توقعت أحدث دراسة أجرتها شركة جلف تالنت للتوظيف عبر الانترنت في منطقة الخليج والشرق الأوسط أن ترتفع الرواتب في دول الخليج بنسبة 5.2 % في عام 2016، منخفضة من نسبة 5.7 % في السنة الماضية.وقدرت الدراسة الزيادة المتوقعة للرواتب في الإمارات بنسبة 5.3 %.
واستندت الدراسة إلى استبيان قامت به جلف تالنت شمل آراء 700 رب عمل و25 ألف مهني في دول مجلس التعاون الخليجي. وأشارت إلى أن الجانب المريح بالنسبة للقاطنين وهو انخفاض معدلات إيجار الوحدات السكنية في أجزاء من المنطقة، في سوق تشهد مستويات تضخم مرتفعة.
تباطؤ التوظيف
وتوقع التقرير أن تنخفض حركة التوظيف بشكل ملحوظ حيث يكون أرباب العمل أكثر حذرًا في زيادة أعداد العاملين لديهم. ويتركز جزء كبير من أنشطة التوظيف حاليًا على استبدال موظفين حاليين بموظفين جدد.
وتشمل القطاعات التي تأثرت بالوضع الحالي قطاعات النفط والغاز والبناء التي تعتمد بشكل كبير على الاستثمارات الحكومية. ومن ناحية أخرى، تأثر قطاع مبيعات التجزئة بشكل محدود.
بينما يزدهر قطاع الرعاية الصحية بفضل النمو السكاني والتشريعات التنظيمية التي جعلت تقديم خدمات الرعاية الصحية إلزامية بالنسبة لأرباب العمل، وقالت نسبة 68 % من شركات الرعاية الصحية التي شملتها دراسة جلف تالنت إنها زادت أعداد موظفيها خلال عام 2015.
تنقلات
وكشفت الدراسة أنه مع قلة الوظائف في السوق وبحث الأشخاص عن الاستقرار، انخفضت تنقلات الموظفين في معظم القطاعات. ولكن الدراسة حذرت من أن أرباب العمل الذين يخفقون في تلبية توقعات أجور أفضل موظفيهم بسبب الضغوط المالية قد يواجهون خطر فقدان هؤلاء الموظفين الذين سيتجهون نحو الشركات المنافسة.
وحسب الدراسة، يحقق أرباب العمل الذين يقومون حاليًا بالتوظيف نجاحًا أكبر في الحصول على أفضل الكفاءات مقارنة بالسنوات السابقة، وأن بعضهم يستفيدون من هذه الفترة كفرصة لتطوير مستوى الكوادر البشرية لديهم.
كما تقول بعض الشركات إنها حققت نجاحًا أكبر في اجتذاب المواطنين بفضل تباطؤ وتيرة التوظيف في القطاع العام. وقال أحد أصحاب الأعمال السعوديين في مقابلة مع جلف تالنت: «أردنا دائمًا توظيف المواطنين السعوديين، إلا أنهم لم يكونوا مهتمين بالعمل معنا في السابق، ونحن سعداء الآن أنهم باتوا يقبلون عروض العمل مع شركاتنا».
آمال بالتعافي
ارتفع عدد الشركات التي تخفض أعداد موظفيها، لا سيما في قطاعي الطاقة والبناء. وبشكل عام، كشفت 14 % من الشركات التي شملتها الدراسة في السعودية عن خطط لخفض عدد موظفيها في عام 2016.
وأفاد عدد من المسؤولين التنفيذيين في مقابلاتهم مع جلف تالنت أنه على الرغم من عملهم بأقل من الطاقة القصوى، فهم يحافظون على كوادرهم البشرية المتخصصة أملًا في تعافي وتحسن أحوال السوق في وقت لاحق من العام الحالي. أما إذا ما استمر الوضع الحالي على ما هو عليه، فلن يكون بمقدورهم مواصلة هذا التوجه وسيضطرون إلى اتخاذ قرار مؤسف بتخفيض عدد الوظائف، وفقاً للدراسة.
فترة
وشملت الدراسة أيضاً أكثر من 60 مقابلة مع تنفيذيين ومتخصصين في مجال الموارد البشرية. وأجريت هذه المقابلات خلال الفترة من شهر ديسمبر 2015 إلى فبراير 2016. ويستخدم موقع جلف تالنت الإلكتروني أكثر من 6 ملايين مهني في المنطقة لإيجاد الفرص الوظيفية. كما يعتبر أيضًا قناة التوظيف الرئيسية عبر الإنترنت لأكثر من 8000 شركة، ويقدم لها فرصًا للوصول إلى الكوادر والكفاءات المحلية والوافدة.
استقرار
أشارت دراسة جلف تالنت إلى أنه على الرغم من التباطؤ الملحوظ، لا يزال الوضع في دول الخليج العربي أكثر استقرارًا على نحو لافت مقارنة بمعظم الاقتصادات الأخرى المعتمدة على النفط. وحسب وحدة تقصي المعلومات الاقتصادية «ايكونوميست انتيليجانس يونيت»، من المتوقع أن تتمتع جميع دول الخليج بعملات مستقرة وأن تسجل نموًا اقتصاديًا في عام 2016، حيث تستخدم الحكومات احتياطياتها للحفاظ على الاستمرار في الاستثمارات الهامة.