إعتبر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أنّ الرئيس سعد الحريري شنّ منذ اليوم الاول لعودته الى لبنان هجوماً على “حزب الله”، ولم نر ايجابية في كل كلام الفريق الاخر في لبنان ايجابية الا باستمرار الحوار، مضيفاً: اذا كان نجاح الحوار بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” يحتاج الى لقاء مع الحريري فأنا مستعد له، والحل العادل لكل الافرقاء في لبنان هو النسبية في قانون الانتخاب لكنّ “تيار المستقبل” يرفضها.
نصرالله، وفي حديث لقناة “الميادين”، شدّد على أنّ لبنان لا يبنى الا على مبدأ الشراكة، متهماً حزب “القوات اللبنانية” بمحاولة دق اسفين بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” في مسألة رئاسة الجمهورية. وقال: علاقتنا مع حركة امل ورئيسها نبيه بري متينة وليست مبنية على ممارسة الضغوط، ونحن ملتزمون بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وفعلنا وسنفعل كل الممكن لوصوله الى سدّة الرئاسة.
وأضاف: طالما عون مرشح لرئاسة الجمهورية فنحن معه، ولا أعتقد أنّ الأمور ناضجة للحوار مع حزب “القوات”. نحن نريد رئيساً قوياً وثابتاً لا يُشترى بالمال ولا يخاف من الإعلام، والنائب سليمان فرنجية مؤهل لأن يكون رئيساً للجمهورية وهو حليفنا وصديقنا، لافتاً الى أنّ عون يمتلك الحيثيات لمنصب الرئاسة، وحين ندعمه لا يعني ذلك انّنا نرفض مرشحاً آخر، ونحن نتحمل مسؤولية أنّ فرنجية لن يصبح رئيساً للجمهورية لأنّنا ملتزمون بعون، ولست محرجاً اخلاقياً بل ملتزم. ودعا في سياق منفصل، الحكومة إلى دعم وتبني ترشيح الوزير السابق غسان سلامة لمنصب مدير عام منظمة “الاونيسكو”.
إلى ذلك، إستبعد نصرالله أن تشنّ إسرائيل عدواناً على لبنان في المدى المنظور، لافتاً الى أنّ إسرائيل لا تُقْدِم على حرب من دون موافقة اميركية.
وإعتبر أنّ ايّ حرب اسرائيلية على لبنان مغامرة ونتائجها مجهولة بالنسبة للاسرائيليين والاميركيين، مبدياً أسفه لأنّ بعض العرب يعملون لدى اسرائيل، لكنّ الاخيرة لا تشتغل عند احد.
وأوضح نصرالله انّ كلفة الحرب بالنسبة لإسرائيل مهمة جداً، مشيراً الى أنّ المقاومة تمكنت من خلال انجازاتها من ايجاد قناعة لدى اسرائيل بأنّ كلفة ايّ حرب باهظة.
وقال إنّ الاسرائيليين يعرفون انّ المقاومة تملك صواريخ فعالة يمكنها ان تصل الى ايّ نقطة في فلسطين المحتلة، وتهديدنا باستهداف خزانات الامونيا وضع الاسرائيليين في ارباك، مضيفاً: من حقنا ان نضرب ايّ هدف في فلسطين المحتلة بما فيها المفاعلات النووية اذا اعتدى الاسرائيلي على بلدنا، وايّ حرب على لبنان سنخوضها بلا سقف ولا حدود ولا خطوط حمراء. نحن لسنا في موقع تبادل رسائل مع العدو وان كان يحاول ايصالها، لكنّنا لسنا معنيين بالاجابة.
وإعتبر نصرالله أنّه من حق المقاومة والجيش والشعب في لبنان امتلاك ايّ سلاح يمكن البلاد من الدفاع عن نفسها، مشيراً الى أنّ الاسرائيليين يسعون منذ العام 2006 الى سدّ الثغرات التي واجهوها في عدوان تموز 2006، وينبغي على الاسرائيلي ان يتوقع ايّ أمر منا ولن نتسامح مع ايّ اعتداء.
