كتب ميشال طوق: هذا أنا… وريث المقاومين الأبطال.
هذا المقال هو ردّ على مذكرات العميد جورج نادر وكان من المُفترض أن يُنشر في نفس الموقع الإلكتروني الذي ينشر المذكرات، خصوصاً بعد أخذ الموافقة الشفهية من المسؤول عن الموقع، لكن لظروف معلومة مجهولة، نُشر الردّ لدقائق معدودة فقط ومن ثم تم حذفه بالكامل، ولأهمية الرد على بعض مما جاء في تلك المذكرات كي لا تمر مرور الكرام، ننشر هذا الردّ على هذا الموقع المحترم، شاكرين الرفيق والصديق طوني أبي نجم على جرأته حيث لم يجرؤ الآخرون.
كنت أتمنى أن لا نعود الى تلك الحقبة السوداء من تاريخ لبنان التي عانى منها اللبنانيون جميعاً ما يفوق طاقتهم من القهر والظلم والحزن والموت والجوع والألم… حقبة المصائب والويلات والحروب التي دمرت لبنان وشردت اللبنانيين وهجّرتهم في وطنهم وفي كل أصقاع الأرض.
إلا أن البعض يأبى إلا أن ينكأ جراحها ويسلط الضوء على مآسيها ومِحنها، والأنكى، أن كل ذلك يأتي في سياق التباهي وسرد العنتريات بأسلوب يجعل من الراوي بطلاً لا يُقهر في وجه كل الأعداء!! فهل المصلحة الشخصية تبرر “نقث” كل هذا الحقد والكره، خصوصاً بعد أن قرر الجميع طوي هذه الصفحة الأليمة الى غير رجعة؟؟!!
على كل حال، فهذا لا يمنعنا من الرد على التضليل والغش وتحوير الحقائق وتزوير التاريخ، كائناً مَن كان الذي رواها وتباهى بها.
في سلسلة حلقات لم ينتهي نشرها بعد، للعميد المتقاعد جورج نادر، بدأها بطفولته مروراً بسنين الحرب اللبنانية، ورد فيها بعض المغالطات عن قصد أو غير قصد لا يهم، المهم أنه من الواجب توضيحها لأنها تخص المقاومة اللبنانية، أي القوات اللبنانية، وممنوع على أي كان مهما علا شأنه، أن يلطخ سمعة القوات اللبنانية ويؤرخ أحداث التاريخ بحسب مصالحه وأهوائه.
في بداية رواية العميد المحترم، والذي نقدر كل التضحيات والخسارات التي مُني بها من جراء الحرب، وهذه حالنا جميعاً، لأن الحرب لم تترك أحداً إلا وكوته بنارها، يقول في بداية الرواية إنه تأثر كثيراً بمشهد الأهالي مع بنادقهم الحربية موديل الـ 1936، كيف أتوا ووقفوا بجانب الجيش لقتال المسلحين من المنظمات الفلسطينية الذين إحتلوا بعض مراكز الأمن العام سنة 1973.
ثم يُكمل كيف إنقسم الجيش عند إندلاع الحرب في العام 75، وكيف تقطعت أوصال الوطن وكيف خُطف 11 عسكرياً من أبناء بلدته وقتلوا، وكيف هُجّرت قُرى بيت ملات ودير جنين وتل عباس ورحبة ومنجز… وكيف كانت تُسرق البيوت وتُدمر وتُحرق ويُشرد الأهالي وتُتلف حقول المزروعات، وكيف نظّم الأهالي أنفسهم مع العسكريين ودافعوا عن بلدَتَي القبيات وعندقت في وجه مسلحين من تنظيمات وأحزاب مُختلفة، إضافة الى جيش لبنان العربي، وصمدوا حتى دخول قوات الردع العربية. مع العلم، أن جيش لبنان العربي، هو مجموعة من العسكريين والضباط إنفصلوا عن قيادة الجيش اللبناني، وقاموا بإعتداءات على مراكز الجيش كما حصل في حمانا حيث سيطروا على الثكنة وإستولوا على أسلحتها، ناهيك عن عمليات القتل والتصفية التي قامت بها هذه الميليشيا المسماة جيش لبنان العربي!!
