عقد لقاء في قاعة مؤتمرات غرفة طرابلس ولبنان الشمالي لمناقشة مشروع مرآب التل، بدعوة من رئيس بلدية طرابلس عامر الطيب الرافعي ومشاركة رئيس الغرفة توفيق دبوسي، رئيس جمعية تجار طرابلس فواز الحلوة، نائب رئيس جمعية طرابلس السياحية محمد مجذوب، رئيس تجمع رجال الاعمال في طرابلس عمر حلاب، اضافة الى المهندس جميل جبلاوي على رأس وفد من هيئة الطوارىء لانقاذ طرابلس الى عدد من مهندسي الحراك المدني والمهندسين شوقي فتفت وكابي خرياطي.
الرافعي
وتحدث الرافعي في مستهل اللقاء، معتذرا على كل تقصير حصل من قبل البلدية لجهة ضرورة اطلاع الرأي العام الطرابلسي لا سيما التجار على مشروع مرآب التل، وقال: “لذلك سنعقد سلسلة من اللقاءات لنقوم بالشرح اللازم، وانا من جهتي على اطلاع كامل على كل المداولات التي تنشر في الاعلام او عبر التواصل الاجتماعي وما تتضمنه من افكار واراء متعددة ومن المعلومات ومنها ما لا يمت الى الحقيقة بصلة، بالطبع هناك من يتقدم بآراء مخالفة لارائنا ونحن نحترمها طبعا، وهناك من يربط مواقفه باستحقاقات انتخابية قادمة وانا بالطبع سأكون بعيدا عنها كليا وربما من حق البعض ان يركبوا هذه الموجة على حساب الرأي العام ، وانني أرى من جهتي ان هناك جمهورا لا يخاطبه احد باستثناء هذه الفئة وهي التي تؤثر عليه”.
اضاف: “اننا نباشر اليوم باطلاع الرأي العام على حقيقة هذا المشروع وأنا اريد ان اؤكد ان لا ساعة التل ستهدم ولا ساحة التل ستلغى ولا بناء سيرتفع فوق الساحة خلافا لما يتم تداوله مؤخرا. واننا قطعا لا نقبل ان يصطدم احد مع ابناء المدينة ولا نقبل ان ينزل جمهور مقابل آخر، هذه فتنة لا يمكن ان ننزلق اليها مهما كانت الاسباب. وهناك من بين المعترضين والمعتصمين في ساحة التل من تجمعني بهم علاقات مودة وانا احترم اراءهم التي نختلف معها”.
واردف: “لن تقوم لنا قائمة في طرابلس اذا لم نعد احياء المدينة القديمة في طرابلس واعدنا الصورة البهية للمدينة، وهذا ما يحتاج الى تضافر الجميع يدا واحدة توخيا للتغيير والفائدة، ولقد شهدنا ما يمكن وصفه بالسنوات العجاف واليوم نحتاج حكما الى الافادة من كل المشاريع ولا يمكننا ان نستبق المرآب بالقول انه سيتحول معقلا للحشاشين والسكارى والشذوذ، اننا بذلك لا ندافع عن مشاريع المدينة في حين اننا نحتاج الى تنفيذ المشروع بالشكل الصحيح، وهناك في مناطق اخرى يتمكنون من انجاز مشاريعهم، ولا يمكننا ان نتبادل المسؤوليات ولا نقوم بواجباتنا، لذا علينا ان نقوم بدورنا الايجابي”.
وتابع: “اننا في هذا الوقت نشهد مشاريع حيوية ومنها تأهيل السوق العريض من قبل الرئيس نجيب ميقاتي وجمعية العزم والسعادة، كما تقدمنا بمشاريع عدة منها ما حصل على موافقة سعادة المحافظ مؤخرا، كما كلفني المجلس البلدي لتكليف مكتب هندسي لاعداد الخرائط الهندسية للمشروع، وقد اتفقنا على خطة لاعلام الناس بمضمون هذا المشروع، بالتفصيل، وفق قرار المجلس البلدي المقر في شباط 2015 برئاسة الدكتور نادر غزال وفي الجلسة التي عقدت في مكتب سعادة المحافظ، ويلحظ القرار اعداد ما سمي وقتها مخطط توجيهي وقد عدلنا ذلك ليصبح مخططا انمائيا تطويريا لان المخطط التوجيهي يقر في مدينة، انما نحن بصدد مخطط لمنطقة في المدينة. وقد ربطنا مشروع المرآب بهذا المخطط. كما لحظ تعديل المشروع بعد الاخذ بجملة ملاحظات. كما اخذنا قرارا بعدم انزال مواقف السيارات الى داخل المرآب”.
