IMLebanon

الرئاسة تفتّش عن “الضعفاء”!

 

baabda-1

 

توقعت أوساط سياسية لصحيفة “النهار” أن تبدأ قريبا جولة التصفيات الجديدة للانتقال الى البحث عن مرشحين من خارج “دائرة الأقوياء”، خصوصاً أن مشاعر من الانزعاج الكبير تسود أوساطاً سياسية كثيرة من التحالف المسيحي بين رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع وزعيم “التيار الوطني الحر” ميشال عون، نظراً الى ما سيرتبه من نتائج في الانتخابات البلدية والنيابية، بحيث ستبرز قوة مسيحية جارفة ستأخذ بطريقها نواباً مسيحيين اعتادت كتل الطوائف الأخرى اختيارها.

من جهة أخرى، لا يخفي رئيس الوزراء تمام سلام أمام زواره تمنياته أن تعي القوى السياسية أهمية نزولها الى ساحة النجمة وممارسة واجبها الدستوري وانتخاب رئيس بما يحفظ حق الممارسة الدستورية لكل نائب، على أمل التوصل الى توافق على اسم قد يكون ثالثا أو رابعا، “فهذا لم يعد مهما بل المهمّ هو التوافق على شخصية تملأ شغور كرسي الرئاسة، لأن البلاد لم تعد قادرة على تحمل الآثار السلبية لهذا الشغور”.

في المقابل، نقلت صحيفة “السفير” عن مطلعين على موقف المقاومة، ان ثمة قناعة جديدة بدأت تطرح داخل بيت “8 آذار” خلاصتها أن السعودية توافق الآن على سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ولكن من يضمن أنه في المستقبل القريب قد تبقى ثابتة على موقفها خصوصا اذا حصل تعديل في موازين القوى المحلية لا يكون في مصلحة “حزب الله”، وحينها سنجد أن البحث انتقل الى مربع رئاسي جديد، وهو خيار المرشح الوسطي التوافقي، وبالتالي تسقط معادلة حتمية الاتيان برئيس من 8 اذار”.

ويقول أحد قياديي 8 آذار في معرض النقد الذاتي ان الحصار على “حزب الله” سيكبر يوما بعد يوم، وهناك احتمالات بقيام اسرائيل بشن حرب ضد الحزب وهناك معالم تسوية بدأت ترتسم معالمها في سوريا واليمن وثمة مؤشرات على احتمال فتح الأبواب الاقليمية، لذلك هناك مصلحة بانضاج تسوية ما في لبنان على قاعدة تمرير فرنجية في ظل تعذر خيار ميشال عون.

ويوضح المطلعون ان الرهان، ولو كان مستحيلا، هو على موقف استثنائي يقدم عليه الجنرال عون بتبني فرنجية استنادا الى ضمانة المقاومة بحفظ موقعه في العهد الجديد وكمدخل لمصالحة وطنية شاملة.

رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل تحدث الى “النهار”، فدعا مجدداً الى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا، وقال: “لن نقبل أن يفرض أحد علينا منطقاً لا يفرضه على نفسه، فعندما يقبلون جميعهم ان يختار أحد عنهم ممثليهم نحن نقبل بالأمر. ولكن ما دام الخيار الشعبي معنا يكونون هم من يخرج على الميثاقية ويعطلون رئاسة الجمهورية لأنهم لا يسمحون برئيس ميثاقي. علماً أن صفة الميثاقي لا تنفي انه ليس الوحيد الذي يمثل، لكنه الأكثر تمثيلاً”.

من جهته، أوضح عضو تكتل “التغيير والإصلاح” النائب آلان عون في تصريح لصحيفة “الجمهورية”، انه “لم يطرَأ أيّ تطوّر جديد على الملف الرئاسي، ما يَعني أنّ المواقف باقية على حالها و”التكتّل” ما زال يطالب بمعالجة المشكلة الرئاسية من الزاوية التمثيلية الميثاقية بدلاً مِن الاكتفاء بمعادلات رقمية لا تجيب على جوهر المشكلة”.

وأضاف: “اعتقد أنّ الانتخابات الرئاسية دخلت من جديد في مرحلة مراوحة طويلة، بعدما استنفدت الجهود والضغوط والمبادرات الأخيرة من دون إحداث أيّ خَرق”.

وعمّا إذا كان يتوقع حَلحلة أو تطوّراً في المدى المنظور، أجاب عون: “لا أرى أيّ خرق محتمل إلّا إذا حصَل حدَثٌ ما خارجيّ أم داخليّ يَسمح بكسر التوازن السلبي الذي نعيشه حاليّاً والذي يمنع حتى الآن الوصول إلى أيّ حلّ”.

صحيفة “الجمهورية” نقلت معلومات انّ زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للبنان، ولو انها مخصّصة اساساً لملف النازحين السوريين، ستتناول وجوب اجراء الانتخابات الرئاسية في ظل كلام يُهمَس به بشأن احتمال صدور قرار عن الأمم المتحدة في هذا الاتجاه.

من جهته، قال الرئيس نبيه بري أمام زوّاره إنّه لا يزال عند قوله “إنّ ثمرة الاستحقاق الرئاسي نضجت وينبغي قطفُها”، وردّاً على سؤال عن الجهة التي يوجّه إليها هذا الكلام، قال بري: “للجميع، وأوّلهم فريق 8 آذار”.

على خط “المردة”، أكّد عضو كتلة “لبنان الحر الموحّد” النائب سليم كرم، لصحيفة “الجمهورية” أنّ رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية مستمرّ في ترشيحه، فـ”البيك عندما يقول كلمة لا يتراجع عنها”.

وعن مشاركته في جلسة بعد غدٍ الأربعاء، قال كرم: “لا أرى حتى الآن أنّ الوضع سيَسمح لنا بأن نكون موجودين في المجلس يوم الأربعاء المقبل، عِلماً أنّنا نتمنّى كثيراً أن نحضر لننتهي من هذه المهزلة وننتخب رئيساً، لأنّ لبنان بحاجة ماسّة لرئيس جمهورية”. وأضاف: “لا أعتقد أنّ المعطيات الموجودة ستسمح لنا بالنزول إلى المجلس لأنّ الجلسة ستكون أسوأ بكثير من أن لا نكون مشاركين فيها”.

وتمنّى كرم أن يحضر جميع النواب “وليَربح من يربح، ومن يخسَر عليه تقبّل الخسارة، لأنّ من يريد خوضَ السباق الرئاسي عليه القبول بالنتائج الحسَنة والسيّئة، لا أن يقبل بالحسنة فقط ويَرفض السيئة”.

بدوره، قال عضو كتلة “المستقبل” النائب عمارحوري، لصحيفة “الجمهورية”: “سنستمرّ بالضغط في الموضوع الرئاسي، وسنحاول أن نحشد أكبر عدد ممكن، ولا أعرف الى أيّ حدّ يمكن أن يصل عدد النواب هذه المرّة، ولكنّه لم يعُد ضعيفاً. ولكن ندرك تماماً أنّ القضية ليست قضية عدد فقط، بل أيضاً نصاب سياسي”.

وهل من بشائر أمل أو تغييرات إيجابية تشي بانتخاب الرئيس في جلسة بعد غد الأربعاء؟ أجاب حوري: “إنّ الرئيس الحريري يملك معطيات إيجابية، وليس بالضرورة عن الجلسة المقبلة تحديداً، لكنّه أظهرَ تفاؤله باقتراب موعد انتخاب رئيس للجمهورية”.