Site icon IMLebanon

البترون عشية الشعانين: الجمود سيّد الموقف

TourismBatroun

لميا شديد

لا يشعر ميشال صاحب محلات ألبسة في سوق شكا التجاري بـ «عجقة» الأعياد، مؤكّداً لـ «السفير»: بالنسبة إلينا لم نشعر باقترابها، فالحركة شبه معدومة ولا توحي أبداً بأن أحد الشعانين يُعدّ أيام معدودة والأسبوع المقبل هو أسبوع عيد الفصح». الحركة التجارية في سوق شكا جامدة ولا زبائن في المحلات، ويبدو أن لا انعكاس إيجابي لها في الاسواق بل انعكاس سلبي للأوضاع العامة في البلد». هذا في بلدة شكا أما في مدينة البترون، فالأمر مشابه، والأوضاع الاقتصادية والسياسية ترخي بظلالها على الأسواق التجارية في كل مكان، والحركة لا توحي بتاتاً بأن أحد الشعانين على الأبواب.


لطالما انتظر تجار البترون الأعياد لتحرك عجلة الأسواق، إلا أن الأجواء لا توحي بذلك، ولاسيما أن أحد الشعانين هو مناسبة مرتبطة مباشرة بالأطفال الذين يحلمون بثياب جديدة وشمعة مزدانة وحذاء مميّز، إلا أن الجولة في أسواق مدينة البترون تعكس تراجعاً في الإقبال على الشراء حتى في محلات الالبسة والاحذية الولادية. أما المراكز التجارية فتبدو خالية من الزبائن والواجهات ازدانت بإعلانات عن تخفيضات وتنزيلات لتشجيع المواطنين للدخول والتسوق بأسعار مقبولة.


تؤكد موني توما وهي صاحبة محل أحذية نسائية انها لا تنتظر حركة ناشطة قبل الأعياد لأن الاسواق جامدة والعجلة الى الوراء. وتقول: «كما في كل الاسواق الجمود هو سيد الموقف وأنا أعتمد على زبائن المحل الذين تعوّدوا على الشراء في كل الأوقات وليس في المناسبات فقط. لست في وارد الاتكال على تسوق الأعياد والبضاعة تأخرت قليلاً ربما الى نهاية الاسبوع او الى بداية أسبوع الفصح».
وليس بعيداً عنها هناك محال أعلنت عن تخفيضات بنسبة تتراوح بين 20 الى 50 في المئة، ويقول إيلي معلوف صاحب محل ألبسة رجالية: «الحركة معدومة منذ بداية الأسبوع ولا ندري إن كان السبب مرتبطاً بالطقس الماطر أو بالأوضاع الاقتصادية السائدة بشكل عام». مشيراً الى أن «كل الأسواق في لبنان تعاني من الأزمة نفسها، وقد تكون الحركة أفضل في محال الألبسة الولادية لأن الأولوية للأطفال، في كل الأحوال لن نهلل للأعياد لأنها لن «تشيل الزير من البير»، وهي كغيرها من الأيام والمناسبات، ولن نقطع الأمل قد ينتظر المواطنون الايام الاخيرة للتسوق».
في المقلب الآخر من تسوّق الأعياد، هناك مسلتزمات المأكولات وحلويات العيد، خصوصاً تحضير المعمول وشراء السكاكر وبيض الشوكولا.


ويقول جو الحكيم صاحب سوبر ماركت إن «حركة الأعياد لدينا لا تزال خجولة إلا أننا ننتظر الأسبوع المقبل الذي يسبق عيد الفصح، حيث تتهافت السيدات للتبضّع وشراء ما يلزمهن لتحضير معمول العيد».


وفي جولة على المحال التي تبيع الألبسة والأحذية الولادية يجمع أصحابها على «أن اليومين الأخيرين من هذا الأسبوع يحددان مشهد الأعياد، لأن الأولاد في مدارسهم والأهالي ينتظرون عطلة نهاية الأسبوع لمرافقتهم لشراء ثياب العيد». ويأملون أن «تشهد نهاية الأسبوع حركة مقبولة ونحن نعلم أن المعجزات لن تتحقق، إنما نتطلّع لحركة غير معدومة بل تساهم في تسديد مصاريفنا وبدلات الموظفين والكهرباء والمياه والرسوم».
بدوره يرى رئيس جمعية تجار البترون وقضائها روك عطيه أن «الحركة ليست كما نريدها وكما يجب أن تكون، ولن نقول إلا أنها حركة مقبولة نظراً لكل الصعوبات الاقتصادية التي يعيشها اللبنانيون بشكل عام والبترونيون بشكل خاص، حيث لا يختلف المشهد بين منطقة وأخرى، أما ما يمكن استنتاجه من جولتين، قمت بهما على الأسواق في المدينة أن الحركة غير مرضية والتجار غير راضين عنها».