فقد سجل سعر صفيحة البنزين أمس ارتفاعاً بنوعيه 95 و98 اوكتان بنحو 500 ليرة، كذلك ارتفع سعر صفيحة الكاز والديزل اويل 400 ليرة والمازوت الاحمر 300 ليرة، وارتفع سعر قارورة الغاز زنة 10 كيلوغرامات 100 ليرة وقارورة زنة 12,5 كلغ 200 ليرة لبنانية.
فهل يعتبر هذا الارتفاع مقدمة لسلسلة ارتفاعات في المستقبل وهل ولّى زمن التراجع؟
يؤكد الخبير في مجال النفط جورج البراكس لـ»الجمهورية» ان هذا الارتفاع لا يعني مطلقاً ان اسعار المحروقات بدأت مسارها التصاعدي، انما نحن اليوم في حالة ترقب، بحيث سيتأرجح سعر البرميل صعوداً ونزولاً متأثراً ببعض التصحيحات، خصوصاً وأن لا اتفاق بعد في الاسواق الدولية في هذا الشأن.
ولفت الى انه في منتصف شباط اجتمع المسؤولون في الدوحة وروسيا والسعودية وقطر وفنزويلا واتخذوا قراراً بتجميد الانتاج، والابقاء على كميات النفط على المستوى الذي كانت عليه في كانون الثاني 2016، لكن هذا القرار لا يعتبر قراراً حكيماً، لأن في الاسواق اليوم معروض يفوق الحاجة الى جانب الوفر الكبير في الاسواق الدولية.
ونذكر انه اثر صدور مقررات هذا الاجتماع، سخر وزير النفط الايراني من الموضوع واعتبر ان ايران غير معنية بهذه القرارات، خصوصاً وأن لايران حجمها في السوق وتريد استرجاعه.
لكنه أشار الى ان الانظار اليوم تتجه الى الاجتماع المزمع عقدة في 20 آذار، بين منظمة أوبك وعلى رأسها السعودية وبين الدول منتجة للنفط من خارج اوبك مثل روسيا وغيرها.
وحتى اليوم تشير المعلومات الى انه لن يحصل اتفاق على خفض انتاج النفط، لكن طالما لم يتخذ قرار بخفض الانتاج لن تعاود اسعار النفط ارتفاعها، انما ستبقى الاسعار متقلبة ومائلة الى الانخفاض أكثر، خصوصاً وأن مؤشرات الانتاج الصناعي والنمو في الصين في الفترة الأخيرة كانت الى تراجع.
أضف الى ذلك أن المخزون الاميركي من النفط سجل أخيراً رقماً قياسياً في التخزين وصل الى 503 مليون برميل بمخزون استراتيجي لم يصله منذ العام 1930. فكل هذه المعطيات تعطي صورة عن طلب قليل ومعروض كبير ما يسبّب التراجع في الاسعار.
بالعودة الى الاجتماع المرتقب في 20 الجاري، ذكّر البراكس ان من وجهة نظر ايران فهي عبّرت على لسان وزير نفطها، انها لن تلتزم بأي قرار يطلب منها خفض انتاجها قبل ان تسترجع ايران اسواقها الطبيعية في المنطقة والتي خسرتها بسبب العقوبات الدولية التي فرضت عليها، وتعتزم ايران في هذه الحال ان تسترجع تصدير مليون ونصف المليون برميل يومياً. وقد أدّى هذا التصريح الى تراجع سعر برميل النفط دولارين.
وفي انتظار ما سيؤول اليه الاجتماع المقرر في 20 الجاري، ستبقى اسعار النفط متقلبة. في حال اتخذ قرار بخفض الانتاج، ايا كان موقف ايران، فلا بد أن يرتفع سعر البرميل.
ومن أجل استقامة الاسواق يجب ان تخفض الدول أقله انتاج مليون برميل في اليوم، على أن تتوزع ما بين 600 الف برميل في اليوم من جانب الدول التابعة لمنظمة اوبك، و500 الف برميل من جانب الدول خارج منظمة اوبك.
أما في حال لم ينتج عن الاجتماع قرار كالسابق اي بالابقاء على الانتاج على ما هو عليه، فستظل اسعار النفط متقلبة ما بين 30 الى 40 دولاراً (ضمن هامش 10 دولارات).
عن الاسعار المرتقبة في الاسبوع المقبل، رجّح البراكس أن تواصل أسعار المحروقات ارتفاعها في الاسبوع المقبل، بحيث سيزيد سعر صفيحة البنزين 500 ليرة والمازوت 300، ومن غير المستبعد أن تعاود الاسعار انخفاضها بدءاً من الاسبوع الذي يلي.