أكدت مصادر في تكتل “التغيير والاصلاح” لـ”المركزية” أن هناك احتمالا كبيرا بالنزول إلى الشارع. ذلك أن في ملف حقوق المسيحيين، لم تعد الأمور تمارس بخجل، بل بوضوح الشمس، وهنا لا بد من التذكير أن “الذمية” لم تعد تقتصر اليوم على الشأن السياسي. فعلى المستوى الاقتصادي، قد تكون الأمور أسوأ. من هنا، أتت مطالبة التكتل بغرفة جبل لبنان. فعندما نرى أن المسيحيين يشكلون ثلثي غرفة بيروت وجبل لبنان، ولا يحق لجبل لبنان بغرفة مستقلة، وفي غياب المداورة في رئاسة الغرفة، فهذا دليل جديد على “الذمية المطلقة” التي تعتمد في التعامل مع المسيحيين”.
وعن احتمالات الاستجابة الشعبية للنداء العوني المتوقع، ذكّرت المصادر أن “في السابق، كان للتحرك طابع سياسي، أما اليوم فهو متعلق بحقوق. وكل محاولات التعتيم على هذا الموضوع وجعله ثانويا غير صحيحة، خصوصا أن الأرقام دليل قاطع على الذمية في حق المسيحيين وتاليا، فإننا نتوقع تحركا أكبر بكثير، علما أن الضغط الاقتصادي واضح المعالم، وأننا نتحرك بناء على طلب جمهورنا، وجمهور القوات اللبنانية، ما يعني أن الجمهور المسيحي يرفض ما يجري”.
وفي ما يتعلق بالكلام عن استقالة عونية من الحكومة قبل اللجوء إلى الشارع، اعتبرت المصادر أن “الوقاحة بلغت حدا تستطيع معه الحكومة أن تستمر بغض النظر عن استقالة وزرائنا. بالنسبة إلينا، إن كانت الاستقالة تؤدي إلى تحقيق مطالبنا، فلا مانع من اللجوء إليها، غير أننا نزين أفعالنا اليوم “بميزان الصاغة”، وسنلجأ إلى أي تحرك يؤدي إلى نتيجة، لأن ما يهمنا هو الوعي الشعبي ونحن جاهزون لاتخاذ كل الاجراءات في هذا الصدد وكل الخيارات مفتوحة تحت سقف القانون”.
وردا على الحديث عن أن الاولوية في “الحقوق المسيحية” يجب أن تكون لرئاسة الجمهورية بدلا من مقاطعة الجلسات، أشارت إلى أن “من يتوقع أن حل رئاسة الجمهورية سيأتي من باب العدد مخطئ. فنحن اليوم في ظل مجلس نيابي غير شرعي، وهو بذلك استشاري أكثر من كونه مؤهلا لانتخاب رئيس للجمهورية. وذلك، فإن نغمة تحميلنا مسؤولية التعطيل لم تعد تقنع أحدا، ورئاسة الجمهورية يجب أن تكون ميثاقية، والرئيس العتيد يجب أن يمثل بيئته المسيحية على الأقل. من حق المسيحيين أن يكون لهم رئيس لكننا نتحرك لتفادي التمثيل المزور ولوقف انتخاب رؤساء لا يختارهم المسيحيون”.
وختمت المصادر العونية: “أمن الدولة مثال واضح لطريقة التعامل مع المسيحيين، وهذا أمر يجب أن يتغير. علما أن المسيحيين يحملون اليوم لواء الشراكة والحياة المشتركة. وإن كان شريكهم “يأكل” حقوقهم، فليست الطائفة المسيحية من يجب أن يلام. ونحن نتمنى أفضل العلاقات مع عين التينة التي لا نزال نعتبرها صمام الأمان لهذا الوطن ولا نريد تصعيدا معها”.
في المقابل، أعلن مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد وهبة قاطيشا عبر “المركزية” عن “نيّة تصعيدية باسم الديموقراطية تتوضّح معالمها بعد عطلة عيد الفصح، للضغط على القوى السياسية لانتخاب رئيس جمهورية له حيثية شعبية واسعة”، جازماً باننا “لن نُحدث فوضى واعمال شغب في الشارع، وانما التحرّك في شكل سلمي وحضاري لايصال صوتنا”.
واذ لم يُحدد شكل التحرّك، إما تظاهرة في الشارع او الدعوة الى اضراب عام وشامل في المناطق المسيحية”، اوضح “اننا نهدف من خلال تحرّكنا دعوة المسيحيين الى الاحتجاج على الوضع وتوجيه رسالة الى الشركاء في الوطن تُعبّر عن “نقمتنا” مما وصلت اليه الامور”.
وقال “دعوتنا للنزول الى الشارع لن توجّه الى القواعد الشعبية لـ “القوات و”التيار” فقط وانما ستكون دعوة عامة لكل المسيحيين بالتحرّك احتجاجاً على عدم انتخاب رئيس للجمهورية”.
ولم يتخوّف قاطيشا من “انحراف التحرّك عن مساره الحضاري والسلمي”، مشدداً على ان “المصالحة المسيحية استراتيجية ومهمة”.