تجاري مع هذا البلد الأوروبي يصل إلى حوالي مليار دولار، علما أن المغرب يشتري من فرنسا قمحا تتراوح قيمته بين 300 و700 مليون دولار حسب المواسم.
وتشكل وفد رجال الأعمال الفرنسيين من حوالي 100 شركة تنشط في قطاعات البناء والأشغال العمومية والخدمات واللوجستيات والنقل والبيئة والصناعة والتعليم العالي والتكوين المهني.
وشدد رئيس رجال الأعمال الفرنسيين على أن فرنسا تتطلع إلى تصبح مرة أخرى الشريك التجاري الأول للمغرب، وتعمل على الحفاظ على المكانة التي تحتلها كأول مستثمر فيه.
ولم يغب الخلاف المغربي والأوروبي الأخير عن أذهان الحاضرين في هذا اللقاء، على اعتبار أن المملكة قررت تعليق التواصل المؤسساتي مع الاتحاد الأوروبي، على إثر مع اعتبرته عدم جدية شريكها الاقتصادي في التصدي لقرار المحكمة الأوروبية القاضي بإلغاء الاتفاق الفلاحي (الرزاعي) مع المغرب.
وقالت مريم بنصالح، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي يمثل مصالح الشركات الكبرى في المملكة، إن رجال الأعمال بعيدون عن الاعتبارات السياسية.
ويرى مراقبون أن فرنسا لا تتطلع فقط إلى الدفاع عن مصالحها بالمغرب، بل ترنو إلى شراكة مع المملكة من أجل الولوج أكثر إلى أسواق أفريقيا جنوب الصحراء، التي يتوفر فيها المغرب على مشاريع مهمة، إذ أن مصارفه تحقق 20% من نشاطها في غرب أفريقيا.