رأت أوساط دبلوماسية، عبر الوكالة “المركزية”، أنّ لبنان لن يكون بعيداً من مفاعيل الانسحاب العسكري الروسي من سوريا، معتبرةً انّ “عاصفة السوخوي” التي اعتبرت نقطة تحوّل في اللعبة الاقليمية، حيث عدّها داعمو محور “الممانعة” نقطة وازنة تُسجّل لصالحهم، ستترك خلفها بعد الانسحاب تأثيرات بارزة في اللوحة الاقليمية حيث ستعيد خلط الاوراق، وقد تصل الى حدّ قلب الموازين التي كانت تحكم الاوضاع الداخلية في كل دولة.
وتوقعت الاوساط أن نشهد انخفاضاً تدريجياً في السقوف السياسية لفريق 8 آذار، قد يمهّد لانسحاب “حزب الله” من الحرب السورية وعودته الى لبنان. أمّا رئاسياً، فقالت انّ شظايا الخطوة الروسية قد تكون أصابت حسابات “الحزب” في الصميم، لتدفعه الى قراءة جديدة للملف، يتبيّن له خلالها أنّ المنطقة ذاهبة الى خيارات تصالحية لا صدامية، ما ينسف فكرة الرئيس ـ الطرف من أساسها. وستعوّم رياح الحلول السياسية التي هبّت على المنطقة من البوابة الاميركية ـ الروسية ونشّطها القرار الروسي الاخير، الطروحَ التوافقية، فتدفع لبنانياً نحو انتخاب رئيس من خارج الاصطفافات السياسية الحادة، يعتمد “اعلان بعبدا” ومبدأ تحييد لبنان مساراً له في المرحلة المقبلة.