ميليسا لوكية
لا يبدو أنَّ براعم الحلول للقطاع السياحي التي وضعها المؤتمنون على سلامته لتسيير أموره ستزهر بحلول الربيع، إذ يتبيّن لهؤلاء أنَّ الهمّ الإقتصادي غدا في آخر الأولويات. وجاءت أزمة النفايات لتزيد من حدّة الأعباء التي يتحمّلها الأخير منذ أعوام، خصوصاً أنَّ رائحتها تخطّت حدود لبنان، فباتت مادة دسمة تتناقلها وسائل الإعلام العالمية، لدرجة أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي بدورها ضاقت بصور تسيء إلى صورة لبنان وسمعته.
بقيت الحجوزات في الفنادق على مستوى لبنان ككل خجولة جداً، بدليل أنَّها لم تتجاوز حاجز الـ 40 إلى 45%، علماً أنَّ الأسعار مخفضة بنسب تصل أيضاً إلى نحو 40%، في ظل عدم وجود أي بوادر بإمكان تحسّنها في الصيف المقبل إذا لم تتجاوب الحكومة مع المطالب التي وضعتها النقابات السياحية لدفع القطاع نحو التحسّن.
وقد فقد المعنيون بالقطاع السياحي كل الآمال التي عقدوا عليها تطلّعاتهم المستقبلية، وفق رئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار الأشقر الذي يشير لـ”النهار” إلى أنَّ الهيئات الإقتصادية جالت اليوم على المسؤولين للمطالبة بأمرين: الأول انتخاب رئيس للجمهورية، والثاني تلطيف الأجواء والمصالحة مع دول الخليج.
ويؤكّد الأشقر أنَّ القطاع أصيب بالإحباط نتيجة للتراكمات التي دخلت عامها السادس، وبفعل فقدان السياحة البَينية، المتمثلة في الإقبال من الدول المجاورة، وخصوصاً الخليج، إذ يتمتّع هؤلاء السياح بقدرة شرائية عالية قد تصل إلى شهرين، فضلاً عن أنَّهم يمضون فترات طويلة في لبنان قد تصل إلى شهرين أحياناً، ويساهمون في تشغيل اليد العاملة المحلية عبر تشغيل سائقين بعد استئجار أفخم السيارات.
وخسر لبنان نحو 200 ألف أردني كانوا يقصدون لبنان سنوياً، وفق الأشقر، “فيما حافظ على 70 ألفاً الذين يأتون عبر الجو، هذا إلى السياح العراقيين”. وهنا، يؤكّد أنَّ هؤلاء يمضون بضعة أيام فقط في البلاد، تراوح بين يومين أو ثلاثة.
ويشدّد على أنَّ “الخليجيين يرغبون في العودة إلى لبنان، إذا هدأت الأوضاع السياسية التي توفر وضعاً نفسياً مريحاً ومستقراً لهؤلاء الذين يملكون منازلهم الخاصة في ربوعه، وذلك بفعل نوعية الخدمات العالية التي يتمتّع بها”.
وفي وقت كانت تشهد فيه فترة عيد الفصح إقبالاً من السوريين والعراقيين الميسورين، بحسب نقيب أصحاب المؤسسات السياحية جان بيروتي، الذي يشير لـ”النهار” إلى أنَّ الحوادث السياسية والأمنية التي تعيشها بلادهم وقفت حاجزاً أمام مجيئهم.
ويضيف أنَّ لبنان يتمتّع حالياً بإقبال من السياح الإيرانيين الذين يحتفلون بعيد النوروز، على رغم أنَّ عددهم تراجع من نحو 300 ألف إيراني في السابق إلى نحو 6 آلاف حالياً.
ويأسف إلى أنَّ الوضع الأمني المحلي ليس المعرقل الأول للحركة السياسية، “لأنَّه ممسوك”، بل الملفات التي تفتح بشكل مستمر والتي تتناقلها وسائل الإعلام، فـ”يتهيأ للبعض أنَّ لبنان ليس صالحاً للزيارة، لافتاً إلى أنَّ الاقتراحات التي تقدّم بها النقباء للمسؤولين والحكومة لدعم أسعار التذاكر، والتي باءت بالفشل، ومحذراً من أنَّ عدم وضع سياسة لدعم القطاع قبل حلول فصل الصيف لا ينذر بالخير.
ولا تُعتبر حال المطاعم هذه الأيام أفضل من الفنادق، بدليل أنَّ رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والنوادي الليلية والباتيسري طوني الرامي الذي شدّد على أنَّ “الحركة عادية جداً، مدفوعة بإقبال اللبنانيين فقط”.
وقد مرّت 4 سنوات على آخر مرة عمدت فيها المطاعم إلى تصديق الأسعار التي تضعها لدى وزارة السياحة، ما يثبت، وفق الرامي، أنَّ “هذه الأخيرة لم تتغيّر على رغم ارتفاع التكالف التشغيلية، ما يمنع هذه المؤسسات من تحقيق الأرباح”.
ويرى أخيراً أن لا بوادر إيجابية تلوح في الأفق، مع اقتراب موسم الصيف.