تقرير IMLebanon: كلما مررنا من جانب الـ”سيتي مول” على الطريق البحري نلاحظ اكياسا تذكرنا بأكياس الرمل أيام الحرب مكدسة فوق بعضها وكأنها متاريس على جبهة معركة.
نعم انها جبهة معركة، معركة مع النفايات، واسلحتها امراض وروائح الدمار الشامل، “فيا محلا حرب القذايف قدام حرب النفايات”.
القذائف تسقط، تنفجر، تقتل، وفي بعض الاحيان تشظي وتنتهي القصة، اما حرب النفايات، فهي اخطر بكثير لانها حربا صامتة تقتل من دون ان يدرك المرء انه يموت. تنبعث الروائح فيتلوث الجو ومن بعدها نتنشقها وندخلها الى اجسامنا، تقتلنا ببطئ ونحن لا نعلم، تصيبنا الامراض فندخل في معركة طويلة ومؤلمة لمحاربتها.
اما بالنسبة لتلوث المياه ورمي النفايات في البحر وحرقها، فحدث بلا حرج، كل هذا موجود وبكثرة وكل منطقة نالت نصيبها ونحن كمواطنين “آكلين الضرب”.
ولكن “شو فهمنا نحنا” هذه الخطة مدروسة من قبل الدولة، فهي تعلم ماذا تفعل، وكل هذا يأتي خلفه سبب منطقي ومقنع. فالدولة تريد كسر الرقم القياسي بتربية الحشرات والجرذان وانواع البكتيريا والفيروسات الجديدة.
كسرنا الرقم القياسي في اكبر صحن تبولة، واكبر صحن حمص، حان الوقت اليوم للدخول الى كتاب غينيس من جديد ولكن من بابه الواسع عبر بناء اكبر واطول جدار من النفايات، بالاضافة الى احصاء أكبر عدد انواع الحشرات.
أما بالنسبة للجراذين ولكي “لا تزعل” لاننا لم نتحدث عنها فهي ولائم فاخرة للقطط.
يا ليتها متاريس واكياس رمل، نعم، وصلنا الى مرحلة نتمنى فيها العودة الى زمن الحرب على ان نعيش في العام 2016 وحياتنا جميعا مهددة بالخطر بسبب نفاياتنا.
في الختام نقول: “رضينا بالتعتير التعتير ما رضي فينا”.