كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:
يجد كثير من السائقين معاناة كبيرة عند ركن سياراتهم. لذا، وضعت شركات صناعة السيارات مجموعة من أجهزة الاستشعار والكاميرات لمساعدة السائق في الرجوع إلى الخلف، وآخرها سيارات تركن نفسها من دون أيّ تدخّل من السائق.
ساعدَ نظام حسّاسات الركن في السيارات السائقين على تفادي الاصطدامات، لأنه يسمح لهم بمعرفة المسافة المتبقية ما بينهم وبين السيارة خلفهم أو أمامهم أو عند أحد جوانبها تحت مستوى نظرهم، وذلك عن طريق إصدار صوت متقطّع، يصبح متواصلاً عند الاقتراب كثيراً من السيارة أو العائق.
لكن كما هو الحال مع باقي أنظمة السيارات، حصل هذا النظام على تطويرات عدة في السنوات الأخيرة، منها دخول الكاميرات في عمله وآخرها استخدام الرادارات تقنيات إلكترونية لتوجيه السيارة كي تتمكّن من رَكن نفسها بنفسها.
يعمل نظام حساسات الركن في السيارة على تنبيه السائق إلى أنّ هناك شيئاً قريباً منه قد يصطدم به. ويتمّ غالباً استخدام هذا النظام لتسهيل ركن السيارة في الأماكن الضيقة، من خلال حسّاسات الركن الموجودة في مصدّات السيارة الخلفية، وهناك بعض السيارات التي تمتلك حساسات مُثبتة على الصادم الأمامي. وتعمل هذه الحساسات على إصدار موجات فوق صوتية، تُمكّنها من رصد الأشياء خلف السيارة أو أمامها.
بعدها، تُرسل الموجات المرتدة إلى وحدة إلكترونية تستطيع تحديد المسافة، ومنها إلى سمّاعات صغيرة أو شاشة تعطي السائق تقديراً للمسافة التي خلفه أو أمامه، وذلك من خلال عرض المسافة بالألوان، تبدأ من الأخضر عادة وتنتهي بالأحمر عند الاقتراب كثيراً من العائق.
وفي السياق عينه، هناك أنظمة متطورة من حساسات الركن تعمل تزامناً مع كاميرات موزعة على السيارة، وأكثرها انتشاراً هي الكاميرات المثبتة على الجهة الخلفية من السيارة التي تعمل مباشرة عند اختيار السائق السرعة الخلفية، وذلك بعرض صورة حيّة لِما يوجد خلف السيارة بزاوية عريضة تعطي معلومات عن الأشياء التي قد لا يراها السائق، ما يسمح له بتحديد مستوى اقترابه من أيّ عائق.
وفي الأجيال الجديدة من أنظمة ركن السيارة التي بدأت تنتشر على السيارات الحديثة والمعروفة بتقنية الركن الذاتية للسيارة «hands free parking»، تعمل هذه الحساسات والكاميرات بالتنسيق مع رادارات مُثبتة على السيارة وبالتنسيق مع نظام توجيه كهربائي للمقود، بحيث يتمّ تحليل بيانات الرادارات والحساسات، وهي عبارة عن معلومات تحدد المسافات بدقة عالية، وتقيس الزوايا، ليتمّ بعدها التأكد من إمكانية دخول السيارة في المسافة المطلوبة وزاوية دوران المقود المُفترضَة، لتتمكن السيارة من الدخول من دون أن تصطدم بأيّ عائق.
وعند تأكد النظام من أنّ العملية يمكن أن تتم بنجاح، تطلب السيارة من السائق ترك المقود وعدم الضغط على دوّاسات الوقود والفرامل، لتتمكّن من إتمام العملية منفردة. كذلك يساعد هذا النظام عند دخول السيارة الى مرآب أو عند الركن بين سيارتين في مسافة لا تسمح بفتح الأبواب للنزول من السيارة.
وفي هذه الحال ينزل السائق من سيارته ويترك لها عملية دخول المرآب أو الركن بين السيارتين بمفردها. والجدير ذكره أنّ هذا النظام يمكّن السائق من التحكّم بدخول السيارة الى المرآب أو خروجها منه عبر زِر في مفتاحها اللاسلكي.