منذ ثمانية أشهر، واسم شركة “سوكلين” لا ينفكّ يُطرح في أي خطّة حكومية لحل أزمة النفايات التي عصفت بلبنان منذ إقفال مطمر الناعمة في 17 تموز 2015. اليوم، عادت الحكومة إلى تفويض الشركة نفسها بمهمات جمع النفايات وطمرها في مطمر الناعمة، الذي أعيد فتحه لمدة ستين يوماً، ليصار لاحقاً إلى إقفاله بشكل نهائي، من دون الإعلان عن حجم الأموال التي ستتقاضاها “سوكلين” مقابل ذلك.
في ظل تأجيل الإعلان الرسمي لكلفة جمع النفايات ونقلها إلى مطمر الناعمة خلال مدة الـ60 يوماً التي أعلنتها الحكومة، هناك سيناريوهان لاحتساب الأموال التي ستتقاضاها الشركة خلال هذه الفترة، وهما.
السيناريو الأول، يفترض أن الشركة، لا تقوم سوى بجمع النفايات المتراكمة في الطرقات والمكبات العشوائية لطمرها في المطمر، وبالتالي يجب أن تتقاضى، 26 دولاراً عن جمع الطن الواحد من النفايات و37 دولاراً عن طمره. ولذلك، فإن كلفة جمع وطمر 350 ألف طن من النفايات، وهي الكمية التي اتفق على إدخالها مطمر الناعمة خلال الفترة المحددة، ستبلغ نحو 22 مليون دولار، وذلك من دون احتساب كلفة نقل النفايات إلى المطمر والتي تقدّر بنحو 3 ملايين دولار.
السيناريو الثاني، يفترض أن “سوكلين” ستتقاضى نحو 150 دولار عن كل طن نفايات، أي نحو 60 مليون دولار مقابل إزالة 350 ألف طن من النفايات، على اعتبار أنها تقوم بمهمات الفرز والنقل والمعالجة، وفق ما تنص عليه العقود، وفق ما يراه الخبير الإقتصادي جاسم عجاقة في إتصال مع “المدن”.
فعلياً، بدأت “سوكلين” تنفيذ خطة الحكومة، برفع النفايات المتراكمة على الطرقات وفي المكبات العشوائية، منذ يوم السبت الفائت. ويؤكد عضو الحملة الأهلية لإقفال مطمر الناعمة، زياد المهتار، لـ”المدن”، أن “عدد الشاحنات التي تنقل النفايات إلى المطمر يومياً يقدر بنحو 350 شاحنة، تراوح القدرة الاستيعابية لكل منها بين 22 و26 طناً”. إنطلاقاً من هذه الأرقام، تقدر كمية النفايات التي نقلت إلى المطمر منذ يوم السبت الماضي حتى مساء الأربعاء، بنحو 41 ألف طن، فيما يقدر المعدل الوسطي لكمية النفايات بنحو 8400 طن يومياً.
والحال أنّ استمرار إدخال الكمية نفسها إلى المطمر يومياً، يعني أن الكمية المتفق عليها سيتم تجاوزها قبل موعد الإقفال النهائي. إذ تقدر كامل الكمية التي سيتم نقلها الى المطمر طوال فترة الشهرين، بنحو نصف مليار طن، وهذا “ما يتم الترويج له في اليومين الأخيرين”، وفق ما أكده لـ “المدن” عضو الحملة الأهلية لإقفال مطمر الناعمة فريد غرزالدين.
وتختلف المبالغ التي يتقاضاها أصحاب الشاحنات بين منطقة وأخرى، بحسب طول المسافة. والكلفة عموماً تتراوح بين 8 و12 دولاراً للطن. فمثلاً، بلغت كلفة نقل الطن الواحد من قضاء عاليه إلى المطمر 8 دولارات، فيما بلغت كلفة نقل الطن من منطقة الكرنتينا في بيروت إلى المطمر نفسه 12 دولاراً. ويتعامل السائقون مع أكثر من متعهد، من بينهم “سوكلين”. إلا أن إحتساب هذه الكلفة لا يعني أبداً، أنها كامل مستحقات “سوكلين” التي ستتقاضاها عن جمع النفايات المتراكمة حالياً وطمرها.
من جهة ثانية، سيوزع على البلدات الأربع المجاورة للمطمر، وهي عرمون وبعورته وعبيه والناعمة، مبلغ مليوني دولار، ما يساوي 6 دولارات على كل طن من النفايات، بموجب الاتفاق المعقود مع الأهالي لإعادة فتح المطمر. وقد حدّد موعد تسليم الأموال إلى البلديات بعد إجراء الانتخابات البلدية، كي لا يتم صرف الأموال لغير الحاجة التي خصصت لها، وفق ما يؤكد غرز الدين لـ”المدن”، إذ يفترض تخصيص هذه الأموال لإقامة مشاريع لمعالجة النفايات في المنطقة.
