Site icon IMLebanon

تمويل الشركات الناشئة من أرباحها المستقبلية

Startup-companies

روب ماندلبوم

بيتر ديرينغ وزملاؤه في (Peak Design)، شركة ملحقات الكاميرا الصغيرة التي أطلقها في سان فرانسيسكو في عام 2010، لديهم سبب وجيه للاحتفال. فأجهزة المراقبة المعلقة على الحائط أظهرت العدّ التنازلي لانتهاء حملة ناجحة للغاية لإطلاق الشركة حقيبة الكاميرا الجديدة. تمتاز حقيبة (Everyday Messenger Bag) بأنها عملية وأنيقة للغاية، وكانت حملة إطلاقها الحملة الـ12 الأكبر في تاريخ (Kickstarter).

صاح ديرينغ فرحاً أثناء وجوده في أحد المقاهي بحي كاسترو قائلاً: “هذا أمتع من حفل رأس السنة”. وقف ديرينغ أمام كاميرا صغيرة في طرف المقهى للاحتفاء باللحظات الأخيرة من عمر الحملة في بث إلكتروني حيّ لمن أراد المتابعة “127 تابعوا الحدث”. حين انقضى الوقت، صاح المتابعون ابتهاجاً. كانت الحصيلة النهائية: 17,029 ألف داعم تعهدوا بدفع 4,869,472 مليون دولار.

غالباً ما تلجأ الشركات إلى هذا المورد حين تبدأ أعمالها، لكن (Everyday Messenger) كانت حملة التمويل الجماعي الخامسة لشركة (Peak Design). عرضت الشركة كل منتجاتها الجديدة على الموقع الإلكتروني، بالإضافة إلى وضع استراتيجية متطورة ليس لجمع المال بفاعلية فقط، بل للوصول إلى أكثر عملائها حماساً. يقول ديفيد انهالت، المدير المالي للشركة: “نحن نعتبر (Kickstarter) قناة ثالثة لمبيعاتنا فعلياً”، إلى جانب موقعها الإلكتروني، وأكثر من 1000 متجر تجزئة يحوي منتجات (Peak Design).

يرى المستثمرون في المشاريع على نحو متزايد أن التمويل الجماعي الناجح مرحلة مهمة لأي شركة ناشئة. لكن (Peak Design) لا تلاحق هؤلاء المستثمرين. فرأس المال الخارجي قد يقيد أسلوبها. في الوقت الراهن، يدير ديرينغ الشركة كما يراه مناسباً، مشجعاً الموظفين على القدوم والمغادرة، كما يحلو لهم، وعلى الحياة النشطة التي تمثلها الشركة في منتجاتها. ورغم أنه يديرها عن بعد في كثير من الأحيان، كان من المتوقع أن تتضاعف المبيعات 3 مرات في عام 2015 لتصل إلى 13 مليون دولار. يقول ديرينغ: “إن (Peak Design) جنت المال في عامها الأول، وتزايدت الأرباح مع زيادة المبيعات منذ ذلك الحين”.

لقد تأسست (Peak Design) من الصفر على يد ديرينغ وزملائه في مصنع للعلب، ويعد مكتبها مثالاً للبراعة. على سبيل المثال، تم تصميم نظام بكرات لرفع دراجاتهم الهوائية إلى السقف الذي يبلغ ارتفاعه 15 قدماً، ويتم ربط الحبال بالجدار بواسطة أول منتج لـ(Peak Design) وهو عبارة عن مشبك يثبت كاميرا على حزام.

ديرينغ أتى بالفكرة عندما كان سائحاً بحقيبة ظهر في آسيا وجنوب المحيط الهادئ في عام 2008 أثناء إجازة لمدة 4 شهور من وظيفته كمدير إنشاءات. ويستذكر قائلاً: إن الكاميرا “كانت تتحرك كثيراً وتتأرجح وتشكل خطراً”. ومع وصوله إلى دارجيلينغ، توصل إلى حل. وعقب ذلك بعامين، استقال من عمله ليصمم ويصنع ما أسماه (مشبك تثبيت الكاميرا).

كان توقيته جيداً. عندما أوشك النموذج الأولي على الاكتمال، في يناير/ كانون الثاني 2011، كان أصدقاؤه يتحدثون عن (Kickstarter). يقول: “كل ما أردته هو صنع الأشياء، ومن ثم حصلت على خطة دخول السوق بسهولة”. بعد بضعة أشهر، أصبحت الحملة ثاني أضخم حملة لـ(Kickstarter) آنذاك، إذ جمعت 364,698 ألف دولاراً من 5,258 ألاف شخصاً دفعوا مسبقاً لمنتج لم يكن موجوداً بعد.

اليوم، %12 من المصممين على (Kickstarter) عادوا بمشاريع جديدة؛ على الرغم من أن أقل من %1 منهم يعودون بمقدار 5 مرات أو أكثر، مثلما تفعل (Peak Design). لقد مولت (Kickstarter) النمو السريع الذي قد يفوت الشركة الصغيرة إذا لم تحصل على التمويل. قبل إطلاق حملة (messenger- bag)، توافر لدى (Peak Design)ماقيمته 350 ألف دولار عبر خط ائتمان مع مصرف كبير، يكفي لشراء 5 آلاف حقيبة. يقول أنهالت: “لقد مررنا بعملية متعبة كي نحاول الحصول على المزيد منه، لكنه لا يقرض المال الكافي للشركات الصغيرة ذات النمو الكبير”.

في النهاية، طلبت 45 ألف حقيبة، مستفيدة من خط الائتمان، و400 ألف دولار كقرض لمدة عام واحد من (Funding Circle)، شركة الإقراض الإلكترونية للمؤسسات الصغيرة، بفائدة سنوية قدرها %5.5. مولت القروض الدفعات الأولى لموردي (Peak Design)، وتم تسديد الرصيد المستحق من أموال (Kickstarter) عند الشحن. يقول أنهالت: “باستثناء محاولة الحصول على تمويل نظير الأسهم من مستثمر للمشاريع، أو بيع جزء من الشركة، لم تكن هناك طريقة أخرى تمكننا من دفع المال مقابل المنتج سلفاً”.

مع حملة ناجحة أخرى من (Kickstarter)، يستطيع ديرينغ وفريقه السعي نحو فرص أكبر. وقد التقت المجموعة مؤخراً للتباحث مطولاً بشأن القيام بمشاريع أضخم في مجال الحقائب والملحقات الجديدة، لكن ديرينغ غير مستعد بعد لمناقشتها علناً.

في اللقاء، وعد ديرينغ فريقه أن يقوم بتوظيف كادر متمكن خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكنه يدرك حجم التحديات المصاحبة للنمو. إذ قال عقب اللقاء: “لا أظن أن كثرة المال تسعدني بقدر سعادتي في قضاء الوقت بالابتكار مع أناس أهتم لأمرهم”.