IMLebanon

هل تضيع “هدية” 14 آذار الرئاسية؟

nabi-berri-and-hassan-nasrallah

لفتت الوكالة “المركزية” إلى أنّه اذا كانت مكونات 14 آذار تحشد ما أوتيت من “قوة نيابية” على مداخل البرلمان عشية انعقاد الجلسة السابعة والثلاثين لانتخاب رئيس للجمهورية، علّها تؤمن حضورا يفوق الـ 72 نائبا الذي سجّل في الجلسة الماضية، ويقترب من نصاب الثلثين الذي يشترطه رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد الجلسة، بما يحشر المعطّلين، فان أي خرق ايجابي في جدار أزمة الاستحقاق لن يسجّل غدا، بفعل استمرار نواب “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” بتعطيل النصاب الى حين تأمين انتخاب رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون رئيسا، وهو ما أعلنه مجددا الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله أمس، في وقت يغيب أيضا المرشح رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية وكتلته لرفضه المشاركة في الجلسات من دون “حزب الله” المتمسك بعون، ما يعني ان مشهد حضور المرشِّحين وغياب المرشَّحين سيتكرر غدا تحت قبة البرلمان.

وفي السياق، تقول أوساط دبلوماسية عربية مقيمة في باريس لـ”المركزية” إنّ المراوحة الرئاسية مرشحة للاستمرار الى حين اتضاح الصورة سوريّاً وتبيان الصيغة التي سيقوم عليها النظام الجديد. وتلفت الى ان أبرز مكونات فريق 8 آذار سيما “حزب الله” لا يظهر استعجالاً لانجاز الانتخابات الرئاسية، ويفضل انتظار تبلور خطوط التسوية السورية ليبني على الشيء مقتضاه “الرئاسي”. فالصيغ المطروحة لسوريا عديدة، و”الحزب” يفضل تبيانها ودرس تأثيراتها على لبنان بتأنّ، قبل تحديد خياراته الرئاسية المناسبة.

الا انّ مصادر نيابية بارزة في 14 آذار تضع ما تسميها “مصادرة “حزب الله” لمفاتيح الاستحقاق” في خانة الضغط لفرض ضوابط تقلص صلاحيات رئيس الحكومة العتيد وانتزاع تغييرات في السلطة التنفيذية توسّع نفوذ المكون الشيعي فيها، بما يعزّز موقعه في القرار السياسي. الا ان السبب الأساسي في عدم تحريك “الحزب” أي ساكن للدفع نحو تحقيق الانتخابات سيما بعد دعم القوات اللبنانية لحليفه الاول العماد عون، فيتمثل في رفض ايران حتى اللحظة الافراج عن الاستحقاق والتخلي عن ورقته التي تنتظر ان تبيعها مقابل ثمن “ما” عندما تدق ساعة التسويات في المنطقة.

في المقابل، تقول الاوساط الدبلوماسية ان عامل الوقت ورياح الحلول والتسويات التي لا بد أن تلفح لبنان من بوابة الحل السوري الذي لن يأتي بين ليلة وضحاها في غياب النظرة الموحدة الى المرحلة الانتقالية من جهة والى الصيغة المثلى للنظام المستقبلي من جهة ثانية، لن تسير كما تشتهيه مراكب 8 آذار رئاسيا، لانها قد تقدم خيار الرئيس التوافقي على الرئيس الطرف. وتلفت في السياق الى ان الدعوة التي كررها الرئيس برّي أكثر من مرة في الاعلام وفي مجالس سياسية مغلقة، لمكونات 8 آذار الى الاستفادة من الفرصة المتاحة أمامها اليوم حيث قدمت لها 14 آذار هديتين رئاسيتين فبات المرشحان من بيتها السياسي، لم تأت من عدم، بل بنيت على قراءة صحيحة لمسار التطورات الاقليمية، فهل يسمعها “حزب الله”، أم أن مصالح طهران تسبق في حساباته مصالح لبنان عموما وفريقه السياسي الداخلي خصوصا، تسأل الاوساط.