اشارت أوساط قريبة من “حزب الله” لصحيفة “السياسة” الكويتية الى انه وعلى الرغم من القرار الروسي بالانسحاب العسكري من سوريا، فإنه من السابق لأوانه البحث في أي انسحاب عسكري للحزب من سوريا في الوقت الحاضر، طالما أنه ما زالت هناك حاجة للوجود العسكري، باعتبار أن الحرب قائمة ولو أن هناك هدنة ومفاوضات سياسية، لكن عملياً لا تزال الكلمة للميدان، ما يؤكد بقاء الوضع العسكري على ما هو عليه، مع ما يعنيه من استمرار وجود الحزب هناك، إلى جانب الجيش السوري النظامي لاستكمال المهمة المطلوبة منه.
واستناداً إلى الأجواء التي خرج بها زوار العاصمة السورية، كما قالوا لـ”السياسة”، فإن نظام الأسد وبعد القرار الروسي، بات أكثر تمسكاً ببقاء الوجود العسكري لـ”حزب الله” الذي لولاه لما استطاع الجيش السوري النظامي البقاء صامداً في مواجهة قوات المعارضة و”داعش” و”النصرة”، وبالتالي فإن احتفاظ النظام بما حققه من إنجازات في الأشهر الأخيرة، يتطلب بقاء الآلاف من عناصر “حزب الله” إلى جانبه، للدفاع عنه ولتغطية الفراغ الذي أحدثه الانسحاب العسكري الروسي.
ويشير الزوار إلى أن قرار “حزب الله” في سوريا، هو قرار إيراني أولاً وأخيراً، أي أن بقاء نظام الأسد خط أحمر وهذا يتطلب بقاء “حزب الله” والمئات من عناصر “الحرس الثوري” في سورية لحماية النظام، طالما أنه لم يتم إنجاز اتفاق سياسي يحظى بقبول جميع الأطراف وفي مقدمهم النظام.
وكشفت معلومات في هذا الخصوص، أن لقاءات عقدت لقيادات في “حزب الله”، جرى خلالها تقييم القرار الروسي المفاجئ بالانسحاب من سورية، وما يمكن أن يتركه من تداعيات على الأوضاع العسكرية في الميدان السوري، حيث كان هناك توافق على أن الوجود العسكري لـ”حزب الله” في سورية كان لتنفيذ مهمة معينة تتركز في دعم النظام السوري ومنعه من السقوط، وبما أن هذه المهمة لم تنته بعد، فإن الوجود العسكري سيستمر.