Site icon IMLebanon

تجار زغرتا يشكون من تعثر الحركة الاقتصادية

zgharta-1

حسناء سعادة

«لا نعيش في جزيرة» وليست زغرتا بمنأى عن الازمة الاقتصادية التي تضرب لبنان بشكل عام» هذا ما أكده رئيس جمعية تجار زغرتا الزاوية جود صوطو، رداً على سؤال لـ «السفير» حول حركة السوق خلال الشعانين لدى الطواف الكاثوليكية، معتبراً «أن الفراغ الرئاسي ترك تأثيراً كبيراً على السوق، حيث الاعتقاد السائد انه مع تحرك عجلة انتخاب رئيس للجمهورية تتحرك العجلة الاقتصادية في البلد وبالتالي تتحرك الأسواق»، لافتاً الانتباه الى أن «الحركة قبل الشعانين لا بأس بها، لأن التقليد الزغرتاوي يقضي بأن يشتري الأهل ثياباً جديدة في الشعانين مع شموع وسلال العيد»، داعياً المسؤولين الى «معالجة الأوضاع سواء عبر انتخاب رئيس، أو عبر انتخابات نيابية تعيد العجلة لمؤسسات الدولة، وبالتالي للحركة الاقتصادية، لأن الوضع لم يعد يطاق والوجع ذاته في كل لبنان».
ويعتبر صوطو أن «الوضع في زغرتا قد يكون أفضل من غيره، لأن المحال التجارية بمعظمها تملّك وليست بالإيجار، ما يخفف العبء على التاجر، إلا أن اقتصار الحركة على موسم الأعياد لا يطعم خبزاً». متخوفاً من أن «تستمر الضائقة وتبقى الأمور كما كانت قبل موسم الاصطياف الذي يعول عليه اللبناني كثيراً».
«حركة السوق خجولة» يقول معظم التجار في زغرتا إنما ليست معدومة في موسم الشعانين» حيث يشير نبيل (وهو صاحب محل لبيع الملابس الولادية) إلى ان «الحركة لا بأس بها، ولكن الطلب يتركز على الأسعار المقبولة، فيما في السابق كان الزبون يتهافت على السلع الغالية لتكون ثياب أولاده الأجمل في الشعانين، في حين تسأل السيدة اليوم عن الثمن قبل أن تبدأ بقياس الثياب لأولادها، معتبراً أن «الوضع صعب على معظم العائلات لا سيما تلك التي لديها اكثر من ولدين». متسائلاً إلى «متى بإمكان التجار الاستمرار في ظل الركود الحاصل».
من جهتها تعتبر سلمى (صاحبة محل إكسسوارات وزينة الشعانين وشموعها) أن «الحركة جيدة والطلب هو على الأسعار المتوسطة والمقبولة نسبياً عند شريحة واسعة من المجتمع»، موضحة أنه «في الماضي كانت تكلفة الشمعة مع زينتها تصل الى حد الخمسين ألف ليرة أحياناً، أما اليوم فكل الشموع لا تتعدى زينتها العشرين ألف ليرة وهيهات من يشتري شمعة مزينة بل هناك من يعمد الى شراء الإكسسوارات ويزين شمعة ولده في المنزل».
هذا بالنسبة الى التجار الذين يملكون محالاً خاصة بالأولاد، أما الحركة التجارية الأخرى لناحية ملبوسات الرجال أو النساء فهي شبه معدومة، فيما ارتفعت على واجهات المحال التجارية يافطات التخفيضات التي يصل بعضها الى السبعين في المئة ولا تحرك ساكناً، فيما كان السوق يشهد في الماضي تهافتاً على الملابس والحلويات خلال موسم الأعياد، حيث تؤكد رانيا أن»هذه السنة ستزين سلة أولادها بالحلويات التي كانت تعتمد أيام أجدادنا حيث سيغيب عنها الشوكولا ليحل الملبس والزبيب والجوز في سلة «النقل» التي تحمل الى الكنيسة توفيراً للمال»، معتبرة أن «ميزانية معظم الأهالي باتت مهزوزة في هذا الزمن الصعب، والجميع يحاول الاختصار في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة بشكل عام». لا يخلو سوق زغرتا من المشترين، فزحمة المحال مقبولة نسبة لحجم الركود، إلا أنها قياساً للسنوات السابقة متراجعة جداً في شتى المجالات، ما دفع بالبعض إلى إقفال محالهم التجارية خوفاً من استمرار الخسائر»، حيث يفيد فؤاد أنه اختار الإقفال وعرض مخزنه للإيجار، علّه يعوّض بعض الخسائر التي تكبدها بسبب الأزمة الاقتصادية السائدة والتي برأيه ستؤدي حتماً إلى إقفال العديد من المحال التجارية لانعدام فرص الاستمرار والتعويل على موسم الأعياد فقط.