وقد إعترف العميد من خلال عنوان حلقته السادسة: الوطن المُشلع والجيش المقسوم، والدولة مُحتلة ولا تُسيطر فعلياً… إلا على محيط وزارة الدفاع!!!!
إذا يا حضرة العميد، ماذا كان علينا أن نفعل؟؟ هل كنا لننتظر دواعش القرن العشرين والذي أسميتهم “مسلحين من تنظيمات وأحزاب مُختلفة”، وهم بالفعل كانوا من كل أصقاع الدنيا، عراقيون، إيرانيون، باكستانيون، صوماليون، جزائريون، مغاربة، مصريون، سوريون، خليجيون… ومن كل المذاهب الإسلامية، لينصروا إخوانهم الفلسطينيين، تماماً كما يحدث اليوم مع داعش التي تستقطب المتطرفين من كل أصقاع الأرض ليقاتلوا معها، فهل كان علينا أن ننتظر قتلنا أو سبينا وتهجيرنا كما يحصل اليوم مع مسيحيي العراق وسوريا، لنحمل السلاح، خصوصاً أن مَن كان واجبه الدفاع عنا، كان مُقسماً بحسب ما تفضلت، وموجود فقط داخل ثكناته العسكرية؟؟!!
كلا، نحن لم نتكل على أحد يوماً ليدافع عنا. عندما كان أجدادنا على مدى 1400 سنة يقاومون الطغاة وجحافل الغزاة، كانوا مُتّكلين على سواعدهم القوية وإيمانهم العميق، الذي ساعدهم في الصمود مئات السنين، بالرغم من كل الظروف الصعبة التي مرّوا بها، ومغاور الوديان المُقدسة خير شاهد على بطولاتهم.
المقاومة يا حضرة العميد تحتاج الى أكثر بكثير من النقمة على الأوضاع والتحسر على الوطن والجيش الذي لا “يزبط”، كما قلت، أكثر بكثير من الأحاسيس التي راودتك عند مشاهدتك الجيوش المُحتلة، أكثر بكثير من بعض أخبار البطولات الفولكلورية التي لا فائدة ولا طائل منها.
المقاومة يا حضرة العميد تحتاج الى رجال قلوبها أكبر من صدورها، الى رجال شرفهم وكرامتهم أغلى من كل المراكز والحسابات والمُكتسبات ومن كل كنوز الأرض، تحتاج كما فعلنا بالضبط، الى رجال يحملون ما توفر من سلاح يواجهون به الموت المحتم في وجه كل المرتزقة الذين ذكرتهم لك، إضافة الى جيش الإحتلال السوري.
نعم، نحن المقاومة اللبنانية التي حافظت على النواة التي أعادت الحياة الى لبنان من جديد، ولا يحق لك ولا لغيرك، بنعتها بالميليشيا وعناصرها بالمسلحين وتلفيق الأخبار الكاذبة عنها، لأنه لولا تلك المقاومة، لكانت الدواعش التي مرّت بنا، سبت نساءك الجميلات، وغنمت أملاكك وطردتك منها، هذا إن لم تقتلك وتدفنك في أرضك، ولكان السلام على لبنان الى غير رجعة، لبنان الذي كان مُخططاً أن يكون الوطن البديل عن فلسطين.
فهل كانت لتبقى مؤسستك العسكرية وكل مؤسسات الدولة لولا كمية الشهداء الكبيرة التي دفعتها المقاومة اللبنانية في سبيل الحفاظ على الكيان اللبناني؟؟!! وبدل تقديرها وشكرها على كل ما فعلت، إنقضّيتم عليها كأنها طاعون قاتل، بينما باقي الوطن يعج بالعصابات والزعران ومحتل من جيوش غريبة، ولعجزكم عن تحرير شبر واحد من الأرض المحتلة، أردتم تسجيل ولو إنتصار واحد، فكانت الوجهة القوات اللبنانية التي ظننتم، وبسبب جهلكم، عذراً على التعبير ولكن هذا هو الواقع، ظننتم أنها لقمة سائغة يمكن السيطرة عليها بسهولة.
