بلاجي فيسواناثان
لماذا يقبل الناس دفع 4 دولارات لشراء رقائق البطاطا، ولا يقبلون دفع دولار واحد فقط لشراء تطبيق ما؟
هناك عامل نفسي يسمى “التصور المسبق” عن قيمة الأشياء من حولنا. ومن الطبيعي مقارنة قيمتها الحقيقية بما لدينا من تصورات حول هذه القيمة نفسها.
وعلى عكس ما قد يذكره البعض، وهو أن سبب ذلك مرتبط بكونها غير ملموسة، نجد أن الناس يدفعون مبالغ طائلة لشراء البرمجيات- مصدر الأرباح الرئيس لشركات البرمجة. ولو كان الناس لا ينفقون المال لشراء السلع غير الملموسة، لأعلنت شركات مثل: (Microsoft) و(Intuit) و(Oracle) و(Adobe) إفلاسها منذ زمن.
وهذا هو السبب في أننا لا نتردد بدفع 200 دولار لبرامج سطح المكتب مثل: (Microsoft Office) أو (Adobe Photoshop) في حين لا يعجبنا الأمر إذا طُلب منا دفع المبلغ نفسه لشراء أحد تطبيقات أبل أو أندرويد، بغض النظر عن مدى جودة التطبيق.
وعموماً، ساعدنا بيل غيتس على التفكير بهذه الطريقة أيضاً من خلال احتكار السوق. ثم ظهرت التطبيقات السحابية وتطبيقات الهواتف النقالة، في الوقت الذي ظن فيه الناس بأنها ستكون مجانية. وبالتالي لدنيا “تصور مسبق” بأنها مجانية. لكن لماذا لم يستطع مطورو التطبيقات تغيير مثل هذه القناعة في عقول المستهلكين؟ ببساطة لأن لا أحد منهم لديه السيطرة والقدرة على الاحتكار مثل بيل غيتس في قطاع برمجيات الحاسوب، أو إعادة تحديد تلك التصورات مرة أخرى.
إن انعدام سلطة التسعير في سوق التطبيقات، يعود إلى المنافسة الكبيرة بين تطبيقات الهواتف النقالة. فاذا أردت تحميل تطبيق ما ستظهر أمامك خيارات عدة. وقد سهلت أسواق التطبيقات إظهار المنافسين الجدد وإجراء مقارنات بينهم أيضاً. ولهذا فإن أسواق التطبيقات تجعل من الصعب على أي جهة احتكار السوق والسيطرة على عملية التسعير، لكن عليها أولاً الخضوع لأبل وغوغل. وقد بدأت أبل بتسعير معظم تطبيقاتها بنحو 0.99 دولار، أما غوغل فقد عرضت معظم تطبيقات أندرويد مجاناً.