Site icon IMLebanon

أيتام بوتين (بقلم بسّام أبو زيد)

 

كتب بسّام أبو زيد

وقّع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سحب قوّاته من سوريا وقوع الصاعقة على أركان النظام السوري وفي مقدمهم الرئيس بشار الأسد الذي ومن خلال التصريحات الروسية والسورية التي تلت القرار حاول الظهور بمظهر المطمئن بأنه لن يترك لمصيره المحتوم المتمثل باستئناف قوات المعارضة الهجوم على معقله تمهيدا لإسقاط.

مبرّرات هذا الانسحاب الروسي غير واضحة بعد فالقضاء على ما يسمى الإرهاب في سوريا لم ينجز، ووضع الحلول على سكة التنفيذ لم ينضج، ورسم الخطوط النهائية لتقسيم البلاد لم يحصل، وتثبيت الأسد في موقعه دونه ما يشبه الاستحالة ما يعني أن التدخل العسكري الروسي في سوريا لم يحقق كامل الأهداف المرجوة وبالتالي فإن الصراع السوري السوري المباشر قد عاد إلى الواجهة ولا سيما العسكرية مهددا وقف النار الهش لا سيما وأن المعارضة ترى في الانسحاب الروسي فرصة لتكرار الضغط على الأسد كي يقبل بفترة انتقالية لا وجود له فيها.

وبانتظار ما ستظهره الأيام المقبلة لا بد من الإشارة أيضا إلى أن قرار الانسحاب الروسي أثار القلق والارتياح في آن واحد في صفوف حلفاء الأسد ولا سيما أيران ومعها حزب الله.

هؤلاء لم يعلموا بالقرار الروسي قبل إعلانه وبالتالي هم فقدوا دعما عسكريا جويا وميدانيا كانوا يستغلونه في تحقيق بعض التقدم على الأرض وفي التخفيف من الخسائر البشرية التي يتكبدونها متحدثين عن انتصارات ما كانت لتحصل لولا هذا التدخل الروسي ما يعني أن فقدان هذه المظلة العسكرية سيعيدهم إلى ما كانوا يعانونه سابقا من خسائر ميدانية وبشرية قد تضطرهم هذه المرة الى زج المزيد من قواتهم في الحرب الدائرة هناك.

أما ارتياح أيران وحزب الله فهو نابع من أن الانسحاب الروسي سيعيد ناصية القرار في سوريا إليهم وبالتالي فإنهم سيستعيدون بعض ما فقدوه من نفوذ ودور في هذه الحرب والمفاوضات الجارية في شأنها حتى ولو كانت على حساب رأس النظام.

سيترك الانسحاب الروسي من سوريا أيتاما لبوتين ولكن بعض هؤلاء الأيتام سيجدون من يتبناهم أما من سيتبقى منهم فسيستجدون العالم مكانا يأويهم ليس إلا.