لا تزال بعض المجموعات في لبنان رهينة التطرّف والتعصب، كلّما عبّرت عن مفاهيم وأفكار مغالطة، أساسها وجوهرها إثارة الفتنة وضرب أسس ومبادئ ما اتفق عليه اللبنانيون منذ الاستقلال، والذي تجدّد مع بدء عهد الاستقلال الثاني في العام 2005، وهو أن لبنان هو واحد لكل مكوناته، وكل مكون يعيش فيه ضمن خصوصيته الثقافية والدينية والسياسية. وهو امر يشدد عليه من يمثلون “الإسلام المعتدل” في لبنان، الذين لا يتركون مناسبة إلا ويؤكدون فيها على المناصفة، واحترام الوجود المسيحي بوجوهه كافة.
إلا ان بعض الأفكار المتزمتة والرجعية، مصرّة أن تبقى في جاهلية التاريخ، وآخر هذه الظواهر، اعتبار عيد “البشارة” من قبل بعض الإسلاميين المتشددين، ونعني هنا، “حزب التحرير”، انه يشكل هجمة شرسة على “المفاهيم الإسلامية”.
إذ تفاجأ اللبنانيون فعلا، بدعوة أوردها “حزب التحرير” على مواقع التواصل الاجتماعي، سمّاها “دعوة حوار”، حملت عنوان “الهجمة الشرسة على المفاهيم الإسلامية عيد البشارة مثالاً”، ويدعو المواطنين إلى المشاركة في الحلقة التي تبث عبر مواقع التواصل. علماً أن الأسلوب والجوهر الذي ينطلق منه منظمو هذه الدعوة لا يمت إلى الحقيقة وإلى معرفة كنه الأمور بدقة، لأن أحدا لا ولم ولن يقبل بالمناقشة والحوار بشأن ثوابت إيمانية ودينية تخص مكوناً من مكونات المجتمع اللبناني.
وباتت هذه الدعوة تشكل في مضمونها وخلفياتها إثارة للنعرات الطائفية في لبنان وتحريض ضد الاعياد المسيحية، خصوصاً أنّ السؤال المطروح هو “أين الإهانة أو الهجوم الذي يحمله احتفال عيد “البشارة” الذي هو عيد لدى الطوائف المسيحية، والذي يشكل باعتراف العديد من المراجع الوطنية الاسلامية انه عيد الوحدة بين الديانات السماوية.
من هنا، المطلوب أن يشكل هذا التقرير إخباراً للأجهزة القضائية المختصة وللنيابة العامة للتحرك بسرعة لمنع بث الحلقة ووضع كل الضوابط التي تمنع الفتنة والتحريض على الأعياد المسيحية، والتي تحمي أيضاً خصوصية وحرية تعبير ومعتقد كل طائفة في لبنان، فكيف بالأحرى الطائفة التي كانت الأساس في تكوين بلد اسمه لبنان.
بالصورة… الدعوة التي وردت على مواقع التواصل والتي تحرض على الأعياد المسيحية…
“بسم الله الرحمن الرحيم
كونوا معنا هذه الليلة إن شاء الله في حوار مباشر من طرابلس – لبنان
بعنوان: (الهجمة الشرسة على المفاهيم الإسلامية عيد البشارة مثالاً)
ضيف اللقاء: الأستاذ أحمد القصص
التاريخ الخميس 24-3-2016
الوقت 9:30 مساءً بتوقيت المدينة المنورة نستقبل أسئلتكم للضيف الكريم من خلال تعليقاتكم على دعاية الحلقه في صفحتنا على فيسبوك حياكم الله.”