عمر ابراهيم
القاسم المشترك الوحيد بين تجار الألبسة في طرابلس هو التنزيلات في الأسعار التي ملأت إعلاناتها واجهات محالهم لمناسبة الشعانين والفصح إضافةً إلى عيد الأم، بحيث تتزامن الاعياد الثلاثة مع بعضها، لكن من دون أن يكون لها أي انعكاس إيجابي على الحركة، كما كانت تتوقع غالبية التجار.
اعتبارات عدة ساهمت في تراجع الحركة التجارية في اسواق طرابلس، وربما يكون من ابرزها عامل الاكتفاء الذاتي في بعض المناطق الشمالية، والتي باتت تضمّ أسواقاً لبيع كل السلع وبأسعار تنافسية في بعض الأحيان، ما حرم الاسواق الرئيسية في المدينة من أعداد كبيرة من الزبائن كانوا يقصدون هذه الأسواق للتبضّع في كل المناسبات والأعياد.
لكن غياب الزبائن في بعض الأسواق لمصلحة الاسواق المناطقية، لم ينسحب على كل اسواق طرابلس، حيث سجلت الأيام الماضية حركة زبائن مقبولة في اسواق طرابلس القديمة ومنها سوق القمح للألبسة والذي جرى تأهيله مؤخراً، وذلك للاستفادة من الأسعار المخفضة التي تقدّمها تلك الأسواق وتناسب دخل الفقراء ومتوسطي الدخل في المدينة وفي بعض القرى والبلدات الشمالية.
وبدت أسواق طرابلس الرئيسة على حالها، حيث لم تشهد أي حركة لافتة في فترة الاعياد، برغم استباق التجار بالإعلان عن التنزيلات وحسوم الاسعار، في محاولة منهم لتشكيل عامل جذب واستقطاب، الا ان ذلك لم يسهم في تنشيط الحركة، حيث تؤكد غالبية التجار ان عيد الشعانين لا يعول عليه كثيراً لدى تجار المدينة، الا انهم يأملون أن يرفع عيد الام وعيد الفصح من وتيرة الحركة، مما قد يعوّض عليهم.
ويقول حسين المير صاحب محل البسة في منطقة التل بطرابلس: «الحركة عادية جداً ولم تتغيّر خلال الأيام الماضية، فهناك حركة زبائن ولكن يبدو أنها فقط لإجراء مقاربات على الاسعار».
وأضاف: «اسعارنا تنافسية وهي تراعي دخل الجميع، ولكن الوضع الاقتصادي الضاغط ووجود أعداد كبيرة من الأسواق المحلية في بعض المناطق ساهم في تراجع الحركة في العيد».
بدوره أكد أحمد السعيد صاحب محل البسة في شارع عزمي أن «الحركة في هذا العيد مغايرة كلياً، لما كانت عليه العام الماضي، حيث شهدنا توافد عدد من الزبائن من مناطق شمالية، وحتى الأمس لم نلحظ وجودهم، على الرغم من التنزيلات التي تستهوي البعض وهناك أيضاً حركة في الأسواق ولكنها الى اليوم من دون بركة».
وأضاف: «الناس تأخذ فكرة عن أن أسواق طرابلس الرئيسة بأنها غالية السعر، مما دفع بالبعض منهم للتوجه الى الاسواق القديمة. وهناك حركة لافتة وإقبال على الشراء، خصوصاً في بعض الاسواق القريبة من المناطق الشعبية والتي يقصدها أيضاً زبائن من خارج المدينة».