هناك بعض النقاط التي وردت في مذكرات العميد جورج نادر، فيها الكثير من المغالطات عن القوات اللبنانية، المقاومة اللبنانية، وعليه، من الواجب وضعها في إطارها الصحيح والحقيقي، ولن نغوص في تفاصيل الحروب والمعارك ومَن تسبب بها ومَن إستشرس على الآخر ومَن تصرف كالميليشيات والزعران… لأن الوقت لم يحن بعد لقول كل شيء، نعرف أن الحقيقة مهمة، ولكن الأهم توقيتها.
إستغربت وأنا أقرأ المذكرات، كيف أن حضرة العميد وصف ميلشيا حزب الله بالمقاومة الإسلامية، بينما وصف المقاومة المسيحية بميليشيا القوات اللبنانية!!
إستغربت أيضاً كيف أن حضرة العميد تناسى أن القوات اللبنانية بمقاومتها الجريئة، هي التي رسمت خطوط تماس المناطق الشرقية، من الأسواق الى المدفون والعاقورة وصنين والمتن وبعبدا وعين الرمانة، ومنعت الإحتلال السوري من السيطرة عليها اسوة بباقي المناطق اللبنانية!! وبطلب من قيادة الجيش في حرب التحرير، تمّ إعادة توزيع الجبهات حيث إنسحبت وحدات الجيش من عيون السيمان وسلمتها لوحدات القوات اللبنانية!!
تناسى حضرة العميد أن رئيس الجمهورية وقيادة الجيش هي التي طلبت من سمير جعجع أن يصعد الى الجبل للمساعدة في الصمود لمدة 72 ساعة لحين جهوز الجيش للدخول الى مناطق النزاع، وهو ما لم يحصل أبداً!!
ونسي حضرة العميد عند ذكره لمعركة سوق الغرب أن يقول إن القوات اللبنانية قصفت في ليلة واحدة أكثر من 20 ألف صاروخ وعددا مماثلا من القذائف المدفعية، لصدّ الهجوم الكبير الذي شنته وحدات الإحتلال السوري والميليشيات الحليفة، حيث كانت مرابض الجيش يومها تتعرض لقصف كثيف ومركز، ما أدى الى تعطيلها وإسكاتها بالكامل!!
نسي حضرة العميد أن عمليات مدفعية القوات اللبنانية كانت تتلقى أوامرها مباشرة من غرفة العمليات في وزارة الدفاع، بناءً على أوامر قائد القوات!!
نسي حضرة العميد أنه كان يوجد سرية وحدات خاصة جاهزة في محيط غاليري سمعان كقوة إحتياط في حال تمّ خرق جبهة سوق الغرب!!
تطرق حضرة العميد الى معركة 14 شباط ومن بعدها بشهر تقريباً، العملية التي كانت وحدات الجيش تستعد للقيام بها لإحتلال مركز قيادة القوات في المجلس الحربي. يقول في مذكراته إن القصف المدفعي السوري صبيحة 14 آذار سنة 1989، أي يوم إعلان حرب التحرير، هو الذي أفشل مخطط الهجوم على المجلس الحربي!!
هنا أسمح لنفسي بسؤال حضرة العميد، هل ما ترويه من أخبار نابع من ضميرك ووجدانك ومن الحقيقة المُطلقة التي تعرفها؟؟ أم أنك ترويها بالطريقة التي تخدم مصالحك الشخصية والسياسية؟؟!!
