مع تميّزها بموقع في قلب البحر المتوسّط وعلى بعد عشرين دقيقة من بيروت، برزت قبرص كوجهة مفضّلة لدى اللبنانيين الباحثين عن فرص للزواج والسياحة، خصوصاً أنَّ هذا الجار يقدّم لهؤلاء خيارات عدّة في هذا المجال تشمل كبرى مدنها، كالعاصمة نيقوسيا، ليماسول، لارنكا، بافوس، آيا نابا وغيرها.
وبعدما حطّت شركة “إيجيان إيرلاينز” اليونانية رحالها في لبنان قبل نحو سنة ونصف السنة، بات الرابط بين بيروت ولارنكا وأثينا أكثر مرونةً، علماً أنَّ هذه الأخيرة تعتزم تسيير رحلات متوجّهة من بيروت إلى هذه المدن ظهراً وليس ليلاً فقط، في محاولة لتسهيل الأمور أمام الراغبين في الإفادة من الوقت للزواج أو حتى السياحة.
وفي إطار مساعيها إلى تعزيز العلاقات السياحية بين لبنان وقبرص، نظّمت شركة “إيجيان إيرلاينز”، بالتعاون مع هيئة قبرص السياحية، رحلة تثقيفيّة في الجزيرة امتدّت على ثلاثة أيام، شاركت فيها مديرة “إيجيان إيرلاينز” في لبنان ماري حرفوش، وعدد من أهل الصحافة والإعلام وأصحاب أبرز الشركات السياحية في لبنان، فضلاً عن رؤساء بلديات بعض المدن القبرصية، وذلك بمشاركة المسؤولة في قسم التسويق في هيئة قبرص السياحية أنتيغوني كابوديستريا ودليلة سياحية من الجانب القبرصي.
شملت الجولة زيارة ابرز الأماكن والفنادق والمطاعم التي يمكن للبنانيين عقد زواجهم فيها، مع الإشارة إلى أنَّ الجهات القبرصيّة تعتزم إطلاق موقع إلكتروني قريباً يسهّل البحث عن صالات العرض والتواريخ المتوافرة للحجوزات.
وعلى هامش الزيارة، أكدت كابوديستريا لـ”النهار” أنَّ الهدف من هذه الرحلة يتمثل في تعزيز العلاقات بين البلدين حيال القطاع السياحي، وتالياً زيادة عدد السياح الوافدين من لبنان إلى قبرص وبالعكس، مشيرة إلى أنَّ “قبرص هي أرض أفروديت والحب، فضلاً عن أنَّ مناخها دافئ ومشمس على مدار السنة وفيها كل ما يلزم لتحويل ليلة الزفاف ليلة مميّزة”.
وأشارت الى أن “العوامل التي تجعل من الجزيرة عنصراً جاذباً فهي: المسافة القصيرة بين بيروت ولارنكا، الطقس الجيد، تنوّع صالات الزفاف وسهولة التحضير له، الفنادق الفخمة وما توفره من خدمات ومطاعم تقليدية تعد المطبخ القبرصي التقليدي، إلى جانب ضيق المسافة بين المدن ومحال التسوق، الى الأمن والأمان اللذين يسودان في الجزيرة، تؤكد أنَّ قبرص يمكن أن تكون وجهة مميّزة بالنسبة إلى كل اللبنانيين الباحثين عن أجواء مريحة ووسائل متعدّدة للراحة والاستجمام”.
وتسعى هيئة السياحة القبرصية إلى تعزيز الرحلات أكثر بين البلدين، خصوصاً أنَّ لبنان يُعتبر سوقاً مهمة بالنسبة إلى الجزيرة، بدليل أنَّ الأعوام الخمسة الماضية شهدت إقبالاً واسعاً وزيادة في التدفق اللبناني إلى الربوع القبرصية بنسبة بلغت 14 %، فضلاً عن أن اللبنانيين يشكّلون 9 % من مجمل الأعراس التي تُعقد في قبرص سنوياً، والتي يصل عددها إلى 8000 عرس.