علي (5 سنوات) وشقيقه حسين (3 سنوات) وقبلهما والدتهما جوسلين ضحايا عنف أُسري لا بل عنف أبوي يكاد لا يُصدّق بسبب الأذى الذي وثّقته جوسلين بمقطع فيديو كان فرصة النجاة الوحيدة لولديها ولها شخصياً.
قصّة علي الذي تعرّض له والده للضرب المبرح بواسطة “نبريش” بعد توثيق يديه، قضّت مضاجع الكثيرين الذين آلمهم التعرّض لطفل مهما كان ذنبه او خطأه… في الطيبة (قضاء مرجعيون) حيث تعيش هذه العائلة، لم يصدّق احد القصة سابقا، فكلّما شكت جوسلين من تعرّض زوجها لها بالضرب ولولديها كذّبها الكثيرون لأن سمعة زوجها محمد “حسنة” ولا يُتوقّع منه اي عمل بهذا السوء.
جوسلين وفي حديث لـ”النهار” روت معاناتها المستمرة مع زوجها وتعرّضه لهم بالضرب منذ زمن بحجج واهية كالتقصير في الواجبات المنزلية او تقصير الاولاد في المدرسة من دون رحمة او شفقة. ورغم مطالبتها المستمرة بالطلاق كان يرفض، الى حين تعرّض لها منذ رفترة بالضرب المبرح فقدّمت تقريرا من الطبيب الشرعي للمحكمة ومضى على تعهّد انّه في حال تعرّض لها مجدّدا يطلّقها ويمنحها كامل حقوقها. راوحت المعاناة اسابيع عدّة، فتارة تترك المنزل وتعود الى منزل ذويها وطورا تعود الى المنزل الزوجي من اجل الاولاد، والعنف مستمر والضرب مستمر…الى حين تمكّنت من توثيق لحظات الاعتداء على علي بعد ان كان ضربها وضرب حسين بالنبريش عينه فصوّرته من دون ان يدري وحفظت الفيديو وسيلة ضغط عليه لعدم استخدام العنف مجدّدا، لكنّه هدّدها بالقتل فهربت مع ولديها الى منزل ذويها فعاد واخذهما بالقوّة وانتزع منها الهاتف.
وتقول جوسلين انه بسبب عدم معرفته باستخدام الهاتف الذكي لم يشاهد الفيديو، وبعد اسبوع اقنعته بأنها محت الفيديو وتريد العودة الى اولادها فعادت واخذت الهاتف وهربت مجدّدا بالولدين ولجأت الى المحكمة للطلاق واضطرت الى التوقيع على التنازل عن الحضانة، وسلّمت الفيديو الى المراجع الدينية اثباتا لكلامها الذي لم يصدّقه سابقا الكثيرون. لم تحصل بعد جوسلين على الطلاق الى ان تسرّب الفيديو الى المراجع الامنية المختصة فأوقفت الوالد وحوّلته الى النبطية.
تخاف جوسلين من خروج زوجها من السجن خصوصا وانّها لم تحصل بعد على اوراق الطلاق واحتفاظه بولديه بحسب القوانين المرعية، مناشدة السلطات المختصة العمل على الاحتفاظ بحضانة اولادها في حال خروج والدهم من السجن “فهو لا يستحق ان يربّي الطفلين ولا يجوز تركهما معه، حتى انّ طفلّي باتا في حال نفسية صعبة يخافان دوما ولا يتركاني اطلاقا، يبكيان لأدنى الاسباب ولا يريدان العودة الى والدهما”.
علي نموذج لأطفال يقعون ضحية عنف أسري، فهل تجيز القوانين عودته الى حضن والده “المعتدي” في حال خروجه من السجن؟