كتب محمد بلوط في “السفير”:
المرض هو “العته الوعائي” أو “الخرف”، والمريض هو الملك سلمان بن العزيز. قصتهما التي بدأت في العام ٢٠٠٨، هي أحد أكبر أسرار المملكة، جريا على ما كانت عليه أمراض مَن صعدوا إلى العرش قبله في شيخوختهم، مع فارق وحيد أن اسلاف الملك سلمان قد عانوا في أبدانهم، وأمكن التعايش مع أمراضهم، وليس في أدمغتهم .
الملك الحالي يعاني، بحسب تقارير طبية، من قصور دماغي، من دون أن تتمكن هيئة البيعة (٣٤ عضوا من أبناء الملك عبد العزيز وأحفاده) من التدخل لعزله، كما يمنحها الحق بذلك نظامها الداخلي بسبب ضعف مَن تبقى من أبناء عبدالعزيز الأحياء وهم ثلاثة عشر، وسطوة إبنه الأمير محمد بن سلمان.
قبل أشهر، حذر الأمير السعودي سعود بن سيف النصر، من خطر أمراض الملك سلمان، على مستقبل المملكة. وقال الأمير في بيان، إنه ينبغي استبدال الملك سلمان بسبب “عجزه عن القيادة وإدارة شؤون البلاد والعباد اليومية ورئاسة مجلس الوزراء على نحو فعَّال وبسبب حالته الصحية وأمراضه العديدة.. ولم يعد سراً أن المشكلة الأخطر في وضعه الصحي هي الجانب العقلي الذي جعل الملك خاضعا بالكامل لتحكم إبنه محمد”.
لكن “سلمان” لن يستقيل، قبل أن يحسم، ولمصلحة نجله، الصراع على خلافته بين “المحمدَي “: بن نايف ولي عهده، وبن سلمان نجله وملك الظل الذي يمسك بالديوان الملكي، ووزارة الدفاع، واقتصاد الدولة عبر مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. فمنذ أن اقتحم “العته الملكي” المشهد، أضحى لاعبا يفرض على الأميركيين، والأسرة المالكة، والجهاز الديني السعودي، أي ثلاثي القرار الملكي السعودي، العمل خلال عام أو عامين، على استخلافه، أو وضع قواعد جديدة للتعايش معه، لن تتمكن مع ذلك، من وقف العد التنازلي الذي يحيق بأيام الملكية السعودية.
التشخيص الطبي لمرض الملك سلمان، كما نستعرضه (تفاصيل صفحة 10) يضع كل القرارات المتخذة منذ صعود الملك سلمان إلى العرش قبل ١٣ شهرا، موضع شك بأن يكون المركز الملكي قد اتخذها بنفسه. وينبغي من الآن فصاعدا قراءة كل القرارات الملكية الكبرى على ضوء تقدم تلف الخلايا الدماغية لدى الملك، وعدم الاكتفاء بالقراءات السياسية.
وبحسب معلومات طبية خاصة اطلعت عليها “السفير”، فإن النافذة الصحية والذهنية التي تسمح للملك سلمان بن عبد العزيز بمواصلة القيام بمهماته على رأس المملكة، تضيق يوميا. “السفير” اطلعت على جزء من الملف الطبي للملك سلمان الذي يخلص إلى أن الملك لن يكون قادرا خلال عام ونصف من الآن، بسبب تدهور حالته الذهنية وقدراته الفكرية، على اتخاذ أي قرار سياسي من تلقاء نفسه. والاحتمال الأخطر أنه لم يكن في الأصل قادرا على اتخاذ كل القرارات التي نسبت إليه منفردا منذ أعوام. ومع بلوغ مرض “التلف الدماغي” الذي يعاني منه منذ العام ٢٠٠٩ مرحلة متقدمة، لن يكون بوسعه قريبا، حتى أن يتواصل مع محيطه الاجتماعي.
ومنح الأطباء، الملك الحالي منذ العام ٢٠٠٩، مهلة من ٦ إلى ٨ أعوام، قبل أن يدمر التلف الدماغي ما تبقى له من قدرات ذهنية. وبحسب العد التنازلي للمرض، تقول المعلومات الطبية إن الملك سلمان، سيعاني من ازدياد التلف في الجزء الأمامي من الدماغ، في مساحة كبيرة من الخلايا، أولى نتائجها، وأخطرها، خصوصا لدى الملك الذي يقود البلاد: انعدام القدرة على اتخاذ أي قرار.