عقدت لجنة مكافحة مرض عين الطاووس إجتماعا، في اطار استمرار عمليات مكافحة المرض في سهل الكورة، وتم مناقشة آخر التقارير حول أسباب خطورة استفحال المرض وطرق القضاء عليه. ثم كانت وقفة تضامنية مع سهل الكورة، بمشاركة ممثلي تجمعات المزارعين في البلدات المصابة بكارثة مرض عين الطاووس الفطري.
ووجه رئيس الفرع الزراعي في الإتحاد الوطني العام للجمعيات التعاونية في لبنان جورج قسطنطين العيناتي رسالة إلى الحكومة تساءل فيها عن تحول سهل الكورة إلى البؤرة الأخطر لمرض عين الطاووس في العالم، الجواب هو مقالع التراب الأحمر التي حفرتها مصانع إسمنت شكا منذ القرن الماضي على مساحة أكثر من أربعة آلاف دونم تحولت إلى بحيرات ومستنقعات أدت إلى ارتفاع كبير في الرطوبة، واستفحال مرض عين الطاووس بشكل كارثي كما تؤكد جميع تقارير اللجان العلمية، إضافة إلى المطر الأسيدي الذي تنشره مصانع هذه الشركات والذي يتحول لدى تفاعله مع الرطوبة إلى مادة كاوية قاتلة للشجر تؤثر على التركيب المورفولوجي للأوراق وتحرقها، ما سبب خسارة مواسم مليون شجرة زيتون، أي خمسين مليون دولار سنويا لأكثر من خمسين عاما، إضافة إلى القضاء على نصف مليون شجرة زيتون تاريخية بالكامل.
ولفت الى إن هذه الرسالة هي بمثابة إخبار للوزارات المختصة بأن أسواق لبنان ومناطقه الزراعية تم إغراقها بالزيت المستورد بشكل لم يسبق له مثيل من بلدان تدعم زراعة الزيتون بشكل كبير، ما يوجب تطبيق قانون حماية الإنتاج الوطني وقانون مكافحة الإغراق ومنع استيراد زيت الزيتون بشكل نهائي. وإن الدولة اللبنانية تتحمل مسؤولية القضاء على إنتاج زيت الزيتون اللبناني وتهديد زراعته واستبدال زيت زيتوننا الشريف بنفايات الزيت المستورد.
واشارت الدكتورة سمر النجار الى أن الكورة لم تعد مكانا صالحا للحياة بعد تسجيل أكبر نسبة وفيات بالسرطان فيها وأكبر نسبة تلوث بيئي، معتبرة ان “آثار الجريمة البيئية التي قضت على سهل الكورة أمامكم”. وطالبت بإقفال الشركات قبل فوات الأوان. وكل يد توقع على تغيير تصنيف أراضي الكورة الزراعية إلى أراضي مقالع سنقطعها من العنق.
ولفت المزارع وجدي النحيلي إلى أن آثار الجريمة البيئية الإرهابية التي تعرض لها سهل الكورة لا يمكن إزالتها بمئات السنين. زيتون الكورة عمره آلاف السنين يقضى عليه بهذا الشكل الإرهابي؟، واصفا “الوقفة التضامنية مع سهل الكورة، وقفة الوفاء لسهل الكورة، التي تقضي بإزالة آثار شركات الموت السوداء ومنع استيراد زيت الزيتون والسماح باستيراد الإسمنت بنصف السعر الذي تبيعه شركات الإحتكار للشعب اللبناني بعد أن سرقت تراب هذا الشعب وقضت على حياته”.
واكد مختار داربعشتار إدمون أبي غصنب أن “إنتاج لبنان يكفي أربعة أضعاف الإستهلاك وقد دخل إلى لبنان أكثر من أربعة أضعاف الإنتاج بنصف السعر وهو بحوالي 40$ للتنكة لأنه مخلوط بزيوت مزورة، مشيرا الى عدم استيراد الزيت ومنعه، وفي حال عجز الدولة عن منع استيراد زيت الزيتون، فإن أحدا لن يلوم المزارعين إذا قاموا بإقفال الطرقات.
وأعلن ميشال تامر ان الشركات التي حفرت هذه المقالع وقضت على سهل الكورة يجب أن يحاكم أصحابها كمجرمي حرب، مؤكدا ان “قيمة الخسائر التي سببها مرض عين الطاووس تتعدى 4 مليار دولار على هذه الشركات أن تدفعها مرغمة إضافة إلى ضعف هذا المبلغ تعويضا لشهداء مجزرة السرطان في الكورة وتغيير معالم وخارطة الكورة”.
كما وجه رئيس بلدية اميون غسان كرم رسالة من ميلانو في ايطاليا قال فيها: “ان توزيع أي أدوية نحاسية يجب أن يتم عبر البلديات وتسلم لها الكميات المخصصة وتقوم بتوزيعها على المزارعين بعد أن تتأكد من أنهم سيقومون برشها على أشجار الزيتون وليس على أشجار التفاح واللوزيات، فإن البلديات التي أثبتت خبرة ومصداقية في مكافحة مرض عين الطاووس هي صاحبة القرار بتوزيع أدوية مكافحة مرض عين الطاووس ولن نقبل بتسليمها لاي جهة اخرى”.
وكانت هناك مداخلات لجوني موسى الذي طالب بتحرك حكومي الى جانب التحرك الشعبي لدرء الخطا والخطر. اما رفيق جبور تساءل كيف ان بعض المستوردين أنفسهم هم أعضاء في اللجنة التي تعطي شهادات المنشأ؟. اما رئيس جمعية وصية الارض فارس ناصيف اكد الاستمرار في الدفاع عن صحة الانسان وبيئته ليس في الكورة وحسب بل في جميع لبنان”. واشار الصيدلي شوقي الشماس الى ان مقالع التراب الاحمر ادت الى تغيير خطير في البيئة وارتفاع ملحوظ في معدل الرطوبة التي ساهمت في انتشار مرض عين الطاووس، وسائر الامراض الصحية.
واهاب رئيس بلدية بترومين لويس قبرصي بالدولة تكليف من يلزم لرش سهل الكورة بكامله بالتنسيق مع البلديات.