قالت الوكالة “المركزية” لم تكد تمضي ساعات على اعلان الداخلية السعودية ان كل مواطن أو مقيم يؤيد أو ينتمي أو يتعاطف أو يمول “حزب الله”، سيواجَه بعقوبات مشددة وسيطبَّق في حقه نظام جرائم الإرهاب وتمويله، حتى كشفت وزارة الداخلية في البحرين أنها أبعدت عددا من المقيمين اللبنانيين بعدما ثبت انتماؤهم او دعمهم لـ”حزب الله” “الارهابي”، على حد تعبيرها، فشكّلت الخطوتان ترجمة عملية واضحة للقرار الذي اتخذته دول مجلس التعاون بتصنيف الحزب منظمة ارهابية”.
وسط هذه الاجواء، أكد مصدر خليجي مقيم في لبنان عبر “المركزية” أن ما بدأت دول مجلس التعاون تطبيقه من إجراءات في حق مؤسسات وأفراد تابعين لـ”حزب الله” أو على صلة مباشرة به أم غير مباشرة تأتي استكمالا لقرار تصنيف الحزب، مذكرا بأن التدابير التي اعتمدت حيال المؤسسات الإعلامية التي تمثّل “حزب الله” أو إيران بشكل علني أو مبطن وتتخذ من لبنان مقار لها، سيما بعد أزمة اليمن، لم ولن تكون يتيمة، بل إن الدول هذه ستضع ضوابط على كل فرد مقيم فيها يثبت انتماؤه أو أحد أفراد عائلته الى “حزب الله”.
ولفت المصدر الى أن إبعاد عائلات لبنانية من البحرين هو الرد الطبيعي على تدخل “الحزب” في الشأن الداخلي للبحرين، وقد عبّر عن هذا الامر صراحة وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في افتتاح المجلس الوزاري للجامعة العربية اذ لم يبد حسب المصدر، حماسته المعهودة لدعم لبنان، وتجلّت “برودته” في دردشة ثنائية مع وزير الخارجية جبران باسيل قبيل افتتاح الدورة 145 لجامعة الدول العربية في القاهرة التي رأسها، قبل ان يدخل الى القاعة ويعلن موقفه الحاد من تدخلات حزب الله ” الإرهابي” في بلاده. واعتبر المصدر ان ترحيل العائلات العشر اليوم لن يكون الخطوة الأخيرة بل سنشهد في الساعات القليلة المقبلة سلسلة من التدابير المشابهة لن تقتصر فقط على البحرين.
في المقابل، عزا المصدر الاعتراض الذي سجله السفراء الخليجيون المندوبون الدائمون لدى الجامعة العربية في اليوم الثاني من الدورة خلال بحث بند التضامن مع لبنان، الى التمييز بين رئيس الحكومة تمام سلام وما اعلنه من مواقف ايجابية حيال دول الخليج، وبين الحكومة المتمثلة في اجتماع الجامعة بوزير الخارجية والتي يسيطر عليها “حزب الله”، في رأيهم، وبالتالي فإن تحفظ دول الخليج على القرار أتى بعد ان طالبوا بشطب عبارة “تشجيع الحكومة اللبنانية في تعزيز حضورها العربي” واستبدالها بعبارة “تشجيع لبنان”، وبشطب ذكر “جبهة النصرة” و”داعش” لئلا يحصر الإرهاب بهذين التنظيمين فقط .
وفي المجال نفسه، عارض مندوبو دول الخليج عبارة توجيه التحية إلى صمود لبنان في مواجهة إسرائيل وطالبوا بتوجيه التحية بدلا من ذلك إلى الجيش اللبناني. كما أرادوا الاكتفاء بجلاء الحقيقة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه من دون ما استتبعها “بعيدا عن التسيير أو الاحتقان أو ما يؤثر في السلم الاهلي”.
وخلص المصدر إلى أن دول الخليج مجتمعة في ما عدا سلطنة عمان لم توافق على بند التضامن مع لبنان، معتبرة ان نأي الوزير باسيل بلبنان عن توصيف “حزب الله” بالإرهابي سببه انه يمثل حكومة يسيطر عليها الحزب.