Site icon IMLebanon

بويز: لا استفادة للبنان من الانسحاب الروسي

fares-bweiz

رأى وزير الخارجية السابق فارس بويز ان انسحاب الجيش الروسي من سورية لم يكن مفاجئا، لا بل كان متوقعا لأن الرئيس بوتين لم يدخل اساسا الحرب السورية لدعم النظام السوري بشخص رئيسه بشار الاسد في لعبة الدول، او لحماية مصالح روسيا الاستراتيجية غير الموجودة اساسا، لكن الاخيرة كانت منذ البداية قلقة من سقوط عاصمة الامويين التاريخية بيد تنظيم داعش وأخواته وملحقاته، ما قد يسهل تفشي التطرف والاصولية والارهاب في آسيا الوسطى، حيث وجود 12 دولة ذات طابع اسلامي على حدود روسيا سيضطرها لخوض مواجهات طويلة الامد مع تلك الدول، ناهيك عن ان الدخول الروسي الى سورية يرتبط بالصين التي تعاني من مشاكل جسيمة مع عرق “الأيغور” الاسلامي وتخشى امتداد الاصولية من الشرق الأوسط الى منغوليا على حدودها.

وأضاف بويز في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية: “أما وقد ساعدت موسكو الرئيس الاسد في تحرير ما يسمى بـ “سورية المفيدة” أي سورية الغربية والمدن الكبرى، اعتبرت ساعتها ان مهمتها انتهت الى حد ما، بحيث اصبح باستطاعة النظام الصمود في وجه المنظمات المتطرفة، اما باقي سورية أي سورية الشرقية او الصحراوية المرتبطة بالعراق، فإن تحريرها بواسطة الضربات الجوية صعب للغاية ان لم يكن مستحيلا قبل سنوات عديدة، اذ يتطلب تحريرها الدفع بقوات برية، الامر غير الوارد في حسابات موسكو بعد خبرتها في وحول افغانستان والشيشان، لذلك وبعد ان حررت روسيا سورية المفيدة ومنعت سقوط نظام الاسد، قررت الانسحاب على عجل لتبييض صفحتها دوليا بما يسمح لها اولا بأن تكون مقبولة كراعية لعملية السلام، وثانيا التعاطي مع الملف الأوكراني بمعزل عن الضغوط الدولية”.

وعليه، يعتبر بويز ان انسحاب روسيا من سورية ليس موجها ضد النظام السوري، بدليل إبقاء عشرين مقاتلة جوية و1220 خبيرا وجنديا على الأراضي السورية، مستدركا بالقول ان هذه الخطوة البوتينية ستدفع بالرئيس الأسد الى التعاطي بواقعية وإيجابية مع الازمة السورية وتحديدا مع المفاوضات بينه وبين المعارضة في مؤتمر جنيف 3، جازما بأنه ليس في خلفية قرار الرئيس بوتين اي اتفاق اميركي ـ روسي، لأن هناك بالأساس تفاهما بين واشنطن وموسكو على دعم الحل السياسي في سورية.

وردا على سؤال ختم بويز مؤكدا انه واهم من يعتقد ان لبنان سيستفيد من الانسحاب الروسي من سورية، لأن أزمته مرتبطة بالصراع الاقليمي في المنطقة.