أوضحت اوساط سياسية واسعة الاطلاع لصحيفة “الراي” الكويتية ان قلق المجتمع الدولي والغربي حيال تداعيات الفراغ الرئاسي بات له موجبات أكثر في ضوء أحداث بروكسيل وما مثّلته من تطور هائل، علماً ان هذا القلق كان بدأ يتصاعد في شكل لافت في الشهرين الاخيرين.
وبحسب هذه الأوساط فإن جزءاً أساسياً من الدوافع التي أملت على الامين العام للأمم المتحدة زيارة لبنان، يعود الى الخشية الدولية من امكان إنزلاق الوضع اللبناني نحو متاهات خطرة، ما لم يجر تَدارُك الوضع إما بدعم البلد والحكومة في اجتياز المرحلة الانتقالية الشاقة التي يجتازها حالياً، وإما باختراقٍ سياسي عبر انتخاب رئيسٍ للبلاد.
وتشير الأوساط نفسها الى انه رغم الاهمية الكبيرة التي تكتسبها زيارة بان كي مون لبيروت في الظروف الحالية، فان الآمال المعلقة على نتائج زيارته لا تبدو بحجم الشكل المعنوي والديبلوماسي. اذ ان لبنان يأمل بزيادات كبيرة في المساعدات الدولية له لتحمُّل أعباء كارثة اللاجئين السوريين والذي يتوقّع ان تزداد في ضوء ما ستعزّزه تفجيرات بروكسيل من «فوبيا» النازحين و«غضبة» على العرب والمسلمين في الغرب.
وفيما لا يبدو أكيداً ان لبنان سيحصل على ما يبتغيه من رفع المساعدات رغم ان بان كي مون يأتي الى بيروت مع رئيس البنك الدولي ورئيس البنك الاسلامي، فان الجانب السياسي والديبوماسي من زيارة الامين العام للأمم المتحدة لا يشي بان هناك اي معطيات تسمح بالتفاؤل حيال أي تدخل دولي فعال مع الدول الاقليمية لا سيما منها ايران والدول الخليجية وأخصها السعودية من أجل الدفع نحو انتخاب رئيس للجمهورية.
وتقول الاوساط عيْنها ان تداعيات الإجراءات الخليجية والعربية بحق «حزب الله» لقيت تفهماً دولياً واسعاً ولو انها لم تقنع الغربيين ولا الامم المتحدة بموضوع وقف الهبات السعودية للجيش اللبناني. ولكن ثمة ما أثار مزيداً من المخاوف لدى هذه الاوساط وهو ان بان كي مون يأتي الى بيروت وسط تصاعد مناخ التهديدات المتقابلة بين اسرائيل و«حزب الله»، على خلفية التهديدات التي أطلقها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله مساء الاثنين محذراً من ردّ بلا سقف او بلا خطوط حمر على اسرائيل في حال قيامها باعتداء على لبنان.
وتعتقد الاوساط انه سيكون من المهم جداً الوقوف على رأي الامين العام للأمم المتحدة من الوضع في المنطقة وعبرها لبنان اذ ربما يحمل معطيات غير معروفة دفعته للمجيء الى لبنان في هذه الظروف الحرجة.