IMLebanon

قاطيشا: هذه هي بنود الإتفاق الأميركي – الروسي – السعودي

wehbe-katisha-1

 

 

كتب كريم حسامي في صحيفة “الجمهورية”:

فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم بأسره بعد انسحابه من سوريا من دون سابقِ إنذارٍ تزامناً مع بدء المفاوضات في جنيف بين النظام السوري الذي اعتبر أنّ الرئيس السوري بشار الأسد «خطٌّ أحمر» والمعارضة ترفض بقاءه. بوتين لفت إلى أنّ الانسحاب يأتي بعد تحقيق أهدافِ العملية العسكرية في سوريا، أي مساعدة النظام على السيطرة على مناطق مهمّة، غير أنّ المعلومات تقول إنّه «غضب من الأسد بسبب عدم مشاركته في الحلّ السياسي وأخذه قراراتٍ من دون التنسيق مع الروس».وفي السياق، أكّد المُحلّلُ العسكري العميد المتقاعد وهبة قاطيشا في حديث لـ«الجمهورية»، أنّ «الانسحابَ الروسي هو ردٌّ على الموقف السوري، خصوصاً موقف الرئيس السوري بشار الأسد الذي يرفض الدخول في أيّ إجراءٍ للتوصّل إلى حلول سياسية في جنيف»، مضيفاً أنّ «الأسد يتصرّف كأنّ الجيش الروسي هو جيشٌ تابع لفصيلٍ من حزب «البعث»، ما يرفضه الروس».

وأشار إلى أنّه «يتصرّف سياسياً وعسكرياً داخل سوريا بطريقة يريد من خلالها استرجاعَ البلاد وحكمها مُجدّداً كأنّه لا وجود لمفاوضات»، موضحاً أنّه «لا يريد التفاوض ويُخطّط لإجراء الإنتخابات النيابية في وقتها المُقرّر في نيسان المقبل، وهذا يُعتبر أمراً غير صائب».

وشدّد على أنّ «الرئيس السوري لا يستشير الروس بأيّ شيء فأوقفوه عند حدّه وانسحبوا من البلاد تاركين له تقريرَ مصيره بنفسه»، لافتاً إلى أنّ «الروس عندما تدخّلوا في أيلول الماضي بحجة محاربة تنظيم «داعش» كان هدفهم الحقيقي إمساك الورقة السورية ومُساعدة الأسد ميدانياً وإبقاء شيء من القوّة لديه بعدما هُدّد مصيره وكاد ينهار، فضلاً عن الحفاظ على مؤسّسات الدولة السورية لما بعد الحلّ السياسي».

وإعتبر أنّ «السوريين فسّروا التدخّل على أنّه وسيلة للحفاط على الأسد في السُلطة وأرادوا استغلاله واستثماره لمصلحتهم عبر استعادة السيطرة على كُلّ الأراضي السورية وحكمها»، قائلاً: «هنا يوجد تضارب في الهدفين ولا يمكن لروسيا البقاء إلى الأبد في سوريا».

وشدّد على أنّ «موسكو لا يمكن أن تستمرّ في تنفيذ عملياتٍ عسكرية بعدما أصبحت مُتوّرطة في النزاع وترفض الدخول في حرب طويلة وفي الوحول السورية، لذلك عندما لاحظوا أنّ الأسد يعيش في كوكبٍ آخر، قرّروا الانسحاب للضغط عليه للدخول في مفاوضات «جنيف 3».

واستدرك قائلاً: «هل مِن المعقول أن تنسحب قوّةٌ عسكرية أثناء المفاوضات أو أن يتخلّى أحدٌ عن الورقة العسكرية؟ لم يحصل هذا الأمر على مَرّ التاريخ»، مضيفاً أنّ «الانسحاب الروسي يُجبر الأسد على المشاركة في جنيف من موقع الضعف، وهذا دليلٌ على عدم تنسيق الانسحاب مع السوريين».

فوزير الخارجية السورية وليد المعلم سيذهب إلى جنيف لمحاولة إيجاد حلٍّ سياسي بعد خسارة العصا التي كان يُمسكها ويُهدّد بها ألا وهي الجيش الروسي التي انتهى مفعولها، وتصريحه الذي قال فيه إنّ الأسد خطّ أحمر أغضب الروس، وفق ما يؤكّد قاطيشا.

وأكّد أنّ «الإتجاه العام يفترض أنّ بوتين وجّه ضربة قوية للأسد بعد أنّ خذله هذا الأخير بقراراته الإنفرادية ولم يشكره عملياً على المساعدة الميدانية».

وفي ما يتعلّق باحتمال توسّع النفوذ الإيراني بعد انسحاب الروس، قال العميد المتقاعد إنّ «الإيرانيين ذهبوا عند الروس في آب الماضي طالبين المساعدة في إنقاذ الأسد بعد إفلاسهم عسكرياً مع النظام و»حزب الله».

ولفت إلى أنّ «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبّى الدعوة وشارك في العمليات العسكرية وأنقذهم لكي يذهبوا إلى الحلّ السياسي من موقع قوة»، معتبراً أنّ «الدورَ الإيراني لن يؤثر على الأوضاع السورية بعد هذا الانسحاب، خصوصاً بعد أن توسّلوا الروس لإنقاذ النظام، غير أنّهم لا يزالون يُحاولون فعلَ ما يمكن بلا جدوى عبر إرسال قوات خاصّة».

وتابع أنّ «هناك تظاهرات في إيران تطالب الدولة بالانسحاب من سوريا وسحب ما تبقى من عناصر هناك».

الدور السعودي

وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت هذه الخطوة الروسية هي لإظهار حسن نية للسعودية التي أدّت دوراً إيجاباً لتحسين الإقتصاد الروسي وتحضيراً لزيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزير إلى موسكو قريباً، وفق ما تشير التقارير؟

أشار قاطيشا الى أنّ «هذه الخطوة ليست لإظهار حسن نيّة، فهناك جيش كبير منخرط في حرب يُنفّذ عمليات عسكرية، ولا تسحبه لتحقيق هذا الهدف»، مُشدّداً على أنّ «الملك سلمان ذاهبٌ إلى روسيا قريباً وانسحب الروسي من سوريا، ما يؤشر إلى وجود اتفاقٍ ضمني سعودي – أميركي – روسي لإجبار الأسد على الذهاب إلى المفاوضات».

وتابع أنّ «بنود هذا الاتفاق هي: أوّلاً أنّ الحلّ في سوريا يجب أن يحصل في مفاوضات «جنيف 3»، ثانياً: التشديد على وحدة سوريا على عكس التحاليل عن التقسيم، باستثناء احتمال أن يكون لدى الأكراد حالة خاصّة».

وتحدّث عن «استحالة تقسيم سوريا لأنّ بذلك يُفتح الباب على حروب لا تنتهي، وثالث بنوده الاتفاق هو قيام مرحلة إنتقالية حيث لا وجود للأسد في مستقبل سوريا، أمّا بقية تفاصيل الاتفاق، فتحصل في جنيف».