حاورها رولان خاطر
“إيماني كبير بالله، وهو يعطيني القوة للاستمرار والمواجهة”. بجملة يمكن أن تختصر مسيرة باميلا جبرا رومانوس. ليس أمراً جديداً أن يجاهر الإنسان بإيمانه، لكنه أمر نادر أن ينسب نجاحه إلى وجود هذا الإيمان، وهو ربما ما يجعل من باميلا جبرا شخصاً مميزاً عن الآخرين، ليس فقط في جمالها، إنما في مضمون، تحمل بريقه في أعمالها المبدعة، و”الجنونية” في آن.
باميلا جبرا فرضت نفسها رقماً لا يستهان به على حلبة الإخراج، فأبدعت فكراً وكتابة، ولا تزال تستمر في مهنة التحدي لتحقيق الحلم الذي لا يتقنّ الرقص إلا حول النجوم لتخريج “النجوم”.
هي ابنة وتلميذة الفنان ستافرو جبرا، الذي يعتبر الداعم الأول والأساسي في مسيرتها المهنية. وهي لا توفر دقيقة إلا لتؤكد في كل مرة أن وقوفه المعنوي إلى جانبها ينقلها إلى مكان آخر، ويدفعها إلى تحقيق نجاحات أخرى، مبدية إعجابها الكبير بشخصيته الاستثنائية و”الجنونية”.
تملك باميلا جبرا اليوم بالشراكة مع سامر الهاشم شركة “Level 1 production” للإنتاج، التي تنتج برامج تلفزيونية داخل لبنان وللدول العربية وخصوصا مصر.
درست الاخراج في جامعة الـ”Alba”. أدّت أدواراً قليلة جدا في التمثيل. فهي تشرح أن بداية التمثيل كانت على يد الكاتب مروان نجار. فقد أُعجب بها نجار بعدما رآها تؤدي أدواراً في بعض أفلام التخرج في الجامعة، فارتأى أنها تملك من الموهبة لكي تعطى فرصة في التمثيل، فكان دورها في سلسلة “طالبين القرب”. إلا أنه منذ ذلك الوقت، توقفت باميلا عن التمثيل وانخرطت في صفوف الإخراج تخوض معارك التحدي والمنافسة.
سيرتها الذاتية مهنياً ممتازة، فهي كانت مقدمة برنامج “tele cinema” الذي قدمته عبر تلفزيون لبنان من العام 1997 حتى العام 2001، والذي يعنى بشؤون السينما والتمثيل، وكانت في الوقت نفسه تعمل كمساعدة مخرج في تلفزيون “المستقبل” ضمن برنامج “يا عمري”. هذا إضافة إلى برنامج “popcorn” ويعنى بعالم السينما ايضا على قناة “السومرية”.
في العام 2001 كان لها برنامج “أنتِ” على قناة الـMBC، وهو يختص بالمرأة. وكرّت السبحة، فكان لها “الكرسي” على تلفزيون أبو ظبي، “احلام” عبر تلفزيون دبي. عـ”الهوا سوا” اول reality tv في العالم العربي عبر الـART. “ستار صغار” عبر تلفزيون أبو ظبي واكتشاف المواهب الفنية الصغيرة والذي استمر موسمين وحقق نجاحا مهماً في الـ2009 – 2010. “trust” عبر روتانا خليجية والمصرية و”المستقبل” في العام 2012. “أحلى الأوقات” عبر الـMTV والـCBC مصر. و”هبوط اضطراري” أيضا على الـMTV وعلى “الحياة” المصرية.
هي منتجة منفذة برناج طوني بارود “أحلى جلسة”، الذي حصد نجاحاً مهماً، وقد استمر أربعة مواسم عبر المؤسسة اللبنانية للارسال إنترناشونال.
تشرح أن الوصول إلى ابتكار أي برنامج يتطلب جهداً كبيراً منها، خصوصاً انها مضطرة لمعرفة شخصية المذيع أو المقدّم بعمق، وطبيعة سلوكه ومدى قدرته على تنفيذ الفكرة بأداء مميز. “عندما يطلب مني برنامج معين، أقضي أوقاتا طويلة مع المقدم لأتعرّف إليه، وأعرف “شو بيلبقلو”. من هنا، كانت جلسات طويلة مع طوني بارود لريثما تبلورت فكرة برنامج “أحلى جلسة” لدينا”.
