كشفت مصادر مقربة من دوائر صنع القرار الأميركية تزايد القلق من أن يؤدي الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة، إلى زيادة وتيرة العمليات الإرهابية التي ترعاها إيران وينفذها عميلها “حزب الله” اللبناني، مشيرة إلى أنه رغم تناقص الدعم الذي استمر النظام الإيراني في تقديمه للحزب، بسبب الأزمة المالية، إلا أن طهران واصلت دعمها له رغم كل تلك الظروف، لا سيما ميليشيات “حزب الله” التي تقاتل في سوريا.
وقال مدير برنامج “ستاين” للإستخبارات ومكافحة الإرهاب ماثيو ليفيت ، في إفادة أمام اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية بشأن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس النواب الأميركي ، إن طهران دأبت خلال السنوات الماضية على تقديم مبلغ 200 مليون دولار شهريا للحزب، لتمويل عملياته غير الشرعية، إضافة إلى الأسلحة والتدريب والإستخبارات ومساعدة لوجستية، إلا أن الأزمة الطاحنة التي عانت منها طهران بسبب العقوبات وانخفاض أسعار النفط، أرغمتها على تخفيض هذا الدعم بصورة ملحوظة، مما أثر على دفع الرواتب للموظفين المدنيين، إلا أن المقاتلين في سوريا ظلوا يتلقون رواتبهم بإنتظام تام، خشية التأثير السالب على معنوياتهم إذا توقفت الرواتب.
تهديد السلم العالمي
وأكد ليفيت أن الحزب المذهبي هو مصدر القلاقل التي تعاني منها المنطقة بشكل عام، وأنه يشكل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها، وقال “لا يزال “حزب الله” يشكِّل تهديداً كبيراً للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط، ويهدد دول المنطقة، ورغم تأثر الحزب بنظام العقوبات الذي فرضته واشنطن على إيران، إلا أنه من المرجح أن تستفيد العمليات الإقليمية والدولية للحزب من زيادة الإنفاق الإيراني في أعقاب الاتفاق مع إيران.
وأضاف: لم تعد أنشطة “حزب الله” تقتصر على التنافس على السلطة السياسية في لبنان. فمع حصوله على المزيد من المال، من المتوقع أن يكثف من مساعداته للميليشيات الشيعية في العراق واليمن، ويرسل أعدادا صغيرة من المقاتلين المدربين ذوي المهارات لدعم القوات المحلية، وفي بعض الحالات، المحاربة معهم. ففي العراق، يقوم الحزب بتدريب الميليشيات الشيعية والمشاركة معها في القتال، ومن المرجح أن تتوسع هذه العمليات. وعلى الرغم من أنها تقاتل نيابة عن الحكومة، إلا أن تكتيكاتها تفاقم التوترات الطائفية. أما في اليمن، فتأثير “حزب الله” قليل، ولكن يمكن أن يتوسع من خلال موارد إضافية. ويحاول الحزب بالفعل إيجاد دعم طويل الأجل لهذه العمليات.
قطع الشرايين المالية
وأشار ليفيت إلى تأثير العقوبات الأميركية على الحزب المذهبي وتصنيفه كمنظمة إرهابية، متوقعا أن يؤدي ذلك إلى تضييق الخناق أكثر على مصادر تمويله، ويقول “مما يشيع قدرا من الاطمئنان أن سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة تستهدف بشكل استباقي الأنشطة الإجرامية لـ”حزب الله” في جميع أنحاء العالم.
ولفت إلى أنه عبر العمل بشكل وثيق مع وكالات إنفاذ القانون، لم تسرّع وزارة الخزانة الأميركية من وتيرة تسميات الحزب وتصنيفه كمنظمة إرهابية فحسب، بل نقلت الصراع المالي إلى بيروت، حيث وضع أمواله حتى وقت قريب في المصارف، مع إفلاته من العقاب. ومع تسلحها أخيرا بـ”قانون منع التمويل الدولي عن حزب الله”، فإن الوكالات الأميركية مخولة حقاً بإحباط شبكته على كل منعطف، من خلال فرض عقوبات على المؤسسات المالية التي تتعامل معه أو مع محطة تلفزيون المنار التابعة له”.
أنشطة إجرامية مشبوهة
وشدد ليفيت على تضرر “حزب الله” من منظومة العقوبات التي فرضتها واشنطن علبه، إلى الدرجة التي دفعت أمينه العام حسن نصرالله إلى الحديث عن هذا التضييق مرات عديدة في خطاباته العلنية. وقال “أدرك “حزب الله” جدية آثار تلك العقوبات، لذا ألقى نصرالله خطابات تلفزيونية مطولة في تموز وكانون الأول 2015، لا تركز على خسائر المعركة في سوريا، بل على إنكار أن الحزب له علاقات بالاتجار بالمخدرات وغسل الأموال.
واضاف: لقد أتت هذه الإنكارات الشديدة رداً على تكثيف جهود الولايات المتحدة والحلفاء الرئيسيين لاستهداف أنشطة الحزب الدولية الإجرامية المنظمة واسعة النطاق، لافتا إلى أن نصرالله إشتكى من أنه عندما تتهم الولايات المتحدة الأشخاص أو الشركات عن وجود علاقات بينهم وبين “حزب الله، تتخذ المصارف اللبنانية في الواقع إجراءات ضد هؤلاء الأشخاص أو حسابات كياناتهم. وأدى ذلك إلى الوصول للدائرة المقربة من قيادة الحزب، بمن فيهم عبدالله صفي الدين ممثل الحزب في إيران وابن عم نصرالله.