واصل الوفد الاقتصادي اللبناني برئاسة رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، في اليوم الثاني من زيارته لسلطنة عمان، لقاءاته واجتماعاته مع المسؤولين والمؤسسات المعنية بالملف الاقتصادي. وزار الوفد المؤسسة العامة للمناطق الصناعية، والهيئة العامة للترويج والاستثمار وتنمية الصادرات، وعقد لقاءات لمتابعة التفاهمات التي تم التوصل اليها مع رجال الاعمال العمانيين.
وكان الوفد عقد على هامش عشاء أقامه رئيس غرفة عمان سعيد بن صالح الكيومي على شرفه، محادثات مع وزراء السياحة أحمد بن ناصر المحرزي، القوى العاملة عبد الله بن ناصر البكري، التجارة علي مسعود السنيدي، البيئة والشؤون المناخية محمد بن سالم التوبي ورئيس مجلس ادارة الهيئة الاقتصادية الخاصة في الدقم بن سعيد الجابري، حول آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين، والنتائج التي حققتها الزيارة.
وأوضح شقير الى أن “الوزراء أبدوا ترحيبا واهتماما خاصا بالوفد اللبناني، وشجعوا على قيام شراكات عمل بين رجال الاعمال اللبنانيين ونظرائهم العمانيين. وأكدوا استعدادهم لتقديم كل التسهيلات اللازمة للمستثمرين اللبنانيين”، معتبرا أن “قدوم الوزراء العمانيين الأربعة ورئيس مجلس ادارة الهيئة الاقتصادية الخاصة في للقاء الوفد اللبناني يدل بشكل واضح على مدى حرصهم على تطوير التعاون الاقتصادي الثنائي بين البلدين”.
وأكد شقير أن “الزيارة حققت نتائج إيجابية جدا على أكثر من مسار”، مشيرا الى أن “التفاهمات التي حصلت ستبصر النور مشاريع على أرض الواقع”.
ولفت الى أن “الكثير من أعضاء الوفد اللبناني أجروا لقاءات مثمرة اليوم مع رجال أعمال عمانيين، وكذلك في بعض الوزارات، وقد نتج منها تقدم ملموس لجهة قرب التوصل الى شراكات عمل.
وتمنى شقير على القيادات السياسية في لبنان “وقف خلافاتها والعمل على الاهتمام بتطوير البلاد والنهوض بها، لأن كل دول العالم القريبة والبعيدة باتت تسبقنا بأشواط، وهذا أمر مؤسف لأننا نخسر كل يوم من رصيد اقتصادنا وتنافسيته”.
وضم الوفد اللبناني، الى شقير، رجل الأعمال فؤاد مخزومي، رئيس غرفة صيدا والجنوب محمد صالح، نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان نبيل فهد، رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عرييد، رئيس اتجاد رجال اعمال المتوسط جاك الصراف، رئيس جمعية المعارض والمؤتمرات ايلي رزق، عضو مجلس ادارة غرفة التجارة الدولية عبد الغني كبارة، جهاد التنير، رئيس مجلس العمل اللبناني – العماني شادي مسعد، ورجال الاعمال: طارق عيتاني، محمود صيداني، سايد فنيانونس، منيب حطب. كما شارك في الزيارة وفد من الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز.
مؤسسة المناطق الصناعية
وزار الوفد اللبناني صباح اليوم الهيئة العامة للمناطق الصناعية، وكان في استقباله المدير العام للمؤسسة سيف بن حمدان الريامي، وعدد من مديريها، وتم البحث في الفرص المتاحة للاستثمار الصناعي في هذه المناطق والقطاعات المطلوبة.
وجرى خلال اللقاء أيضا تقديم عرض مرئي عن المناطق الصناعية في سلطنة عمان وأهميتها والحوافز التي توفرها الدولة للمستثمرين في هذا القطاع، فضلا عن مساهمة المؤسسة في تصريف الانتاج الصناعي في الخارج.
