سيطرت حالة من الارتباك على مؤشرات الأسهم العالمية خلال التعاملات أمس، حيث تأثرت المعنويات بحالة القلق من جانب المستثمرين بشأن الأوضاع الأمنية في أوروبا، بعد تفجيرات بروكسل الأخيرة، والقلق من مستقبل النمو العالمي.
وتراجعت المؤشرات لصورة جماعية أمس في أوروبا وآسيا، مقتفية أثر التراجعات في بورصة «وول ستريت» في تعاملات أول من أمس، لا سيما مع تزايد خسائر شركات الطاقة جراء التراجعات الجديدة في أسعار النفط.
وانخفضت مؤشرات الأسهم الأوروبية، ليغطي اللون الأحمر شاشات التداول بضغط خسائر النفط، وتكهنات الفائدة الأميركية، كما تراجعت بورصة طوكيو، وهبط مؤشر نيكاي وسط خسائر شركات مرتبطة بالسلع الأولية.
وتراجعت الأسهم الصينية، مع هبوط أرباح الشركات، وسجل مؤشر «شنغهاي» مستوى أدنى 3 آلاف نقطة، فيما واصل الدولار انتعاشه، وعزز من ارتفاعاته بعد مزيد من الحديث عن رفع الفائدة الأميركية.
واستهلت مؤشرات الأسهم الأوروبية، جلسة تداولات أمس، على تراجع، بفعل مخاوف متعلقة بالتوترات الأمنية في أوروبا، وتكهنات رفع الفائدة الأميركية.
وكانت أسواق الأسهم اليابانية والصينية، قد سجلت خسائر أمس، مع القلق بشأن تباطؤ النمو في الصين، وتقلبات سعر الين، بالإضافة إلى حذر المستثمرين بشأن الأصول الخطرة.
كما تلقت البورصات الأوروبية ضغوطاً هبوطية من التراجع في أسعار النفط، مع تصريحات متواصلة لمسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي، يتوقعون فيها رفع معدل الفائدة خلال الشهر المقبل.
وخلال التعاملات، هبط مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 1 % إلى 336 نقطة، كما انخفض مؤشر «فايننشال تايمز» البريطاني بنحو 1 %، ليصل إلى 6134 نقطة.
وهوى مؤشر «كاك» الفرنسي نحو 1.09 % إلى 4375 نقطة، بينما سجل مؤشر «داكس» الألماني خسائر بلغت نسبتها 0.9 %، ليصل إلى 9932 نقطة.
السلع الأولية
وانخفض مؤشر نيكاي القياسي للأسهم اليابانية عند الإغلاق، بعد أن أضر هبوط أسعار السلع الأولية بأسهم الشركات المنكشفة على الصناعة، إلى جانب عزوف المستثمرين عن تكوين مراكز جديدة قبيل نهاية السنة المالية.
وهبط نيكاي 0.6 %، لينهي تعاملات يوم أمس عند 16892.33 نقطة.
وانخفض سهم شركة ميتسوي آند كو للأوراق المالية 7.5 %، إثر أنباء عن أن الشركة في سبيلها لإعلان تكبدها أول خسائر صافية، بعد أن اضطرها انخفاض أسعار الطاقة والمعادن إلى تجنيب 260 مليار ين (2.3 مليار دولار)، كمخصصات لانخفاض القيمة.
وهبط سهم ميتسوبيشي 4.1 %، بعد أن أعلنت صحيفة نيكاي اليومية للأعمال، أنها أيضاً بصدد إعلان أول خسارة سنوية لها، بسبب تجنيب مخصصات ضخمة لانخفاض القيمة، نتيجة انخفاض السلع الأولية.
وجاء أداء أسهم شركات النفط دون أداء السوق عموماً، مع استمرار هبوط أسعار الخام.
وانخفض سهم شركة إنبكس للتنقيب عن النفط 5 %، وخسر سهم جابكس اليابانية للتنقيب عن النفط 4 %.
وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.7 % إلى 1354.61 نقطة، وانخفض مؤشر جيه بي إكس-نيكاي 400 بنسبة 0.7 % إلى 12222.92 نقطة.
وتراجعت الأسهم الصينية بأكبر وتيرة في أسبوعين بنهاية جلسة تداولات أمس، بفعل هبوط أرباح بعض الشركات الكبرى في البلاد، مع تباطؤ النمو الاقتصادي.
وقادت أسهم قطاعات الطاقة، والمعادن، والقطاع المالي، الهبوط في الأسهم الصينية اليوم، مع تواصل خسائر أسعار النفط، وتراجع أسعار السلع الرئيسة.
وتراجع سهم شركة «بتروتشاينا» للجلسة الرابعة على التوالي، في أعقاب تسجيل الشركة أضعف أرباح سنوية منذ عام 1999، بالإضافة إلى هبوط أسعار النفط.
وأنهى المؤشر الرئيس جلسة أمس أدنى مستوى 3 آلاف نقطة، بعد أن كان نجح في تجاوزه خلال الأسبوع الحالي للمرة الأولى في شهرين.
وهبط مؤشر «شنغهاي» المركب بنسبة 1.6 %، ليصل إلى 2960 نقطة عند الإغلاق، متراجعاً بحوالي 16 % منذ بداية العام الحالي.
الفائدة الأميركية
وارتفع الدولار للجلسة الخامسة على التوالي أمس، ما ضغط على أسعار السلع الأولية والأسهم الآسيوية، بعد تصريحات لمسؤول آخر في مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي عززت احتمالات زيادة أسعار الفائدة الأميركية أكثر من مرة هذا العام.
وانخفض اليورو إلى 1.1172 دولار، متراجعاً كثيراً عن أعلى مستوى سجله الأسبوع الماضي، عندما بلغ 1.1342 دولار.
وارتفع الجنيه الإسترليني خلال تعاملات أمس في أعقاب بيانات أظهرت هبوط مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة بأقل من التوقعات.
وأعلن مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني أن مبيعات التجزئة قد تراجعت 0.4 % في فبراير مقارنة بالشهر السابق له.
وكانت توقعات محللين في «بلومبيرغ»، تشير إلى هبوط مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة بنحو 0.7 % خلال الشهر الماضي.
وأشارت البيانات إلى أن مبيعات الملابس والأحذية، قد انخفضت 0.4 % الشهر الماضي كما تسبب الطقس السيئ في تأجيل قيام المستهلكين بمشتريات.
وخلال التعاملات، صعد الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأميركي 0.1 % إلى 1.4131 دولار.
خسائر الطاقة
أغلقت الأسهم الأميركية منخفضة أول من أمس متأثرة بخسائر لأسهم شركات الطاقة والسلع الأولية بينما لا يزال المستثمرون يتوخون الحذر بعد التفجيرات الدموية في بلجيكا.
وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضاً 79.98 نقطة، أو ما يعادل 0.45 % إلى 17502.59 نقطة بينما تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 500، الأوسع نطاقاً، 13.09 نقطة أو 0.64 % ليغلق عند 2036.71 نقطة. وأغلق مؤشر ناسداك منخفضاً 52.80 نقطة أو 1.1 % إلى 4768.86 نقطة.