Site icon IMLebanon

واشنطن: “حزب الله” يعطّل وسنلاحق شبكته المالية

 

 

كتبت ريتا صفير في صحيفة “النهار”:  

يتابع ديبلوماسيون غربيون باهتمام اعلان موسكو البدء بسحب القوات الروسية الرئيسية من سوريا، تزامنا مع بدء الجولة الثانية من محادثات “جنيف 3” بين النظام السوري واطراف المعارضة. واذا كان وزير الخارجية الالماني فرانك – فالتر شتاينماير واضحا باعلانه ان الرئيس السوري بشار الأسد “سيكون تحت ضغط للتفاوض على انتقال سلمي لإنهاء الحرب الأهلية السورية، إذا سحبت روسيا معظم قواتها من البلاد”، فان الانظار تبقى مركزة على تداعيات هذه الخطوة، ولا سيما في “الميدانين” اللبناني والسوري، وسط خشية من تولي لاعبين اقليميين، في مقدمهم طهران، ملء الفراغ الناجم عن الانسحاب الروسي من المعادلة.

تدرج مصادر ديبلوماسية غربية الخطوة الروسية المستجدة، في الذكرى الخامسة لانطلاق الثورة السورية، في اطار اوسع محوره التطورات التي تواكب التمدد الايراني في المنطقة، بعيد فتح طهران صفحة جديدة مع الغرب، علما ان لبنان يبقى احدى ابرز ساحات هذا التمدد، مع استمرار سياسة التعطيل وخصوصا على مستوى الانتخابات الرئاسية اللبنانية. وفي معرض تحليلها للتحولات الاقليمية وانعكاسها على لبنان، تتوقف المصادر الديبلوماسية الغربية عند مجموعة محطات ابرزها:

– الإستباحة الإيرانية للعراق – بغطاء أميركي – ما شكّل حافزاً لدى دول المنطقة للتناغم مع السياسة الإيرانية، علما ان هذا النموذج تكرّر، وإن في أشكال مختلفة، في أفغانستان واليمن فسوريا، تزامنا مع التوسع الإيراني في دول الخليج، كما ان المصادر الديبلوماسية الغربية تتوقف باهتمام عند “ملامح بدايات لعملية سياسية” في اليمن تجلّت في زيارة وفد حوثي إلى المملكة العربية السعودية.

– ترجم انسحاب القوات الروسية من سوريا توازنات جديدة في المعادلة الاقليمية، ولو ان هذا الانسحاب تزامن مع تشديد موسكو على ابقاء دورها ضمن عملية السلام في “جنيف 3″، كما اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومع تسارع التطورات الميدانية التي عكستها استعادة “جبهة النصرة” محافظة الرقة من المعارضة السورية، يزداد الكلام الغربي عن توجه روسي الى التخلي عن دعم النظام، تزامنا مع تمسك موسكو بالتفاهم مع الاميركيين في العملية السياسية. ووسط الاخذ والرد المتواصلين بين طرفي المعارضة والنظام حيال مصير الرئيس الاسد، برز الى الواجهة كلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري من باريس، باعتباره “الأسد يغرد خارج السرب، ويرسل وزير خارجيته (وليد المعلم) كي يتصرف كمخرّب ويسحب من على طاولة المفاوضات ما وافق عليه الرئيس بوتين والإيرانيون”.

– لبنانيا، وفي مراجعة للدور الايراني، ترى المصادر الديبلوماسية الغربية ان طهران صاغت، عبر “حزب الله”، سياستها في لبنان، في شكل تصاعدي، لا سيما بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان تطبيقاً للقرار 1559، مروراً بالتحول الكبير الذي أنتجته حرب تموز 2006، والذي انعكس ولا يزال، على عمل المؤسسات الدستورية والأمنية وأدى الى تعطيل أدوارها، وصولا الى زج “حزب الله” في القتال في سوريا واليمن، فمواصلة تعطيل الانتخابات الرئاسية. ومع إدراج جامعة الدول العربية – بعد دول مجلس التعاون الخليجي – “حزب الله “على قائمة المنظّمات الإرهابية واعتبار الخليجيين لبنان “دولة مخطوفة”، تتجه الانظار الى الدور الأميركي المرتقب في لبنان والذي عرضت خطوطه العريضة السفيرة الأميركية المُقترحة في لبنان إليزابيت ريتشارد في شهادتها أمام مجلس الشيوخ اخيرا. وبدت اشارة ريتشارد الى دور “حزب الله” في تعطيل انتخابات الرئاسة واضحة، وكذلك تجديد اصرار بلادها على ملاحقة شبكة الحزب المالية بالتعاون مع الدولة اللبنانية، من باب مكافحة الإرهاب. وقد تزامن هذا الموقف مع تجدد الاعتراض الأميركي على تجربة الصواريخ البالستية التي قامت بها إيران اخيرا، اضافة الى قرار المحكمة الفيديرالية الأميركية تغريم إيران 10 مليارات دولار لثبوت تورطها مع “القاعدة” في تفجيرات 11 ايلول 2001.