تطلق باميلا حاليا برنامج “نجم الكوميديا”. يبدأ الجمعة على قناة “الحياة” المصرية، والسبت 19 آذار على قناة الـMTV اللبنانية. هو بحسب جبرا، يسلّط الضوء على المواهب التمثيلية الكوميدية انطلاقاً من “المونولوغ” و الـ”stand up comedy”، وصولا إلى التقليد. يتبارى المرشحون على مدى ثلاثة عشر أسبوعاً، ليخرج بعدها “نجم الكوميديا”.
السبب في اختيار هذا النوع من البرامج، هو أولا، ان العالم العربي يفتقد إلى هذا النوع من البرامج الكوميدية، وثانياً لأن اللبنانيين باتوا بحاجة إلى فسحة من الفرح والضحك في هذه المرحلة الصعبة، وإلى هذا النوع غير التقليدي من البرامج.
تؤكد باميلا لـIMLebanon، أنّ هذا النوع من البرامج هو بالأساس صعب. وأصعب ما فيه الـcasting. إذ تقول: “انا من النوع الذي لا أضحك بسهولة، لذا كنت اجد صعوبة في اختيار المرشحين، فعندما أجد مرشحاً يضحكني، فهذا إنجاز، وهذا يعني انه قطع شوطاً مهما”.
تتمنى باميلا ان يحصد البرنامج الجديد نجاحاً وصدى واسعاً، لأنه خطوة “نوعية” في إطار المنافسة والتحدي الموجود على ساحة العرض والطلب، كما أنه يمتاز بالحرفية في الإخراج الذي يتولاه باسم كريستو، وعلى مستوى الديكور، وصولا إلى التقديم، حيث تتولى كارلا حداد المهمة. ناهيك عن لجنة التحكيم، التي تحمل أسماء مهمة، مثل سيرين عبد النور، محمد هنيدي، وحسن حسني.
في الوقت نفسه، كشفت باميلا لموقعنا أنها تقوم بتحضير أعمال جديدة لـ”رمضان” في مصر، وهو برنامج “مقالب” على غرار “هبوط اضطراري”، لكن الفكرة لم تتبلور بعد.
بعيدا عن الأعمال والتعب المهني، ابنة رأس بيروت، تعتبر ان المرأة ركن أساسي في المجتمع وفي تكوين أسلوب حياة البشرية وطريقة تفكيرهم. وعلى الرغم من التقدم الذي حققته المرأة في المجالات كافة فحقوقها لا تزال منتقصة إن في لبنان او في البلدان العربية. من هنا، ترى باميلا جبرا ان على المرأة الاستمرار بنضالها كي لا تبقى أسيرة افكار أو تقاليد بالية مزيفة.
في السياسة، هي تتمنى لو تكون المرأة على رأس الجمهورية. وتقول: “إن لا رئيس للجمهورية في لبنان ما لم يتم التوافق عليه في الخارج، فالأسف الكبير ان اللبنانيين لا يختارون رئيسهم”.
أحلامها لا تنام، هدفها التطور والمزيد من النجاحات في عملها ومجالها الفني. ردا على سؤال، تتمنى ان تكون ضيفة طوني بارود. فهناك كيمياء بيني وبين بارود. وتضيف: “من النادر اليوم العمل مع اشخاص بصدق ومحبة، وهذا الأمر وطّد العلاقة مع بارود، وأصبحنا كالأخوة، ونتواصل بشكل يومي ونتناقش في العديد من الأمور”.
أحلى الأوقات بالنسبة للزوجة وللأم على ثلاثة اولاد (kay,jia,elias) يمكن تمضيتها مع العائلة، لكنها تعتبر أيضاً أن النجاح عندما يأخذ مداه في العمل يكون هو أيضاً من أحلى الأوقات”.