تضاربَت المعلومات حول الساعة الصفر التي ستنطلِق معها عملية جمع النفايات ونقلِها إلى مطمر الناعمة، بعد نيلِ الموافقة النهائية أمس من محيطه لمدّة ستّين يوماً لنقلِ كمّيات منها إلى المطمر والتي تقدَّر بنحو 1500 طن من مختلف المناطق اللبنانية لقاء تعهّد باستثمار 12 مليون دولار لمعالجة المطمر لاحقاً.
وقالت المصادر لصحيفة “الجمهورية” إنّ التزامن مع بقيّة المطامر ليس ضرورياً، والتحضيرات لتنظيم نقل النفايات إلى مطمرَي برج حمود و”الكوستابرافا” قد بدأت ويُمكن استخدام الطرق إليهما الإثنين المقبل.
وأكد مرجع أمني لـ”الجمهورية” هذه المعلومات، وقال إنّ الساعة الصفر قد حدّدت عند السادسة فجرَ اليوم إلى مطمر الناعمة فقط، فيما الترتيبات اللوجستية والإدارية الخاصة بتشغيل مطمرَي برج حمّود والكوستابرافا لم تكتمل بعد. وقال المرجع إنّ التعليمات أعطيَت إلى القوى الأمنية لمواكبة نحو 300 شاحنة ستتوجّه إلى المنطقة يومياً.
صحيفة “الأخبار” كتبت: “بدأت قُرابة الرابعة من عصر الجمعة 18 آذار، أعمال الجرف على شاطئ الكوستابرافا في الشويفات بمواكبة أمنية. لم يكن المشهد يعكس «استنفاراً أمنياً»، كما توحي توصية رئيس الحكومة تمام سلام لقادة الأجهزة الأمنية قبل أيام بـ«منع أي محاولة للإخلال بالنظام العام». غياب الاعتراضات أسهم بأن يكون مشهد ردم البحر «سلساً»، تماماً كما جرت العادة أن يكون عند أي عملية سطو على البحر. لم يعترض أحد من أهالي الشويفات طريق الجرافات، ولم يقفوا بوجه عناصر القوى الأمنية.
ويقول رئيس بلدية الشويفات ملحم السوقي: «نحن لسنا مع التحرّكات العشوائية وقطع الطرقات، نحن مع الوسائل الحضارية وسنلجأ إلى القضاء والقانون»، علماً بأن السلطة لجأت إلى فرض الخطة خلافاً لإرادة البلدية ولإرادة أهالي الشويفات عموماً، وفق ما يقول السوقي.
وفيما كان المقرّر أن تعقد خلية «أزمة الشويفات» مؤتمراً صحافياً مساء الجمعة لتعلن خطواتها التصعيدية، يليه مؤتمر صحفي «منسَّق» في عرمون للتوصّل إلى «موقف مشترك رافض»، وفق ما قال عدد من الناشطين لـ«الأخبار»، تأجّل مؤتمر «الخليّة» إلى أجل لم يُسمَّ، وأُلغي مؤتمر «الرفض» في عرمون، ليحلّ مكانه مؤتمر مُشترك بين وزير الزراعة أكرم شهيّب و«فعاليات منطقة عرمون وقرى الشحار». «نسف» الحاضرون الموقف الرافض المُرتقب، وخلصوا إلى القبول بإعادة فتح مطمر الناعمة «لمدة ستين يوماً فقط». وقال المتحدّث «باسم رجال الدين وبقية المجتمع المدني في عرمون وجوارها» إنه «بناءً على وعد الزعيم وليد جنبلاط، تم التوافق على الخطة (…) وأي خلل في الوعود التي أُعطيت لنا سيكون لنا موقف مواجهة». من جهته، قال شهيب إن «الأهالي وافقوا بمحبّة إنما بشروط، إذ لن يكون هذا المطمر إلّا لـ 60 يوماً»، مُضيفاً: «وعدي لهم دين».
قبل مؤتمر شهيّب بوقت قصير، كانت «حملة إقفال مطمر الناعمة» تُذكّر بوعود، كان راعيها شهيّب نفسه، آلت إلى تمديد المطمر 17 سنة «تحمّلنا فيها 70% من نفايات لبنان»، وفق ما قال الناشط أجود عيّاش.
وأضاف الأخير: «ذقنا طعم الهواء لمدة 8 أشهر، وها أنتم تعيدوننا إلى الوضع السابق (…) أهدونا معامل فرز وتدوير لا ملايين»، مُشيراً إلى أن «قرارنا: نستحقّ الحياة»، ولافتاً إلى أن القضية «مسألة كرامة». الجملة الأخيرة ردّدها شهيّب في المؤتمر، وذلك في معرض تشديده على «تضحية الأهالي»، وبالتالي «وعده بإقفال المطمر نهائياً بعد انتهاء مهلة الشهرين»، وقال شهيّب إن هناك «قيمة مالية مقدّرة بنحو 11 مليون دولار خُصّصت لمعالجة المطمر بعد الإهمال الذي لحقه على مرّ سنوات».
مصادر مقرّبة من سلام علّقت بـ«أن الخطة ماشية والباقي تفاصيل»، ومساءً أكّدت شركة «سوكلين» أن أعمال رفع النفايات ستبدأ عند السادسة من صباح اليوم.