أقام المجلس البلدي لمدينة بعلبك احتفالا، في ساحة السراي، لمناسبة استلام 13 آلية للنفايات مقدمة هبة من الدولة الإيطالية، حضره وزير الصناعة حسين الحاج حسن، السفير الإيطالي ماسيمو ماروتي، النائبان علي المقداد وكامل الرفاعي، ممثل وزير الأشغال العامة هيثم اليحفوفي، رئيس بلدية بعلبك حمد حسن، مدير الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في لبنان جان أندريا ساندري، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في لبنان السيد لوكارندا، مسؤول العمل البلدي في “حزب الله” حسين النمر، ممثل “حركة أمل” علي كركبا، أعضاء المجلس البلدي، مخاتير وفعاليات سياسية واجتماعية.
الشل
النشيد الوطني والإيطالي افتتاحا، ثم ألقى عضو المجلس البلدي مصطفى الشل، كلمة قال فيها: “نعيش هذا العرس البعلبكي باستلام اسطول متطور من الأليات للنفايات مقدم من الدولة الإيطالية، ليضاف هذا الحدث إلى انطلاق ورشة كبرى من المشاريع التي تساهم في إنماء هذه المدينة التاريخية، وليس مصادفة أن تكون الأيدي التي رعت بناء أيقونة بعلبك القلعة التاريخية قد امتدت من جديد لمساعدة بعلبك”.
حسن
وقال حسن: “يوم تاريخي نعيشه مع شركائنا الايطاليين في بعلبك التي عانت من حرمان متراكم والتي تبرر اليوم رغم كل التحديات نموذجا في إدارة أمورها ولا سيما التداعيات الناتجة عن الازمة السورية الكارثية على المستوى السياحي والاقتصادي والاجتماعي والتي باتت تهدد بثقلها الكثير من الخدمات الملقاة على كاهل السلطة المحلية حتى برزت النوايا الطيبة والصادقة التي استطعنا ان نترجمها انماء وحياة وأملا بمستقبل زاهر”.
أضاف: “تأتي الهبة المقدمة من الحكومة والشعب الايطالي الودود والصديق لتمنح مجتمعنا وشعبنا اسطولا من الآليات لجمع النفايات ولبعض الورش في البلدية. وهذا الاسطول عبارة عن 4 آليات 14 طن، 5 آليات 9 طن و 3 آليات بيك آب 5 طن وآلية واحدة مخصصة لورش الصيانة اضافة الى بناء وتجهيز هنغار وورشة صيانة حديثة في المدينة الصناعية لصيانة وخدمة هذه الآليات لضمان استدامتها وخدمتها”.
وتقدم بالشكر الى الدولة الايطالية حكومة وشعبا والى السفير الايطالي ومدير مكتب التعاون الايطالي والوفد المرافق “على هذا العطاء المسؤول والمثمر”.
وسأل حسن عن “الهبة السعودية التي كانت مخصصة لبناء القصر الثقافي في مدينة بعلبك وهل هي الأخرى ألغيت، كما ألغيت الهبة للجيش، في حين تم تقديم هبات سعودية في العديد من المناطق اللبنانية الأخرى”.
وأعلن عن “افتتاح الوسط التجاري الذي أنهيت الأعمال فيه وقد بدا بحلته الجديدة مغايرا لما كان عليه من قبل”.
لوكارندا
وتحدث لوكارندا فقال: “سعيد أن أكون هنا اليوم لأرى مشروع طال انتظاره يتحقق، بعد أن تم تذليل جميع العوائق التي واجهتنا خلال فترة المشروع الأساسية. ونحن مسرورون لأنه في نهاية المشروع بلدية بعلبك ستستفيد أكثر مما كان مخطط له بالأساس وفي الوقت حيث المساعدة ضرورية لمواجهة أزمة النازحين السوريين، وهذا المشروع هو نموذج لتعاون ناجح بين مختلف الشركاء والوزارات”.
أضاف: “الجدير ذكره أن العمل الميداني لا يزال قائما وتم اقامة مشروع زراعة النبات المنتج للغاز لتأمين الكهرباء من قبل COSV والممول من الاتحاد الأوروبي، كما أن UNDP ستدعم المشروع أيضا عبر شراء مولد للمشروع”.
ماروتي
من جهته، قال ماروتي: “يشرفني أن اشارك اليوم في حفل تسليم 13 آلية لجمع النفايات مقدمة من الدولة الايطالية كجزء من هبة تبلغ قيمتها 1.8 مليون يورو تتضمن نشاطات مختلفة تهدف الى تحسين ادارة النفايات الصلبة وإعادة تدويرها وانتاج الطاقة الكهربائية”.
واعتبر أن “ادارة النفايات الصلبة تشكل تحديا بالنسبة للبنان والبلديات ومن هنا كان التدخل الايطالي الرامي الى تطوير منشآت حديثة لادارة النفايات بما يتوافق مع تنفيذ الخطة الانمائية العائدة لبلدية بعلبك. وتتضمن النشاطات الاخرى التي يمولها هذا المشروع خطة رئيسية خاصة بادارة النفايات وحلقات تدريبية وبناء قدرات وإنتاج الغاز الحيوي باستخدام المنشآت الموجودة حاليا”.
