موريس متى
بعد أشهر من المفاوضات الشاقة، أبصرت عملية استحواذ بنك بيبلوس على بنك فرعون وشيحا النور ضمن صفقة قدرت قيمتها بنحو 91 مليون دولار، تضاف الى عمليات الاستحواذ التي يشهدها القطاع المصرفي اللبناني منذ أعوام. لكن هذه الصفقة وبعض تفاصيلها رفضها موظفو بنك فرعون وشيحا مما دفعهم الى الاضراب لـ24 ساعة، حتى حصلوا على تعهّدات من إدارتهم بتحقيق مطالبهم.
أنهى موظفو فروع بنك “فرعون وشيحا” إضرابهم الذي بدأ أمس بعد اجتماع عقدته الإدارة عند السابعة صباح اليوم مع لجنة تمثل الموظفين، واتُفق على أن تدفع الإدارة بدل الإكراميات للموظفين ما يوازي 8 أشهر، على رغم أنَّ الموظفين كانوا يطالبون ببدلات توازي 12 شهراً، على ان تُدفع هذه الاكراميات حال تسلم إدارة بنك فرعون وشيحا أموال عملية البيع، كما أعلنت الإدارة موافقتها على صرف الزيادات على الرواتب المستحقة للموظفين وتصل نسبتها الى 3% سنويا. وفي هذا السياق علمت “النهار” ان إدارة بنك بيبلوس هي التي ستتكفّل بدفع هذه الزيادات عند إكتمال عملية الاستحواذ مع مفعول رجعي، وأن إدارة بنك فرعون وشيحا وافقت على إطلاع الموظفين على مضمون البروتوكول الذي يحدّد مسار عملهم بعد إتمام عملية الدمج مع بنك بيبلوس، إضافة إلى حجم التعويضات التي ستُصرف لمن يرغب في الإستقالة. وفتحت الإدارة باب التفاوض مع اللجنة التي تمثل الموظفين في شأن بعض بنود هذا البروتوكول. وعلمت “النهار” أنَّ عملية التنازل الكاملة عما تبقى من أسهم اكتملت نهائياً، الأمر الذي يعني أنَّ بنك بيبلوس أكمل عملية استحواذه الكاملة على مصرف فرعون وشيحا والأنظار موجهة إلى مصرف لبنان لإعلان مباركته للعملية ونشرها إلى العلن على أن يعمد بنك بيبلوس بعدها، وضمن اتفاق مع مصرف لبنان المركزي، إلى دمج أصول فرعون وشيحا وموجوداته ليتم شطب رخصة المصرف بعدها مباشرة. وبحسب مصادر مطلعة على سير عملية الاستحواذ، أرسلت إدارة بنك بيبلوس أمس كتاباً مفصّلاً عن عملية الشراء، فيما تؤكد هذه المصادر ان البنك المركزي حسم أمره في الموافقة على العملية بعدما وافق في الايام القليلة الماضية على ما يُعرف بالـ Soft Loan لمصلحة ببك بيبلوس لتوفير جزء من التمويل اللازم لإتمام الصفقة.
وكان طرفا الصفقة أي بنك بيبلوس وإدارة بنك فرعون وشيحا قد وقعا صفقة البيع في 15 آذار الجاري بقيمة قدرت بنحو 91 مليون دولار، كما كان الطرفان قد إتفقا في 13 كانون الثاني المنصرم على إتمام عملية Due diligence للسماح لبنك بيبلوس بالكشف على حسابات مصرف فرعون وشيحا ودرسها. وأشارت بعض المعلومات الى أن الاتفاق شمل ايضاً فتح حساب خاص يعرف بـ escrow account بقيمة تقارب الـ 20 مليون دولار كضمانة بانتظار الانتهاء من دراسة عدد من القروض التي منحتها الإدارة السابقة الى بنك فرعون وشيحا بلا ضمانات كافية، إضافة الى البحث بالقروض المشكوك في تحصيلها.
وضمن صفقة الاستحواذ التي تمّت، من المنتظر أن تمنح مجموعة ZR group المملوكة من الأخوين تادي وريمون رحمة، والتي كانت قد باشرت شراء بنك فرعون وشيحا خيار شراء 5,7% من رأس مال بنك بيبلوس، وهي قيمة تعادل تقريباً قيمة صفقة بيع فرعون وشيحا مع إمكان رفعها عبر شراء المجموعة لعدد من أسهم بنك بيبلوس المدرجة في السوق، وهي عملية تؤكد مصادر متابعة لها أن المجموعة ستقدم عليها لكونها تحمّله تكاليف أقل من إعادة إجراء ضخّ مزيد من الأموال في رأسمال بنك بيبلوس مباشرة. وفي سياق متصل، علمت “النهار” أن الجمعية العمومية لبنك بيبلوس التي تضم نحو 4000 مساهم وافقت في 4 آذار الجاري على إكتتاب مجموعة ZR group بنسبة 5.7% في رأسمال المصرف أي ما قيمته 91 مليون دولار.
وتعود قصّة بيع بنك فرعون وشيحا إلى 21 أيلول 2014 حين وقّع مساهمو المصرف مذكرة تفاهم مع مجموعة ZR group، تتضمّن موافقة مبدئية على استحواذ المجموعة على حصة 85% تقريباً من بنك فرعون وشيحا وهي حصة الغالبية، من حاملها ناجي فرعون، وهو رئيس مجلس الإدارة – المدير العام للمصرف حالياً، ضمن صفقة قدرت حينها بنحو 90 مليون دولار، ولكن مصرف لبنان إعترض آنذاك على إتمام هذا النوع من العمليات بحجة أن الشاري يمثل أفراداً وليس مجموعة مصرفيّة، ما يخالف قانون النقد والتسليف. وبحسب الأرقام الرسمية، قدرت أصول بنك بيبلوس في نهاية 2015 بنحو 19,87 مليار دولار بزيادة ناهزت 4,4% مقارنة بعام 2014، فيما قدرت موجودات المصرف خلال هذه الفترة بنحو 16,63 ملياراً بزيادة وصلت الى نحو 6% وتسجيل أرباح قاربت الـ 161 مليون دولار. وفي ما يتعلق بنتائج بنك فرعون وشيحا وأرقامه، فتشير البيانات الرسمية إلى أن أصول المصرف الأقدم في لبنان والذي تمّ تأسيسه عام 1876 قدرت في نهاية العام المنصرم بنحو 304 ملايين دولار مع موجودات تصل الى 228 مليوناً، فيما تراجعت أرباحه الصافية بنسبة 22,3% الى 3,8 ملايين دولار عام 2015 مقارنة بعام 2014.