وبعد استفسارات كثيرة من الوفد اللبناني حول كل جوانب العمل في المناطق الصناعية، أكد شقير “اهتمام اللبنانيين بالاستثمار في هذا القطاع، خصوصا أن الصناعي اللبناني لديه خبرة وطاقات كبيرة في كل المجالات الصناعية المستهدفة”.
أما الريامي، فأكد أن “المؤسسة ستكون على أتم الاستعداد لتقديم المساعدة لأي رجل اعمال لبناني يريد الاستثمار في المناطق الصناعية العمانية”.
هيئة الترويج والاستثمار
ثم انتقل الوفد الى الهيئة العامة للترويج والاستثمار وتنمية الصادرات، وكان في استقباله المدير العام للهيئة اسحق بن خلفان البوسعيدي وعدد من مديري الهيئة، وتم البحث في شروط الاستثمار في سلطنة عمان، ولا سيما بالنسبة الى الاجانب، وكذلك التسهيلات والحوافز والخدمات التي توفرها الهيئة.
وخلال الاجتماع تم تقديم عرض مرئي لشروط الاستثمار والحوافز التي توفرها الهيئة، وشرح السياسة التي تتبعها سلطنة عمان لتنمية الصادرات الصناعية التي بلغت عام 2014 نحو 10 مليارات دولار.
وبعد الانتهاء من العرض، دار نقاش طويل حول الموضوع، فيما تولت ادارة الهيئة الاجابة عن أسئلة الوفد.
ورحب البوسعيدي بشقير والوفد المرافق، مؤكدا أن “زيادة منسوب التواصل والزيارات من شأنهما التقريب بين الجانبين وتشجيعهما على الدخول في شراكات عمل مختلفة”، مبديا استعداده “لتقديم كل التسهيلات لرجال الاعمال اللبنانيين ان كان بالنسبة الى التسهيلات والحوافز والخدمات التي سنوفرها او الى فتح اسواق خارجية لمنتجات المؤسسات الصناية التي ستقام في السلطنة”.
أما شقير فشكر إدارة الهيئة على “كل هذا الاهتمام”، وقال: “فوجئنا بحجم الإمكانات التي تتمتع بها سلطنة عمان، خصوصا بالنسبة الى المناطق الصناعية والاقتصادية الكبيرة والواعدة”، مؤكدا وجود رغبة لبنانية أكيدة في الاستثمار في السلطنة، ومقترحا إنشاء مركزا للتحكيم ومركزا للوساطة لأنهما يشكلان السبيل الانجع لحل النزاعات والخلافات التجارية.
عند السفير اللبناني
وكان سفير لبنان في عمان حسام دياب قد أقام استقبالا على شرف الوفد اللبناني في منزله، حضره حشد من الجالية اللبنانية في السلطنة. وألقى دياب كلمة في المناسبة رحب فيها بالوفد اللبناني، منوها بالخطوات الهامة التي قام بها شقير لجهة العمل سريعا على فتح آفاق التعاون الاقتصادي مع سلطنة عمان، الذي ارساه من خلال شراكة بناءة بين غرفتي بيروت وجبل لبنان وعمان، آملا أن “نشهد نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية بين لبنان والسلطنة، خصوصا أننا لمسنا ترحيبا كبيرا ورغبة أكيدة من العمانيين لتطوير التعاون الثاني”.
أما شقير، فأشاد بالجهود التي بذلها السفير دياب لتقوية العلاقة الاقتصادية بين البلدين ولإنجاح زيارة الوفد اللبناني لعمان، وقال: “لو كان لدينا سفراء مثل السفير دياب باندفاعهم ونشاطهم لكان اقتصادنا الوطني بألف خير”، مؤكدا ان “العلاقات اللبنانية الخليجية ستبقى مميزة مهما حاولوا اعداء الوطن تخريبها”.