IMLebanon

انتعاش «خجول» في الأعياد لأسواق البترون وزغرتا

stores
حرَّكت الأعياد المجيدة، القليل من الركود في الأسواق الشمالية، إلا أنها لم تبلغ منسوب الآمال التي يعلقها التجار في مثل هذه الأيام، خصوصاً أنَّ الأسواق تئن من الضغط السياسي والركود الاقتصادي في لبنان عموماً، رغم التنزيلات، ولا سيما في أسواق زغرتا والبترون، وهو ما يؤشر الى ضرورة ايجاد صدمة ايجابية في مقدمها، انتخاب رئيس للجمهورية وتخطي مرحلة الشلل التي تمر بها كل مؤسسات الدولة.

البترون

ففي البترون (ماغي كرم)، لم تنجح الاعياد في إنعاش الحركة في السوق التجارية فيها بالشكل المطلوب، ومواسم الأعياد التي ينتظرها التجار وأصحاب المحال حلت بهدوء، كما في كل الاسواق من دون إحداث اي انعكاسات إيجابية. وها هم التجار الذين عولوا على موسم عيدي الشعانين والفصح، أعدوا العدة لجذب الزبائن والمواطنين، فأعلنوا عن تخفيضات في الاسعار وتنزيلات تراوحت بين 20 في المئة و50 في المئة، ما لم يفعل فعلته واقتصرت الحركة على الزبائن العاديين الذين يقصدون المحلات التي تعودوا على الشراء منها حتى في الايام العادية.

ويتذكر التجار ايام الخير يوم كانت السوق البترونية تعج بالمتسوقين قبل الأعياد، حيث كان الشارع العام والشوارع الفرعية تغص بالسيارات المتوقفة امام المحال ناقلة النساء والاطفال بهدف التبضع وشراء حاجات العيد من ثياب وحلوى وغيرها من المستلزمات. وما يمكن تأكيده ان السوق لم تشهد الحركة الممتازة، التي اعتاد عليها التجار في هذه الفترة من السنة، بل سجلت حركة مقبولة ومتفاوتة بين محل وآخر.

ولا ينفي غابي مارون (صاحب محال للألبسة النسائية والرجالية والأحذية)، أن «هناك انعكاساً واضحاً للأوضاع السائدة في البلد على المستوى السياسي الى القلق الأمني، نتيجة ما يحصل من أعمال إرهابية في العالم العربي وصولاً الى الدول الاوروبية إضافة الى عدم قدرتنا على انتخاب رئيس للجمهورية كي تحل كل الأزمات العالقة. وكل ما يقال خلاف ذلك هو غير صحيح. فالحركة في السوق ليست الحركة المتوقعة والمنتظرة بل هي حركة خجولة لا بل مقبولة. وبالنسبة لي فهناك تفاوت بين محل وآخر ففي حين تسجل حركة مقبولة في محلي الالبسة الرجالية والنسائية نجدها خجولة في محل الاحذية«.

أما باميلا سركيس، وهي صاحبة محل ألبسة نسائية في إحدى المراكز التجارية في بلدة شكا، فتصف «الحركة بالعادية ولا تجد أن هناك حركة أعياد بكل ما للكلمة من معنى. ومشهد الأعياد في الأسواق كما اعتدنا عليه غاب الى غير رجعة. كل ذلك بسبب الاوضاع التي يعيشها اللبنانيون في ظل شلل المؤسسات وغياب الرأس والقلق التي ينتاب اللبنانيين. فالعيد أصبح بالنسبة اليهم ليس بشراء الثياب الجديدة والحاجات بل بظروف مريحة توفر الاطمئنان والأمن المعيشي والاجتماعي«.

ويجمع اصحاب محلات الحلويات والسوبر ماركت أن «الحركة بدأت تتحرك مع اقتراب العيد، وبدأ المواطنون يتوافدون للتسوق وتأمين حاجيات العيد من مواد غذائية ولحوم ولوازم حلوى العيد والهدايا«.

ومن خلال جولة في السوق التجارية في مدينة البترون تبدو حركة التسوق، وشراء المأكولات ناشطة عشية العيد، ويبدو العمال والموظفون كخلية نحل لتوضيب السكاكر والمكسرات ولوازم مأكولات العيد والحلوى لتلبية طلبات الزبائن وتسهيل عمليات البيع.

