IMLebanon

تصنيف “حزب الله” إرهابياً: “حماس” تصمت.. “الجماعة” تتهم!

 

Hezbollah

 

 

 

كتب قاسم قصير في صحيفة “السفير”:

تتابع الأوساط الإسلامية باهتمام كيفية تعاطي القوى والحركات الإسلامية وقوى المقاومة الفلسطينية مع سلسلة القرارات العربية والخليجية على صعيد تصنيف «حزب الله» منظمة «إرهابية»، نظراً لما لهذه المواقف من انعكاسات عملية على العلاقة بين الحزب وهذه القوى في المرحلة المقبلة.

واللافت للنظر في هذا الاطار استمرار الصمت المعلن لحركة «حماس» حيال هذه القرارات، رغم بعض التسريبات الإعلامية في قطاع غزة عن وجود تواصل بين قادة «حماس» وقادة الحزب جرى خلاله تأكيد رفض الحركة لهذه القرارات، ولكن بسبب الوضع المحرج للحركة مع دول الخليج فإنها لن تصدر اي موقف علني.

لكن أوساطاً مطلعة في «حزب الله» وحركة «حماس» نفت هذه التسريبات، وقد حرص المسؤولون في الحزب على عدم إصدار اي تعليق على صمت الحركة، واكتفى هؤلاء بالتركيز على الجهد الكبير الذي بذله المسؤولون في الحزب مع المسؤولين الايرانيين لانجاح زيارة وفد القيادات الفلسطينية، ومن ضمنه مسؤولون من «حماس»، الى طهران قبل أكثر من أسبوعين. وقد لقيت هذه الزيارة اهتماما كبيرا من القيادات الايرانية على المستويات كافة وأدّت الى صدور قرار ايراني بتقديم دعم مالي كبير لعوائل شهداء الانتفاضة والعمل لاعادة بناء المنازل التي هدّمها العدو الاسرائيلي بسبب العمليات التي قام بها المقاومون.

وأما على صعيد «الجماعة الإسلامية» في لبنان، فقد كان لافتاً للنظر، حسب الاوساط الإسلامية، الموقف الذي اتخذه الامين العام الجديد لـ «الجماعة» عزام الايوبي من القرار خلال حوار له مع قناة «الجزيرة» والذي اعتبر فيه ان «حزب الله» يتحمل مسؤولية تصنيفه من قبل مجلس التعاون الخليجي منظمة إرهابية «لأن ما يقوم به يضعه بشكل صريح في خانة ميليشيا إرهابية تحاول فرض رؤيتها عبر السلاح».

كما شنَّ الايوبي حملة قاسية ضد الحزب متهما اياه بتعطيل الانتخابات الرئاسية وبأنه «دولة حقيقية»، وأنه المستفيد من فراغ مؤسسة الرئاسة بالبلاد، بحيث يتمكن من مواصلة دخوله وخروجه بحرية للساحة السورية والتدخل في شؤون دول عربية أخرى مثل العراق واليمن، وهي التحركات التي قال الأيوبي إنها جزء من منظومة ايران في المنطقة.

وهذه التصريحات والمواقف لا تنسجم مع أجواء اللقاءات الحوارية غير المعلنة التي حصلت بين مسؤولين في «الجماعة» ومن بينهم الايوبي، ومسؤولين في الحزب، قبل انتخابه أميناً عاماً، وكذلك مع اجواء التصريحات التي اعلنها بعد الانتخابات الداخلية لـ «الجماعة» والتي اعلن فيها انه سيمد يده للحوار مع القوى الاسلامية كافة.

وتشير الاوساط الاسلامية الى ان مواقف قادة «تيار المستقبل» ووزير الداخلية نهاد المشنوق تجاه «حزب الله» وتصنيفه إرهابياً تعتبر متقدمة على مواقف «الجماعة»، كون هذه القيادات اكدت على دور «حزب الله» الاساسي في الداخل اللبناني رغم اعتراضها على ادواره الخارجية.

وتعتبر الاوساط الاسلامية ان من شأن الصمت او القبول بتصنيف «حزب الله» إرهابيا، ان يشكل خطورة كبيرة، لأن وضع تنظيم اسلامي كان له دور اساسي في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي في اطار إرهابي سيشكل اشارة خطيرة، لان ذلك قد يؤدي الى وضع تنظيمات اخرى في الاطار نفسه بحجج مختلفة، كما يحصل مع «حماس» التي وجّه اليها النظام في مصر تهمة المشاركة في عملية اغتيال المدعي العام السابق في مصر هشام بركات. كما ان العديد من القوى والحركات الاسلامية يتم وصفها بـ «الإرهاب» من قبل بعض الدول العربية والغربية، كما حصل مع «الاخوان المسلمون» في مصر، بغض النظر عن صحة الاتهامات ومدى جدوى هذه الحملات.

وتشير الاوساط الى ان الخطوة الاهم لمواجهة هذه الحملات العمل على معالجة هذه الصراعات والوصول الى حلول سياسية تنهي هذه المشكلات وتعيد للحزب دوره المقاوم كأولوية «بدل الانخراط في الصراعات المـتأججة في المنطقة». لكن في المقابل، فإن مسؤولية القوى والحركات الاسلامية، وخصوصا قوى المقاومة، رفض مثل هذه الاتهامات حتى لو اختلفت مع الحزب في مواقفه السياسية.