نشر موقع “ME- Middle east eye” ما قال إنها بعض الحقائق عن إيران التي وصفها بالدولة الفارسية العنصرية، مؤكدا أنه لا يمكن إنكار أن إيران دولة متطرفة وممولة للإرهاب.
وذكر التقرير أن النظام الإيراني أصبح يجتهد في مغازلة الاستثمار الدولي بصورة مباشرة لإنعاش اقتصاده المتداعي، وبالرغم من أن الشركات الأميركية لا تزال “تتمنع” من الاستثمار في ايران، إلا أن ذلك ليس حال شركات مثل إير باص وبيجو الفرنسيتين، والاقتصادات الآسيوية المتقدمة مثل اليابان وسنغافورة اللتين بدأتا بإستثمار مليارات الدولارات في إيران.
وقال التقرير أن إعادة تأهيل إيران في الوجدان الغربي بعد توقيع الاتفاق النووي، وتقارب الرئيس الاميركي باراك أوباما مع ملالي طهران، جعل شركات كبيرة في قطاعي النفط والغاز، ومعروفة بعدم التزامها بالقواعد الأخلاقية، تعلن جهارا نهارا عن بدء الاستثمار في ايران.
وأضاف التقرير أن شركة النفط الفرنسية توتال وافقت على شراء النفط الخام الإيراني، مباشرة بعد رفع معظم العقوبات عن النظام الايراني.
ويأتي الإقبال الاقتصادي على إيران يقول التقرير من دون الالتفات الى انتهاكات حقوق الانسان ودعم الإرهاب والتطرف الذي تعرفه إيران، حيث يبدو أن السياسات المتبعة اقتصاديا قد انتصرت على ضرورة احتواء أكبر تهديد للإقليم والاستقرار الدولي بشكل عام.
ويتساءل التقرير من غير إيران أدخل الإرهاب على نطاق صناعي في العراق بعد عام 2003؟ ومن غير إيران أشعل النيران الطائفية ليس في العراق وحسب بل في سوريا ولبنان والبحرين واليمن؟
ويشفع التقرير التساؤل بذكر حقيقة بسيطة وهي أن ما يسمى بتنظيم “داعش” لم يكن ليجد له دورا من دون وجود السند الإيراني، فلا ننسى أن ايران والقاعدة لهما ارتباطات معا منذ التسعينيات.
ويضرب التقرير أمثلة على التطرف الإيراني والالتزام بالتكفير، أن إيران مثل القاعدة في اعتبارها من لا ينتمون إليها، من المرتدين لتبرير قتلهم، فقد أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي أن الشباب الإيراني يجب أن يتطوع للقتال ضد “الكفر” في سوريا، وكما هو معلوم يشير التقرير أن ايران تدعم وبشكل مباشر النظام البعثي بقيادة العلويين، والمتمثل ببشار الأسد في سوريا، في حملة الإبادة التي يمارسها ضد شعبه، وبالتالي فإن هذا المثال من التكفير موجه مباشرة إلى المعارضة السورية المناهضة للأسد من جميع الأطياف والألوان.
ويؤكد التقرير أن خامنئي في البيان نفسه أعلن أن باب الشهادة “فتح الآن مرة أخرى في سوريا”، وأكد أن الإسلام هو “قتال الكفر كما كان الحال خلال الحرب الإيرانية-العراقية”.
ويتساءل التقرير مرة أخرى لماذا العالم يعظم هاجس الخوف من “داعش”، علما أن إيران لا تختلف كثيرا عنه إيديولوجيا، لا بل وفي الواقع أن إيران تشكل تهديدا أكبر بكثير من “داعش”، ومرد ذلك لواقعها الفعلي بما تملكه من موارد الطاقة الهائلة، وجيش وبرامج الصواريخ البالستية بعيدة المدى، وربما إلى حد بعيد طموح الحصول على أسلحة الدمار الشامل، كالأسلحة النووية، بالإضافة إلى ترسانة الأسلحة الكيماوية الموجودة فيها أصلا.
ويضرب التقرير مثالا آخر على رعاية إيران للإرهاب وتصدرها لدول العالم الداعمة للإرهاب والتطرف لذلك أضحت ايران واحدة من أبرز دول العالم المصدرة للإرهاب والتطرف، بالمليشيات الشيعية وفرق الموت في العراق، و”حزب الله” في لبنان، والجماعات الإرهابية التي تتلقى تدريبا وتمويلا ودعما من قبل إيران، وحتى أولئك الناشطين في الإرهاب منذ 1970 مثل حزب الدعوة الحاكم في العراق، والذي يدين بوجوده في رأس سلطة الدولة العراقية إلى النفوذ الإيراني.
ويستغرب التقرير تجاهل الصحافة الغربية حقيقة أن جماعات مرتبطة مباشرة بالحرس الثوري الإيراني أو “الباسدران” باللغة الفارسية قامت مؤخرا برفع جائزة تبلغ 600000 دولار مقابل رأس سلمان رشدي مؤلف كتاب آيات شيطانية المثير للجدل، والذي كان الخميني قد أصدر مرسوما باسم الدعوة لموته في عام 1989.
ليس هذا فسحب بل إن مشكلة أخرى ووجهت بصمت مطبق تتمثل بالسجل البشع لعقوبة الإعدام في إيران، إذ ذكرت الأمم المتحدة مؤخرا أن إيران أعدمت نحو 1000 شخص في عام 2015 وحده، بما في ذلك الأحداث الجانحين والأطفال.
ويذكر التقرير بما قال إنه جريمة أخرى لإيران التي يقول إنها سيئة السمعة في تهريب المخدرات، وتعاطيها نتيجة التقسيم غير العادل للثروة في البلاد، وهي تنفيذ حكم الإعدام بحق كل رجل في إحدى قرى محافظة السيستان وبلوشستان.
وقال التقرير إذا كانت هناك دولة تتم إدانة كل ذكر في إحدى قراها بنفس الجرم ، فهذا مؤشر للدولة أن هنالك فساد عميق ومتأصل بطريقة الحكم، دفع قرية بأكملها للجوء إلى الجريمة، ولم يأبه بذلك لا الدولة الإيرانية ولا الصافيين والسياسيين الذين يبذلون قصارى جهدهم لتحسين صورة إيران.
ويختم التقرير بالقول أنه وبالنظر الى الدعم الإيراني لبعض أسوء المنظمات الإرهابية التي شهدها العالم على الإطلاق، ودعمها القوي لنظام الأسد وتشجيعها للمواطنين العاديين لاغتيال الكتاب، وسجل الاعدامات التي يصعب تصديقها، دعونا لا ننسى أن إيران “دولة متطرفة”.