IMLebanon

“الريجي” في ثمانينها أهدت “مجتمع الغد” خطة للتنمية المستدامة

regie1

 

سلوى بعلبكي

ثمانون عاماً هو عمر “الريجي”. ثمانون عاماً مرّت خلالها مؤسسة ادارة حصر التبغ والتنباك بمرحلة شيخوخة وهي في بداية عمرها حتى بلغ الأمر بالدولة ان تتخلى عن حضانتها وتسليمها الى القطاع الخاص. فكان لا بدّ من عمليات “جراحية” استنهاضية أجرتها الادارة الحالية لتستعيد بعدها نشاطها وشبابها التي حافظت عليه وهي في عمر الثمانين. فكان نتاجها الى رفد الدولة خلال الأعوام الخمسة الماضية بنحو 75,5% من إيرادات قطاع التبغ التي بلغت مليارين و666 مليون دولار، خطة غير مسبوقة للتنمية المستدامة.
الاحتفال بالثمانين أرادته إدارة “الريجي” أن يكون من مقر الرئاسة الثانية لتحتفل مع راعي شتلة التبغ رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حرّرها “من سجن الاقطاع والوصايات السياسية والقهر والإذلال”، وفق ما قال رئيس مجلس ادارة الريجي مديرها العام ناصيف سقلاوي، فكان الاحتفال مناسبة ليعبّر فيها الرئيس بري بكلمات ترجمت عشقه للشتلة التي “كتبت وحكت قصص كفاح ونضال شعبنا المطلبية وصموده ومقاومته للانتداب والاحتلال والحرمان منذ مئة سنة حيث التاريخ السابق امتداد لمقاومة غزوات لا تنتهي”. فكانت كلمات فيها الكثير من الإحترام والإجلال للأم والأب والمزارع والأرض والشهداء الذي اختصروا “حكايات تعب كانت لا تنتهي”.
ومن بوابة نضال هؤلاء دخل بري الى نضال إدارة “الريجي” ومشروعها “خطة التنمية المستدامة”، وهو مشروع برأيه “تستحق الادارة عليه التنويه والتقدير، لأنها استطاعت منذ ما قبل ذلك اثبات أن الدولة ليست ادارة خاسرة للموارد بل ادارة رابحة، وقطاع التبغ يمثل أنموذجاً في تحقيق ارباح عكس ادارات اخرى من المفترض أن لا تخسر، فكيف يخسر شريك المياه وشريك الضوء والى متى التحجّج بالعجز عن الجباية”.
وإدارة “الريجي” التي وفق ما قال بري “تسبح عكس تيّار الدولة نحو الدولة، هي اليوم في العيد الثمانين لادارة حصر التبغ والتنباك تبدأ تفسير حلم يتضمّن تحويل المؤسسة الى أنموذج على الصعيد الوطني كإدارة حديثة منتجة وتعبّر عن انطلاقة حيوية متجدّدة عبر خطة غير مسبوقة للتنمية المستدامة على مستوى القطاع العام باعتبار أن التنمية المستدامة واجب وليس خياراً”، وكذلك باعتبار أن هذا المشروع الذي يرتكز على حسن الجودة يلتزم دعم النمو الاقتصادي الوطني ويشارك في اعطاء قيمة اضافية للمجتمع المحلي ويحترم ويحقق سلوكيّات اقتصادية تحترم المحيط الاجتماعي والاقتصادي ويحفظ الموارد للاجيال القادمة”.
وجدّد بري تعهده العمل مع ادارة الريجي على تحقيق الآتي:
– صياغة ميثاق عمل اجتماعي وطني يؤمن نشر الضمان الصحي ويؤدي الى ضمان الشيخوخة.
– تنظيم قطاع زراعة التبغ وزيادة المساحات الزراعيّة والسماح بزيادة محصول التبغ بما يؤدي الى توفير المزيد من فرص العمل والعائلات المستفيدة.
– إطلاق المشاريع وفق الخطة لتحديث الصناعة الوطنية للسجائر، للمعسّل وصولاً الى السيجار.
– زيادة التأمينات والضمانات التي تمنع تحوّل المزارعين إلى ضحايا الكوارث الطبيعية.
– إعطاء الموافقة على دفع التعويضات عن المساحات المزروعة بالتبغ والمتضرّرة من جرّاء الاعتداءات الاسرائيلية إذا ما تعرضت للحريق أو تطلّب الامر تجريفها.
وفي عيدها الذي حضرته شخصيات اقتصادية ونقابية، لم تبخل “الريجي” في تقديم هدية “لمجتمع الغد” هي عبارة عن “خطة” اعتبرها سقلاوي “غير مسبوقة للتنمية المستدامة، تسعى من خلالها الى تلبية تطلّعات المتعاملين معها والارتقاء بنوعية حياتهم في الحاضر والمستقبل”. هذا الحسّ بالمسؤولية وفق سقلاوي “ليس بالجديد على إدارتنا التي وضعت باكراً على خريطة التنمية المستدامة فكانت من أولى المرافق العامة التي وعت أهمية دورها في تنمية المجتمع المحلي وأنجزت الكثير على مستوى العاملين والمتعاملين معها”. المشروع وفق ما قال سقلاوي لـ “النهار” بدأ في شهر ايلول 2015، وخلال 4 أشهر من العمل المتواصل تمّ وضع استراتيجيّة للتنمية المستدامة فريدة وخصوصاً في إدارة الحصر للسنوات العشر المقبلة، مستعينين بخبراء الجودة والمسؤولية المجتمعيّة لضمان تطبيق الممارسات والمعايير الدولية”. واعتمدت الخطة 5 أسس: الأول أشار اليه سقلاوي ويتعلّق بقضايا المستهلك، “إذ بما أن الناس لن تتوقف عن التدخين فإن مسؤوليتنا أن ننتج لهم منتج أصلي لا مزوّر”. الاساس الثاني يتعلّق بإشراك المجتمع المحلي وتنميته عبر العمل مع البلديات والمزارعين في الشمال والجنوب والبقاع ومع كل الهيئات والمؤسسات المحلية والدولية. أما الثالث فيتعلّق بإحترام حقوق الانسان وخصوصاً عمالة الاطفال اضافة الى بناء قدرات موظفينا وتوفير بيئة عمل منتجة. حماية البيئة هي الأساس الرابع الذي تسعى “الريجي” الى تحقيقه على أن تبدأ من مؤسساتها عبر خفض التلوّث الناتج من معاملنا وترشيد الطاقة وادارة نفاياتنا، وصولاً الى الأساس الخامس وهو تخفيف كلفة الانتاج.

تسهيل اجراءات العمل
وفي الحديث عن الانجازات، أشار سقلاوي الى أن “الأعوام القليلة المنصرمة شهدت تطوراً سريعاً على كل المستويات، وخصوصاً على الصعيد الاداري، إذ وضعت هيكليّة حديثة خفّضت عدد الاجراء من 4500 موظف الى ما دون الألف موظف، وسياسة مدروسة لبناء القدرات عبر إنشاء مركز التدريب بالتعاون مع معهد “باسل فليحان المالي والإقتصادي” واطلاق سياسة التحفيز كما ثقافة تقييم الأداء”. وأبرز أن نتيجة كل ذلك كانت أن “إيرادات قطاع التبغ بلغت في الأعوام الخمسة الأخيرة مليارين و666 مليون دولار، وبلغت حصة الخزينة منها 75,5%، في حين لم تبلغ هذه النسبة أكثر من 40% في فترة تولي الشركة الامتياز”.