ولفت الى أنّ هناك استباحة إسرائيلية لأجواء لبنان ليلاً نهاراً ولا يجوز السكوت عن هذا الأمر، معتبراً أنّ الاختراق الإسرائيلي للإنترنت في لبنان خطير جداً. وشدّد على أنّه من حق المقاومة أن تمتلك سلاح ردع لمواجهة الانتهاكات الاسرائيلية من أجل حماية البلاد، موضحاً أنّ القرار الروسي بالدخول إلى سوريا ليس أمراً مفاجئاً، بل نوقش على مدى أشهر على أعلى المستويات بين ايران وروسيا وسوريا وكنا على اطلاع.
وتابع نصرالله: نحن وإيران وسوريا وروسيا في موقع واحد في سوريا، والنقاش بين الدول الثلاث كان على مستوى القيادات العليا ووزارات الخارجية ورئاسات الاركان. نحن أطراف في التشاور من قبل الجانبين الايراني والسوري، والانسحاب الروسي من سوريا جزئي شبه كبير، مشيراً الى أنّ حجم الانجازات ضدّ التكفيريين في سوريا في الاشهر الاخيرة كبير، وأخذنا علماً بالقرار الروسي بالانسحاب الجزئي من سوريا قبل الاعلان عنه.
وأوضح أنّ روسيا وايران والقيادة السورية يريدون حلاً سياسياً للأزمة، لكن الطرف الاخر كان يرفض، وأنّ الاميركيين باتوا يبحثون عن البديل في سوريا، مضيفاً: الاميركيون ادركوا انّ البديل في سوريا بات “داعش” و”النصرة”، والحل السياسي هو عبر الوصول الى تسوية ما وليس عبر الإلغاء والاقصاء. ما يطالب به الطرف الاخر برحيل الرئيس بشار الاسد هو خداع سياسي ويهدف لتحقيق ما فشل به في الميدان، والأسد لا يمثل شخصه بل تياراً عريضاً في سوريا وحلفاؤه لن يقبلوا بترحيله.
وقال نصرالله إنّ السعودية هي التي تعطل بالدرجة الاولى ايّ حل سياسي في سوريا ومن ثم تركيا، معتبراً أنّ قرار مجلس التعاون الخليجي بتصنيف “حزب الله” إرهابياً هو قرار سعودي اولاً والباقون يرضونها. وأضاف: السعودية تملك سطوة المال والاعلام والفتوى والتكفير الديني والتكفيريين وتهدّد بها من يعارضها، ومن يعتبرنا حقيقة ارهاباً هم آل سعود وليس السعودية، كما أنّ هناك مشروعاً سعودياً بإلغاء المقاومة في لبنان ولدينا معطيات بهذا الشأن.
ولفت الى أنّ النظام السعودي سيعمل ليلاً نهاراً في كل مراكز القرار الدولي حتى لا يُنفذ الاتفاق الدولي مع إيران، مشيراً الى أنّ “حزب الله” ما زال يحظى بالاحترام والتأييد في العالمين العربي والاسلامي، وأنّ النظام السعودي لجأ إلى سلسلة خطوات ضدّ الحزب في لبنان وهو ليس حريصاً على بلدنا.
وشدّد نصرالله على أنّ كل ما قيل عن تسليح وتدريب “حزب الله” لاحد في البحرين هو كلام كاذب، مضيفاً: نحن لا نتدخل أبداً في البحرين، وعلى الوزراء العرب التدقيق في المعطيات التي تحدثت عن تدخلنا فيها. وعلى السعودية أن تبقي مشاكلها معنا ولا تسحبها على من لا علاقة لهم.
وقال: نحن ندعو ودعونا دائماً إلى الحوار السياسي في منطقتنا إلا مع عدونا الاسرائيلي، والنظام السعودي هو من يرفض الحوار السياسي مع ايران، والسعودي لا يريد حواراً لا مع إيران ولا مع سوريا ولا مع “حزب الله” لانّ موقعه ضعيف، معتبراً أنّ ما يمارسه النظام السعودي حالياً لم تمارسه الجاهلية.