حيدر الحسيني
أن تكاد طائرتك تهبط في مطار شرم الشيخ وبالكاد ترى من نافذتها فقط بضع سيارات تجوب شوارعها، فهذا مشهد لم يكن مألوفاً أبداً في هذا المرفق السياحي الحيوي قبل إسقاط الطائرة الروسية بعملية إرهابية في 31 تشرين الأول المنصرم عقب إقلاعها من مطار المدينة السياحية الواقعة عند ملتقى خليجَي العقبة والسويس على ساحل البحر الأحمر.
الإرهاب غيّر المشهد تماماً، وقلَب الموازين المالية في بلد يعتمد على النشاط السياحي كأحد أبرز مصادر العملة الصعبة، في بلد عزّ فيه وجودُ دولارٍ ارتفع سعره إلى 9,3 جنيهات في سوق الصرافة الرسمي يوم وصولنا الخميس الفائت.
مدارج المطار تصفر. الفنادق شبه خاويةً قياساً بالسابق. الطرقات فارغة إلا من نفر سائحين قليل، وسط إجراءات أمنية مكثفة.
إعادة تسويق السياحة في هذه المنطقة (كما في تركيا) باتت مسألة تشكل تحدياً كبيراً سواء بالنسبة للسلطات الرسمية التي تحضّر برامج تشجيعية لإعادة إنعاش الحركة، أو بالنسبة للمستثمرين المالكين للمنشآت السياحية ويوظفون فيها مئات بل آلاف الأشخاص، وكذلك الأمر بالنسبة للشركات المكلفة من المستثمرين لترويج السياحة مجدداً.
المهمة ليست سهلة. منتجعات شرم الشيخ والبحر الأحمر اعتمادها أساساً على السائحين من روسيا والمملكة المتحدة، وإذا ما أضفنا إلى هاتين الجنسيتين الوافدين من ألمانيا، فإن الحديث يصبح أكثر تركيزاً على منطقة الغردقة في البحر الأحمر.
حتى الآن لا رحلات جوية من روسيا وبريطانيا، والأمر يبدو مؤجلاً إلى ما بعد موسم الاصطياف والسياحة الذي أوشك على الحلول، وذلك على أقل تقدير.
في سياق هذه الجهود «الإنعاشية»، طائرة «وينغز أوف ليبانون» نقلت إلى شرم الشيخ من بيروت ممثلين لـ44 وكالة سياحة وسفر لبنانية إلى فندق «ريكسوس شرم الشيخ« (Rixos Sharm El Sheikh)، بدعوة وتنظيم من «شركة نخال للسياحة والسفر»، التي أصبحت وكيلاً حصرياً في لبنان لتسويق جميع فنادق مجموعة «ريكسوس» في كافة أنحاء العالم، بعد توقيع اتفاقية بهذا المعنى معها في شباط المنصرم.
سينَم أورال، مديرة التسويق الإقليمي لفنادق مجموعة «ريكسوس» في تركيا، قدّمت عرضاً متكاملاً عن كل منشآت المجموعة حول العالم، مع تركيز خاص على المؤسسات القائمة في تركيا.
يُستفاد من العرض المرئي الذي شرحته أورال، أن سلسلة فنادق «ريكسوس» مؤلفة من 26 فندقاً ومنتجعاً حتى الآن، موزعةً على تركيا (12) ومصر (3) والإمارات (واحد في دبي وآخر في رأس الخيمة)، إضافةً إلى منشآت اُخرى في روسيا وكرواتيا وكازاختسان وسويسرا، علماً أنها تدير في مصر 3 استثمارات كبيرة هي «ريكسوس شرم الشيخ»، الذي يُجرى فيه الملتقى، إضافة إلى «ريكسوس سي غايت» و»ريكسوس العلمين» على الساحل الشمالي.
ورغم الظروف القاسية التي يعانيها القطاع السياحي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن المجموعة قيد التوسّع حالياً، حسبما قال أحمد شاهين، مدير مبيعات عالمية في مجموعة «ريكسوس» لدول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط.
فبالإضافة إلى «ريكسوس ذي بالم» الموجود في جزيرة النخيل بإمارة دبي، و»ريكسوس باب البحر» الواقع في إمارة رأس الخيمة، يؤكد شاهين أن المجموعة بصدد افتتاح «ريكسوس» في جُميرة أواخر تشرين الأول المقبل، وفقاً لتوقعاته، بحيث يرتفع إجمالي عدد منشآت المجموعة إلى 27 بنهاية العام الجاري.
ومع اشتداد المنافسة في القطاع مع تراجع حركة المسافرين والسائحين، فإن ليال خليفة، مديرة حساب (للزبائن) في الموقع الإلكتروني «حجوزات دوت كوم» التابع لشركة نخال المتخصص في بيع حجوزات الفنادق «أونلاين» عبر الإنترنت، تؤكد أن الشركة تضمن لعملائها أفضل الخدمات بأكثر الأسعار تنافسيةً في سوق السياحة والسفر، إن كان بالنسبة لنشاطات مجموعة «ريكسوس» نفسها أو سواها من المجموعات التي تتعامل مع «نخال«.
النشاط الذي تنظمه «شركة نخال للسياحة والسفر» يأتي في سياق برنامج من المبادرات تعتزم تنفيذه في المرحلة المقبلة، لا سيما قبل حلول موسم الصيف، على أمل أن تستعيد مصر أوضاعها المستقرة، وتعود الروح إلى مرافقها السياحية التي لطالما اعتادت أن تعجّ بالزوّار من كافة أنحاء العالم، وهو ما يسهّل بالطبع الجهود الآيلة إلى ترويج السياحة من جديد.