وختم الرافعي: “هناك قرارات صادرة منذ عهد الرئيس سامي منقارة بانشاء المرآب وهناك قرارات اخرى نبحث عنها تعود لعهد المغفور الرئيس عشير الداية، وامس في ذلك الوقت كان عدد السيارات قليلا واليوم تضاعف العدد وصار المرآب حاجة ملحة. ومن البديهي القول انه يمكن الحديث عن جملة ثغرات في المشروع الا اننا بأمس الحاجة الى تغيير ثقافة التعطيل والا فاننا سنرجع الى الوراء ونوقف التدهور الحاصل”.
مداخلات
ثم كانت مداخلات عدة، الاولى للمهندس شوقي فتفت وقد تولى عرض شروحات عن النظرة المستقبلية لمنطقة التل والجوار ومن ضمن ذلك اخراج المواقف الى اربع نقاط خارج الساحة واحياء التل اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا”، مقترحا البدء باستثمار مواقع عدة كمعرض رشيد كرامي الدولي والملعب الاولمبي على ان تحدد البلدية الاولويات.
وأعرب المهندس جميل جبلاوي عن خشيته من الممنوعات الخاصة بطرابلس، متخوفا من استمرار مسلسل حرمان طرابلس لاي مخطط تطويري حقيقي، واكد رفض مشروع المرآب، معددا جملة ملاحظات هندسية مهنية ومشددا على الحاجة لا الى تطوير التل بل الى تطوير كل المدينة، ودعا لتجميد مشروع المرآب ولعقد اجتماعات عدة بدعوة من البلدية لاعادة النظر بكل الطروحات لا سيما الهندسية منها.
ولفت المهندس كابي خرياطي الى المعلومات المغلوطة حول كلفة المشروع والوقت اللازم لبنائه والتأثير على المباني المجاورة، وعرض دراسة كمهندس متعهد لمشروع المرآب وخرائطه ولساحة التل ولطريقة العمل داخل مساحة محددة وعدم نقل الاتربة والمواد الاولية نهارا.
ثم جرى نقاش مستفيض شارك فيه الجميع لا سيما من المهندسين المعارضين للمشروع الذين سجلوا ملاحظات عدة في حين تولى عدد من تجار المدينة والتل والاسواق الدفاع عن المشروع وضروراته للتل ومنطقة الاسواق.
دبوسي
وفي الختام تحدث دبوسي فقال: “اننا نرحب بهذا اللقاء الذي نشارك فيه جميعا كفاعليات من ابناء المدينة بصوت عال لتحسين وضع المدينة بالاستعانة بمهندسين لتقديم الافضل للبلد، ومدينتنا فيها كل المقومات لتكون مدينة اقتصادية وتاريخها اقتصادي وقبل لبنان الكبير كانت طرابلس عاصمة اقتصادية للمنطقة بأسرها. لم تخسر طرابلس موقعها الاستراتيجي ولم تخسر اهلها بل تطورت مؤهلاتهم وقدراتهم وهم يواكبون التطور العلمي والتكنولوجي، ونحن نوظف قدراتنا وامكاناتنا ومدينتنا غنية بابنائنا وبناتنا، وبموقعها الاستراتيجي وبمرافقها”.
اضاف: “يفترض بنا ان نعقد لقاءات اسبوعية ونتوخى الرقي الدائم للتداول بكل الاجتهادات ونحكم الكفاءات بعد استعراض كل المشاريع لكي نصل للافضل والاحسن وما يمكن ان يوفر عامل الجذب للمدينة وللاستثمارات والزوار وان تلعب طرابلس الدور المهم محليا وعلى مستوى الوطن والمنطقة، وهي قادرة على لعب دور الرافعة للاقتصاد الوطني وعلينا دائما ان نفكر معا بهدوء ووعي وبطريقة علمية”.
وشدد على “ان اهل السياسة هم منا وفينا وقد افرزتهم المدينة من خلال الاستحقاقات المتعددة وبالامكان ان نتوصل معهم الى الاتفاق على المشاريع المهمة المفيدة وبالاجماع . ولا يمكننا ان نسلط الضوء على الامور الخلافية فحسب انما علينا ان نبحث عن مصلحة ذاتنا ومجتمعنا ووطننا وان نقدم افضل ما عندنا للتركيبة اللبنانية التي تعاني من التخبط والتي قد تنعكس على طموحاتنا واعمالنا الا اننا في طرابلس نمتلك المفهومية والمطواعية وبامكاننا دائما ان نتمتع بالقدرة الى ادارة امورنا”.