توقفت مراجع دبلوماسية امام اول التقارير التي وردت من موسكو بشأن نتائج اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف. وقالت المصادر عبر الوكالة “المركزية”، انّ أجواء الود التي رافقت هذه اللقاءات في موسكو تنمّ عن بداية تفاهم اميركي ـ روسي بشأن الوضع في سوريا والآليات التي يعتمدها الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا توصلا الى حل سياسي يتقدم على الإجراءات العسكرية باعتبار انّ ايّ حل عسكري شامل بات بعيد المنال باعتراف الأطراف المحلية والدولية.
وتضيف المصادر انّ الحل العسكري بات يقاس بهزيمة “داعش” وليس دون ذلك اي خيار. ولم يعد لتقدم النظام في تدمر او في اية منطقة أخرى لأن امكانية تضع المجموعات المسلحة يدها عليها، ما يوصل الى حل عسكري، فالمراوحة سيدة الموقف ولن يسجل اي طرف خرقا كبيرا او انتصارا ميدانيا.
وبناء على ما تقدم تقول المراجع الدبلوماسية ان إشادة الرئيس بوتين بما تحقق في سوريا وردّه الى “موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما وبفضله” عزّز التوقعات بامكان وجود تفاهم اميركي ـ روسي يتجاوز الوقائع اليومية ويقود المرحلة المقبلة ويقود معه أطراف الصراع في الداخل السوري والمحيط الإقليمي الى تفاهمات مماثلة وربما على مستوى العلاقات بين المملكة العربية السعودية وايران على قاعدة ما اشار اليه بوتين “من التوصل إلى نقاط مشتركة” مع الجانب الأميركي والمضي قدماً في المسائل الثنائية والدولية بينهما ولا سيما ما يتصل بأزمتي سوريا واوكرانيا كما قال بوتين بعد لقائه كيري.
وما رفع من منسوب التفاؤل ملاقاة الجانب الأميركي لنظيره الروسي من خلال ما عبر عنه كيري بالقول: “انّ وقف الاعمال القتالية في سوريا أثمر عن تراجع وتيرة العنف في البلاد”، لافتا الى أن “الولايات المتحدة الأميركية لديها أفكار حول كيفية البدء بعمل جاد وصعب حول الانتقال السياسي في سوريا”.
وفي تصريح له، خلال لقائه بوتين، اشار كيري إلى أنّ “كثيرين هم الذين اعتبروا الهدنة في سوريا مستحيلة، لكنها تحققت بفضل الجهود الروسية والاميركية”.