رئيس جمعية تجار البترون وقضائها روك عطيه، الذي يقوم بجولات متتالية في الاسواق والمراكز التجارية، للاطلاع على الحركة فيها، رأى أن «الحركة مقبولة ولكنها ليست كما نريدها وكما تعودنا عليها. ولا يسعنا الا أن نقول أن ما تشهده مدينتنا من حركة في اسواقها هو مقبول إذا ما نظرنا الى الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها اللبنانيون«.

ويأمل التجار أن تشهد الايام القليلة المقبلة انفراجات في الأجواء السياسية، فتحل الاعياد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي بعد نحو الشهر في ظل ظروف أفضل يمكن ان تنعسك إيجابا على الحركة التجارية وعلى العجلة في القطاعات الأخرى.

زغرتا

لأن السياسة والاقتصاد متلازمان، وينعكس أحدهما على الآخر فقد تأثرت الحركة الاقتصادية في زغرتا (كلاريا الدويهي)، وتراجعت الى ما دون 40 في المئة عموماً، ووصلت في بعض المحال التجارية الى تراجع بلغت نسبته 70 في المئة، وهي نسبة تنطوي على مخاطر وتداعيات سلبية اذا ما طال أمدها. ومع اننا في فترة أعياد حيث يشهد السوق حكما، تزايداً في الحركة الا ان النتيجة الاقتصادية لهذا الحراك لم تكن على المستوى المطلوب.

فقد أكد رئيس جمعية تجار زغرتا جود صوطو، الذي استهل كلامه بتوجه جمعية تجار زغرتا الزاوية «بالمعايدة الى جميع اللبنانيين مقيمين ومغتربيين والمسيحيين بشكل خاص بفصح مجيد. ونتمنى ان يعود على لبنان واللبنانيين بالخير والبركة«. مضيفا «ان الوضع الاقتصادي والتجاري في زغرتا، وبدون بحث أو تحليل، كحال الوضع في كل لبنان يعاني من مشكلة اقتصادية ضخمة ويرزح تحت عبء الازمات التي يعيشها لبنان والمنطقة«.

وأضاف «لقد شهدت الحركة التجارية تراجعاً بلغت نسبته هذا العام 35 في المئة حسب القطاعات. ومع أن الاقبال كثيف ولكن القدرة الشرائية لدى الزبائن تراجعت الى ما دون 40 في المئة، وهذا دليل على عدم توافر السيولة بشكل كاف بين أيدي الناس. وهذا التراجع ناتج ليس فقط عن قلة سيولة الاموال وانما الى تردي الوضع السياسي الذي انعكس انكماشا اقتصاديا. فالدولة غائبة وهي بلا رأس فيما رئيسي مجلسي الوزراء والنواب، يعملون ويجهدون دون جدوى».

وعن مدى تأثير الوضع الأمني على هذا القطاع قال «أننا أمنيا نشعر بالأمان في زغرتا، بسبب تضافر جهود القوى الامنية من درك وقوى أمن وتعاون كافة الاطراف من سياسيين وبلدية، الا أن المشكلة تكمن في تردي الأوضاع والمشاكل التي استجدت في دول الخليج ودول الجوار وانعكاسها على أوضاع اللبنانيين وقدرتهم على مد السوق اللبناني بالسيولة من خلال ارسالهم الاموال الى اهلهم أضيفي الى ذلك مشكلة أعداد اللاجئين السوريين وعبئهم الاقتصادي على الدولة وحملهم الكبير على لبنان واقتصاده«.

وختم صوطو «أما وضعنا التجاري كحركة نمو من حيث فتح متاجر جديدة ونمو السوق التجاري، فازدادت بنسبة 20 في المئة، وتعتبر بخير لكن المشكلة تكمن في السيولة التي تراجعت بين أيدي الناس مما أثر سلبا على الحركة الاقتصادية«.

دوللي عيسى صاحبة متجر البسة، اكدت «أن هذه السنة هي الأسوأ من حيث القدرة الشرائية لدى الناس ولولا «التقسيط المريح لتراجعت الى ما دون 70 في المئة. حتى جارنا بائع الزهور اشتكى من تراجع نسبة المبيع بمناسبة عيد الام«.

أما أمال عيد التي تعمل في سوبرماركت، فقد لفتت الى «أن التراجع طال ايضا» القطاع الغذائي، حيث باتت العائلة تركز في عملية الشراء على الضروريات. بالمختصر الوضع اذا ما استمر على هذه الحال لا يبشر بالخير«.