تقرير “سكاي نيوز”: في أول عملية من نوعها، قام الباحث السوري في مجال الزراعة فوزي سويد، بسحب بذور من قبو البذور العالمي الذي صمم لحماية بذور المحاصيل في حالة حدوث كوارث نووية أو طبيعية أو حروب، وزرعها في لبنان.
ففي صوبة زراعية بمنطقة سهل البقاع في لبنان عالج سويد أوراق نبات الحمص والعدس والقمح التي ستملأ ذات يوم على الأرجح مطابخ السوريين في بلدهم بعد أن تضع الحرب أوزارها.
وفوزي سويد عضو في فريق علمي يحاول تأمين مستقبل الزراعة في بلاده والعالم، بإعادة إنتاج مجموعة بذور مخزنة في مدينة حلب بشمال سوريا ومهددة بالتلف جراء الحرب السورية التي تدخل حاليا عامها السادس.
وتسبب القتال في قطع الطريق المؤدي إلى المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة الذي يقع على بعد 30 كيلومترا خارج حلب. ونظرا لانقطاع الكهرباء بشكل متكرر لم يعد العلماء يضمنون سلامة نحو 150 ألفا من البذور المجمدة التي تضم جزءا من التاريخ الجيني (الوراثي) والمحاصيل الغذائية ذات الصلة بمستقبل العالم.
والاحتفاظ ببذور لأنواع برية ومحلية من المحاصيل الأساسية مثل القمح والشعير والبقوليات مسألة هامة من أجل الأمن الغذائي العالمي. ويستخدم العلماء خصائصها المتنوعة لتنمية أنواع جديدة مقاومة للأمراض والحشرات والبيئة الجافة.
وبيئة حلب الجافة تعتبر مثالية للأبحاث الخاصة بتوفير الغذاء اللازم للسكان الذين يزيدون في مناطق جافة.
وأوضح المدير الوطني للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة حسن مشلب أن فريقه في لبنان نجح في إنقاذ بعض البذور الفريدة من حلب، باستعارة نحو 14 ألفا منها من هيئات بحثية شريكة في أنحاء العالم ووضع نحو ثمانية آلاف نوع من البذور في قبو البذور العالمي في سفالبارد بالنرويج قرب القطب الشمالي.
وأجبر الصراع السوري الذي قتل فيه أكثر من 250 ألف شخص وشرد نحو 11 مليون آخرين، المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة على نقل مقره في عام 2012 من حلب إلى سهل البقاع على بعد نحو سبعة كيلومترات من الحدود السورية.
وما إن تنمو المحاصيل المزروعة سيوفر الباحثون السوريون نسخة منها ويضعوها في بنك جديد للجينات يجري إنشاؤه حاليا في لبنان ليماثل بنك الجينات الموجود حاليا في منطقة نزاع بحلب.
كما ستعاد بذور المحاصيل الأساسية إلى قبو النرويج وإلى هيئات الأبحاث التي تمت استعارتها منها.
وأكد مشلب أن إعادة زراعة وتخزين وتصنيف 150 ألفا من البذور يستغرق وقتا. وأعرب عن أمله في أن يتمكن فريق باحثيه من استئناف عمله في سوريا ذات يوم.