ما حصل في ليل 13-14 آذار 1989، هو مغاير تماماً للرواية التي وردت في مذكرات العميد جورج نادر. صحيح أن وحدات الجيش كانت تتحضر للهجوم على المجلس الحربي وثكنات القوات، وكانت الخطة تقضي بإرسال شاحنات مدنية “مشودرة” محمّلة بالجنود المدنيين، تلاقيها “فابات” الوحدات الخاصة من مغاوير ومكافحة وغيرها، التي كان مفترضاً أن تتسلل في مجرى نهر بيروت وصولاً الى الكرنتينا، فتتلاقى القوى في منطقة الكرنتينا وتباغت عناصر القوات اللبنانية الموجودة لحماية المقرات العسكرية هناك، ومن ضمنها، المجلس الحربي.
لكن ما أفشل الخطة ليس المدفعية السورية يا حضرة العميد، لقد علمت قيادة القوات اللبنانية بكامل تفاصيل العملية قبل ساعات من حصولها، وتمّ إستنفار الوحدات الموجودة وإستقدام وحدات من مناطق أخرى، ولو لم يكن سمير جعجع حكيماً وحريصاً على عدم إراقة نقطة دم واحدة في المنطقة الشرقية، لكانت أُبيدت القوة المهاجمة عن بِكرة أبيها، وأنت أدرى بما يحصل عند القيام بهجوم يعلم العدو مسبقاً بكل تفاصيله. بالمختصر، كانت لتكون مجزرة بكل ما للكلمة من معنى.
لكن هذا هو سمير جعجع الذي لم يترك أي تنازل يقدمه لقيادتك إلا وفعله، ودائماً بهدف إبعاد كأس قتال الإخوة في المنطقة الشرقية. لذلك، إتصل الحكيم بشاكر أبو سليمان وجورج سعادة والبطريرك صفير وغيرهم، ووضعهم في صورة الوضع، وطلب من أبو سليمان الإتصال بالجنرال عون وإبلاغه أن قيادة القوات اللبنانية تعلم بالمخطط الهجومي وكل وحداتها في حالة الإستنفار، وإذا أردت تنفيذ مخططك، فأهلاً وسهلاً بك.
هذا هو السبب الرئيسي الذي أدى الى فشل العملية العسكرية على المجلس الحربي، وعيب التحوير والتزوير الى هذه الدرجة.
أما ما ذُكر عن معركة أدما وكأنها معركة داحس والغبراء، أيضاً لن أتطرق الى التفاصيل، لكن يا حضرة العميد قلت في سياق حديثك إنه حتى الذخيرة الإحتياط نفذت، كذلك مربض الهاون 81 ملم، فقد نفذت ذخيرته تماماً، وقلت أيضاً إن الجرحى لم يكن بالإمكان معالجتهم، وحتى الأكل لم يكن متوفر، والإتصالات اللاسلكية مشوشة، ثم تقول إنك قررت تنفيذ خطة الإنسحاب الراجلة!! من أين تبدأ هذه الخطة وأين تنتهي؟؟ ألم تكن تعلم بالطوق المُحكم على أدما من كل الجهات ولا يمكن لأحد أن يتسلل خارجها، وأنت قلت إن مدفعية القوات كانت تسيطر بالنار على كامل المنطقة؟؟!!
عندما وصلت لجنة الوساطة في سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني وبأوامر واضحة من قيادة الجيش تقضي بالإنسحاب الكامل والفوري للقوى من أدما، إعترضت على فكرة الإنسحاب وقلت إنك لست مهزوماً، وتحتاج إلى القذائف فقط، وطبعاً الذخيرة والطعام وإخلاء الجرحى وكل ما الى ذلك!!!! من أين سيأتيك هذا كله؟؟ ألا تعلم أنه من المستحيل وصول أي شيء إليك، وأنت قلت إن هجوم القليعات الذي كان يهدف لإيصال الدعم إليك، قد فشل؟؟ هل نسيت أن كل العسكر تجمع في نقطة واحدة تمهيداً للإنسحاب كما تم، وقد حصل ذلك بعد وقف الهجوم الذي كان يتقدم على كافة المحاور تحت غطاء مدفعي كثيف؟؟!!