وقال: “أشعر بالفخر الكبير لأنه يجري تنفيذ هذا المشروع هنا في مدينة بعلبك حيث كانت ايطاليا ناشطة على مدى سنوات كثيرة من خلال مشاريع في مجال التعاون للتنمية، اذكر منها مشروع تعزيز السياحة ومشروع تأهيل قنوات الري دعما للزراعة المحلية ومؤخرا القرض الايطالي الميسر الخاص بموضوع حماية الارث الثقافي يشمل هذا القرض الذي تبلغ قيمته 3.2 مليون يورو والمخصص لدعم التنظيم المدني، ترميم سرايا بعلبك وبعض المعابد الرئيسية التي يتضمنها موقع بعلبك الاثري”.
أضاف: “نأمل بأن تساهم هذه المبادرات في مساعدة مدينة بعلبك على جذب استثمارات جديدة بهدف خلق وظائف خصوصا في قطاعات استراتيجية كادراة النفايات الصلبة وتعزيز السياحة ودعم الصناعة والزراعة”.
وختم: “نحن نؤمن بأن الادارة الحديثة للنفايات الصلبة مع مراعاة القواعد البيئية تشكل امرا اساسيا لضمان مستقبل هذه المنطقة والمساهمة في ازدهار لبنان في السنوات القادمة”.
الحاج حسن
من ناحيته، ألقى الحاج حسن كلمة قال فيها: “أتوجه بداية إلى سعادة السفير الإيطالي وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بالتهنئة بمناسبة اقتراب عيد الفصح المجيد، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركة، كما أتوجه بالشكر إلى السفير ماروتي ومن خلاله إلى مكتب التعاون الإيطالي وإلى الحكومة الإيطالية والشعب الإيطالي على هذه الهبة الجديدة التي تضاف إلى سلسلة طويلة من المساعدات والهبات والقروض للبنان عامة ولمحافظة بعلبك الهرمل خصوصا في ميادين البيئة والسياحة والزراعة والثقافة والتنظيم المدني والتربية والتعليم والتنمية. وأخيرا الهبة المقدمة لدراسة المناطق الصناعية الثلاث ولتمويل المدن الصناعية في بعلبك وتربل وجون. كما نتقدم بالعرفان والشكر لكل من ساهم مع لبنان ومع محافظة بعلبك الهرمل ولكل من ساند لبنان، ولا سيما UNDP والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي”.
أضاف: “أما بالنسبة إلى الذين يمنون الناس بالهبات ثم يسحبونها، فبئسا لهم ولهباتهم، هل سمعتم عن أحد يعطي مكرمة ويسحبها؟ ويدعون محبة لبنان والشعب اللبناني، والحرص على لبنان، هؤلاء يوظفون هباتهم في السياسة، أما نحن فلا نوظف أي هبة أو موقف، حتى الدم الذي نريقه من أجل لبنان ودفاعا عن المسيحيين والمسلمين لم نوظف أي قطرة منه في السياسة، نحن لم نطلب شيئا تجاه تضحياتنا أو تجاه دعم فلسطين وإنجاز تحرير لبنان عام 2000، وحجمنا التمثيلي في النيابة والوزارة هو أقل بكثير من حجم تمثيلنا الحقيقي وحجم تضحياتنا”.
وتابع: “السعودية أعطت مكرمة ملكية، فإذا بالملك يسحبها، ووعدوا ببناء قصر للثقافة في بعلبك ثم تراجعوا، ولكن القصر الثقافي سيبنى في بعلبك، وسنجد معا التمويل اللازم من غير السعودية، لأن السعودية لا يمكن أن تعطي إلا ثقافة الإرهاب والتكفير، وثقافة قتل الأطفال وارتكاب المجازر في اليمن”.
وقال: “هذه المكرمة الإيطالية إنما تأتي في إطار برنامج إنمائي متكامل متوافق عليه بين القوى السياسية والنواب والبلديات والاتحادات البلدية في كل المجالات ونواحي الحياة والعمران والبناء والإنماء، وقد سمعنا كلاما إيجابيا وطيبا من كل المانحين عن الأداء المتميز لبلديات بعلبك الهرمل واتحاداتها البلدية. لدينا مشروعنا الإنمائي المتكامل، وكل قرش ينفق في المنطقة معروفة وجهته في إطار التنمية المتكاملة”.
وأردف: “بعلبك كانت السباقة إلى إدارة النفايات الصلبة ومعالجتها في معمل فرز ومطمر صحي، وسنشهد إدارة متكاملة لكل الملفات البيئية”.
أضاف: “ستبدأ اليوم إزالة النفايات في منطقة بيروت الكبرى بعد إنجاز الحكومة لهذا الملف بعد طول مخاض وبعد اتفاق مع البلديات، ونأمل أن تكلل هذه العملية بالنجاح لرفع النفايات عن كاهل الشعب والسياحة والاقتصاد وعن صورة لبنان في الخارج، على أمل إدارة الملف بشكل علمي بعيدا عن المزايدات السياسية والبلدية ومدعي العلم”.
وأشار الحاج حسن إلى أن “العلم وصل إلى مرحلة متقدمة تسمى استرداد الطاقة من النفايات، وهذا معروف عالميا”، آملا أن “تطلق الحكومة قريبا المناقصة من خلال مجلس الإنماء والإعمار لاسترداد الطاقة من النفايات، وأن تتم إدارة المشروع إدارة متكاملة علمية عصرية وفق المعايير العلمية وبالاعتماد على أحدث التقنيات”.
وقدم حسن والحاج حسن درعا تكريمية للسفير الإيطالي في لبنان. وختاما سلمت المفاتيح إلى عمال البلدية سائقي الآليات.