تبدي اوساط سياسية لبنانية في باريس قلقها من امكان ان تحول المماحكات الداخلية والحسابات السياسية التي تتحكم بملفات لبنان عموما دون وصول اي من المرشحَين اللبنانيين لمنصب امين عام منظمة الاونيسكو، الوزير السابق غسان سلامة الذي اعلن ترشحه أخيرا ويبدو يحظى بدعم عربي واوروبي وحتى من داخل المنظمة نفسها اذ تقول الاوساط ان المديرة الحالية البلغارية إيرينا بوكوفا طرحت اسمه باعتباره أهلا للمنصب، وفيرا خوري لاكوي المتزوجة من الفرنسي جورج لاكوي والموظفة في مندوبية سان لوسي في المنظمة الدولية منذ 20 عاما وقد زارت لبنان اخيرا طالبة الدعم الرسمي لقرار ترشحها للمنصب في العام 2017.
وتقول الاوساط لوكالة “المركزية”، انّ منبع قلقها يكمن في امكان ان يعمد لبنان الرسمي الى ترشيح فيرا لاكوي في حين ترشح دول أخرى غير لبنان الوزير سلامة نظرا لما يتمتع به من مؤهلات تخوله تبوؤ هذا المنصب، علما ان سلامة كان طلب من الحكومة اللبنانية الدعم خلال اعلان ترشحه، فيظهر لبنان دوليا مرة جديدة بمظهر المنقسم على نفسه وفق المعلن في غياب الموقف الرسمي، من جهة ويتسبب الانقسام في اسقاط المرشحَين اذا ما وُضعا في موقع التنافس، خصوصا ان اكثر من شخصية عربية برزت على مسرح الترشيحات لكون الاتجاه السائد ينحو نحو انتخاب عربي لهذه الجولة، باعتبار ان تاريخ المنظمة لم يشهد وصول شخصية عربية الى منصب مدير عام على رغم ان المجموعة العربية ممثلة في المجلس التنفيذي اليوم من خلال لبنان وسلطنة عمان وقطر والسودان. وابرز المرشحين العرب حتى الساعة الوزير والدبلوماسي القطري حمد بن عبد العزيز الكوّاري، فيما لم تحدّد مصر بشكل نهائي من سيقع عليه الاختيار لتمثيلها، من بين أسماء متداولة، منها وزير التعليم العالي أشرف الشيحي، ومندوب مصر في اليونسكو محمد سامح عمرو، والسفيرة مشيرة خطاب. كما يبرز في هذا المجال اسم المدير العام المساعد سابقا أحمد الصياد وهو فرنسي من أصل يمني، ترك المنظّمة عام 2013، ثم عاد إليها سفيراً لليمن فيها. وقد تؤثّر مجمل الترشيحات العربية على فرص لبنان في الحصول على المنصب، فكيف بالحريّ اذا لم يتفق على مرشح واحد.
ومع بدء الدول التي تملك حقّ التصويت في المجلس التنفيذي، تشاوراً غير رسمي بشأن انتخاب مدير عام جديد لليونسكو خلفاً لبوكوفا، التي تنتهي ولايتها قبل منتصف العام المقبل، يصل الى بيروت بعد الظهر مندوب لبنان الدائم لدى الاونيسكو السفير خليل كرم للتشاور مع رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والمسؤولين في الموقف اللبناني من الترشيحات المطروحة لبنانيا، وامكان حصرها بواحد لرفع حظوظ لبنان في الفوز، علما ان الحسم سيكون، كما ترجح الاوساط، صعبا في ضوء موقع لاكوي في المنظمة حيث نسجت شبكة علاقات واسعة قد تسهم في تسهيل فوزها وهو ما حمل الوزير باسيل سابقا على اقتراح تعيينها ممثلة لبنان في المجلس التنفيذي والسعي لترشيحها رسميا لمنصب المدير العام، في حين ان سلامة يحظى بدعم فرنسي واوروبي، كما ان جهات عربية عدة ابدت استعدادها للمساهمة في مواكبة ترشيحه وجولاته على الدول لتسويق هذا الترشيح.