أليس مُعيباً تحوير الوقائع وإستغلال تضحيات الرفاق للظهور بمظهر البطل الذي لا ينحني، بينما الحقيقة مختلفة تماماً؟؟!! وهل تخرط في بال أحد، عنترياتك المُفترضة عند حاجز القوات على طريق إنسحابكم من أدما؟؟؟؟ حاجز مدجج بالمقاتلين ومدعوم بكافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وعسكر مُنسحب من أرضه بعد معركة كبيرة، ولن أستعمل كلمات مؤذية كما فعلت حضرتك، فالجاهل يعرف سلفاً نتيجة أي إشكال يحصل على هكذا نوع من الحواجز. ثم أليس مُعيباً التباهي بقتال إخوة لكم لم تتركوا سلاحاً إلا وإستعملتموه عليهم، ولم نر أحدا منكم يوماً يعتذر عما تسببتم به من مآسٍ؟؟
لقد قلت رأيك بأن الجيش خسِر المعركة لأنه لم يربحها!! أولا الجيش الذي تتكلم عنه كان كناية عن وحدات متمردة على الشرعية وعملياً كان ميليشيا تابعة لقيادة أيضاً متمردة على الشرعية. والذي أدى الى خسارة المعركة هو فشل القيادة في التخطيط السليم وفي تقدير موازين القوى وفي الرؤية الإستراتيجية الواضحة.
هذه القيادة بدأت معركة 14 شباط من دون أن تعرف ما هو الأفق والتبعات لهكذا معركة. ثم وبعد التحضير لهجوم على مراكز القوات وقيادتها في الليل، أعلنت في الصباح الباكر حرباً ضروس أسمتها حرب التحرير، حربا غير متكافئة كلياً، حربا إنتحارية بكل ما للكلمة من معنى. حربا بدأتها قيادتك من دون أي تنسيق مع القوى الاخرى التي تتشارك معها السيطرة على نفس الأرض والتي كانت توازيها قوة.
فشلت لأنها وبعد إستنزاف قواها في حربها العبثية المسماة تحرير، عادت وزجّت بعسكرها الى الداخل في حرب إلغاء القوات اللبنانية، أطلق عليها إسم عملية “هوفر”، نظراً لأنها كانت تعتقد، لسبب من إثنين، إما لقلة معرفتها، وإما لقلة تقديرها، أنها تحتاج الى 48 ساعة فقط لإنهاء العملية. فشلت لأن الحرب من دون عقيدة قتالية واضحة، حتماً مصيرها الفشل.
تلك القيادة شنّت حروباً عدّة وكان تقديرها خاطىء وفاشل جداً، حرب على إحتلال مجرم دمّر المناطق الشرقية، فكانت قمة في الفشل والإحباط، وحرب على قوة مُفترض أنها صديقة وهي التي ساعدت على الصمود في حرب التحرير، فكانت أفشل من سابقتها وأدّت الى تدمير ما لم تدمره حرب التحرير ثم الى دخول المحتل الى الأراضي المحررة، ثم تجد مَن كان يأتمر بأوامرها، يدافع عنها بالرغم من كل أخطائها المهولة، من دون أن يقول ولو كلمة عتاب واحدة على كل ما إقترفت قيادته من خطايا، والتي لم يصدر عنها أي كلمة إعتذار واحدة عن كل المآسي التي تسببت بها!!
رحمة الله على كل الشهداء الذين سقطوا في حروب فاشلة لم يكن من المفروض أن تحصل، وليتأكد كل مَن ساهم أو حرّض أو سهّل حصولها، أن دماء الشهداء والأبرياء التي ذهبت هدراً، ستلاحقه الى نهاية الدهر، وعذاب الضمير، وإن لم يشعر به في هذه الدنيا، سيقض مضاجعه في دنيا الآخرة، ولن تتشفع به لا بطولات وهمية ولا عنتريات إستعراضية.